اهتمت صحف السعودية بتطورات الأحداث فى اليمن، وما تشهده "مأرب" من عمليات عسكرية تشير الأنباء إلى أنها ستقود لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة المتمردين.
وتحت عنوان "اقترب الحسم والوعد صنعاء" قالت صحيفة "الوطن" إن ما تشهده مأرب في اليمن من حشود عسكرية عربية في التحالف الذي تقوده المملكة لتحرير اليمن وإعادة الشرعية، يشير إلى عملية عسكرية باتت قريبة جدا، فالعاصمة صنعاء هي مرحلة ما بعد مأرب، وهي الحسم النهائي الذي سيقوض قدرات المتمردين، ولن تقوم لميليشيات الحوثيين وأنصار المخلوع صالح بعدها قائمة.
وأضافت أن العرب بقيادة المملكة قرروا وخططوا ونفذوا وسوف ينجحون في إنجاز الأهداف المرسومة لخلاص اليمن، أما المخطط الإيراني في اليمن فقد قضي عليه تماما بإرادة عربية أثبت الميدان أنها الأقوى، وأثبتت ملامح النصر الكبير التي بدأت تلوح أن العرب إن عقدوا العزم على أمر آمنوا به، قهروا المستحيلات وحققوه.
فى سياق متصل، نقلت "الوطن" عن مصادر ميدانية أن قوات التحالف العربي بدأت أمس الانتشار بمواقع عسكرية بمحافظة مأرب شمال شرق صنعاء، حيث شنت طائرات التحالف صباح أمس غارات على مواقع لمسلحي الحوثي وحلفائهم، تمهيدا لاستعادتها.
وبحسب الصحيفة كان نحو 10 آلاف من قوات التحالف دخلوا مأرب عبر معبر الوديعة الحدودي مع السعودية، ووصلوا منطقة صافر، معززين بأسلحة ثقيلة ومنظومة اتصالات وصواريخ وطائرات.
وذكرت مصادر عسكرية إن العمليات ستتركز على استعادة السيطرة على مديريتي مجزر وصرواح اللتين يسيطر عليهما الحوثيون.
من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة في الحكومة اليمنية تأكيدها – للمرة الأولى – وجود قوات ضخمة من مقاتلي المقاومة الشعبية داخل العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أنهم على استعداد لتلبية نداء الوطن، والتصدي للميليشيات المتمردة ، حال إعلان بدء معركة تحرير العاصمة.
وقال عضو في المجلس العسكري للقوات الموالية لهادي، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات إلى "الوطن"، إن عناصر المقاومة تمكنوا من التسلل إلى قلب العاصمة، بكامل عدتهم وعتادهم، وهم في كامل جاهزيتهم القتالية، مشيرا إلى أن عددهم يتجاوز 400 مقاتل، ورفض الكشف عن طريقة تسللهم وتمكنهم من الدخول رغم الاحترازات الأمنية لميليشيات الانقلابيين.
وتابع المصدر إن المشهد الأمني داخل صنعاء يؤكد أن المعركة لن تستغرق بضع ساعات، حتى تعود المدينة إلى حضن الشرعية، مؤكدا أن صفوف المتمردين تشهد تصدعا كبيرا، لا سيما بعد حالات الهروب الجماعي لقيادات الحوثيين، وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ما أثر سلبا في معنويات جنودهم وأدى إلى انهيارها.
وقال "الميليشيات تلقت هزيمة كبرى قبل أن تبدأ المعركة، فمعنويات جنودها في تراجع شديد، وأصيبوا بانتكاسة وهم يرون قياداتهم يغادرون العاصمة قبيل بدء المعركة، وينقلون عائلاتهم".
وتوقع المصدر أن تشهد العاصمة صنعاء حال اندلاع معركة التحرير، انتفاضة شعبية تقضي على المتمردين وترغمهم على الانسحاب.
من جانبها ذكرت صحيفة "عكاظ" أنه مع اقتراب معركة الحسم من العاصمة صنعاء، بدأ قادة التمرد وحزب المؤتمر الشعبي العام وأعوانهم من الإيرانيين يخططون للهروب من اليمن، مشيرة إلى مغادرة السفير الإيراني في صنعاء برفقة كبار الدبلوماسيين أمس.
وأشارت إلى تردد أنباء عن هروب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ونقلت عن مصدر مطلع أن زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي غادر العاصمة عبر طائرة إيرانية إلى طهران برفقة السفير الإيراني ونائبه.
بدورها، أشارت صحيفة "الشرق الاوسط" الدولية فى طبعتها السعودية إلى تأكيد وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، أن السفير الإيراني لدى اليمن سيد حسين نيكنام قد غادر العاصمة صنعاء إلى طهران، مبررة ذهابه هذا بقضاء إجازته الصيفية، وأشارت إلى أن السفارة «تواصل أنشطتها بصورة طبيعة».
وكان وزير الخارجية اليمني ياسين كان قد اتهم، عبر تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» الاثنين الماضي، السفارة الإيرانية في صنعاء بتقديم الدعم المالي، والعمل الاستخباراتي والاستشارات العسكرية والعتاد الحربي، للمتمردين على الشرعية اليمنية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر يمنية أن الحكومة الشرعية تدرس مجددا قطع العلاقات مع إيران، وأن هذا الملف مطروح على طاولة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، منذ أن اقتحم مجهولون مقر السفارة اليمنية في طهران، وكذلك محاولة هبوط طائرة إيرانية في مطار صنعاء، إلا أن أحد القيادات بالحكومة الشرعية طالب بالتريث في اتخاذ القرار، لاسيما أن اليمن رصد أدلة ووثائق تدين الدعم الإيراني بالأسلحة الثقيلة للحوثيين، وكذلك بكوادر بشرية لتدريب آخرين على الطيران.
من ناحية أخرى نقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر يمنية، أن العقيد حسن الهيج، محافظ الحديدة، انشق عن المتمردين الحوثيين، وذلك بعد أن اقتحمت الميليشيات المسلحة مبنى المحافظة في ديسمبر من العام الماضي، ونصبوا العقيد هيج محافظا، خصوصا أن الحديدة تعتبر محورا أساسيا في عملية دخول الأسلحة الثقيلة من إيران إلى داخل اليمن، عبر ميناء الحديدة.
وأوضحت المصادر في اتصال هاتفي مع الصحيفة، أن العقيد حسن الهيج، انشق عن الميليشيات الحوثية في منتصف الشهر الماضي، ويعد أحد المقربين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وذلك بعد أن تواصل مع الحكومة اليمنية في الرياض، وغادر الحديدة في صمت.
وقالت المصادر إن محافظ الحديدة المنشق عن الحوثيين عانى من ضغوطات خلال عمله في المحافظة، كون أن الحديدة تعد الممر الساحلي لدخول الأسلحة الثقيلة من إيران إلى معاقل الحوثيين في اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن هناك أدلة ووثائق تدل على تورط الإيرانيين مع الحوثيين، خصوصا بعد ما حصل بينهما في السابق من إبرام عقد يقضي بتوسيع ميناء الحديدة وإقامة محطة لتوليد الكهرباء ومد صنعاء بالنفط لمدة عام، حيث جاء هذا الاتفاق خلال زيارة وفد كبير من الحوثيين إلى طهران، من أجل تعزيز التعاون في مجال النقل البحري، الذي جرى استغلاله في تهريب الأسلحة الثقيلة إلى داخل اليمن، وتم استخدامها في السيطرة على المناطق اليمنية، وذلك بعد تعيين المحافظ المنشق حسن الهيج.
وأضافت" شملت الأدلة أيضا وصول سفينة إيرانية محملة بالسلاح إلى ميناء الصليف، الذي يقع ضمن المنطقة العسكرية الخامسة في محافظة الحديدة غربي اليمن وتحمل نحو 160 طنا من الأسلحة، حيث استنفرت جماعة الحوثي مقاتليها في ميناء الصليف، الذي يتفرع من ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر، استعدادا لتفريغ السفينة وتحويل حمولتها إلى أماكن خاصة بجماعة الحوثي».
من ناحية أخرى، ذكرت "الوطن" أن المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تراجع عن تصريحاته السابقة التي أعلن فيها قبول ميليشيات التمرد الحوثي وفلول المخلوع صالح بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216، وقام بسحب الإعلان الذي نشره على صفحته على موقع فيسبوك، ونوه إلى أن طرفي التمرد، صالح والحوثي، اشترطوا توفر ضمانات بعدم ملاحقتهم قضائيا بسبب الجرائم التي ارتكبوها، وهو الشرط الذي رفضته الحكومة اليمنية بصورة قاطعة، مؤكدة تصميمها على تقديم كل من أجرم بحق الشعب اليمني إلى القضاء.
ونقلت الصحيفة عن القيادي السابق في الجماعة المتمردة، علي البخيتي أن الشرط الذي وضعه المتمردون هو الذي دفع ولد الشيخ إلى التراجع، بعد ما كان قد أعلن أنه تلقى موافقة طرفي التمرد على وضع السلاح، وتطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار الأممي 2216، مشيرا إلى أن تراجع ولد الشيخ يعني بكل وضوح رفضه لتلك الاشتراطات المسبقة.
وكان المتمردون قد سربوا معلومات خلال الفترة الماضية، تفيد بموافقتهم على العودة عن انقلابهم، واشترطوا الحصول على حصانة قضائية بعدم الملاحقة، على غرار تلك التي منحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية للمخلوع صالح، عام 2011، وهو ما رفضته الحكومة الشرعية، وكذلك سائر القوى السياسية التي أصرت على ضرورة القصاص وتقديم كل من تلطخ بدماء اليمنيين إلى العدالة، مشيرين إلى أنه لا يوجد من يملك حق التنازل عن دماء الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات، وأن تلك حقوق خاصة لا تملك الدولة سلطة التنازل عنها.
من ناحية أخرى نقلت "الوطن" عن مصدر امنى سودانى تأهب لواءين من جنود الصاعقة ووحدة المهمات الخاصة للمغادرة إلى اليمن، للمشاركة في العمليات البرية التي يعتزم التحالف العربي شنها لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية من ميليشيات التمرد الحوثي المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
وأشار المصدر إلى أن سفينة حربية عملاقة رست صباح أمس في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر لتنقل جزءا من تلك القوات، على أن تتبعها سفينتان أخريان لإكمال نقل بقية الجنود.
أرسل تعليقك