نيويورك ـ سناء المر
كشفت مصادر مطلعة أنَّ رئيس مجلس إدارة المجموعة الإعلامية العالمية "21st Century Fox" روبرت مردوخ، سيتنازل عن منصبه، لنجله الأصغر سنًا جيمس، بينما يتولى نجله الأكبر لاشلان منصب مساعد مدير.
ويبحث مردوخ البالغ من العمر 84 عامًا عن ضمانة لمستقبل أولاده عن طريق تقلدهم المناصب المتقدمة في الشركة، كنوع من إعادة تنظيم الأدوار التي من المتوقع أن تحظى بالتصديق في اجتماع مجلس إدارة الشركة في نيويورك اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
وتُعتبر ترقية جيمس إلى منصب الرئيس تحولاً ملحوظاً في حياته المهنية بعد أن كان غارقًا في فضيحة اختراق الهواتف المحمولة والتنصت عليها، كرئيس تنفيذي لمجموعة الشركة الصحافية " "Sunومجموعة الأقمار الصناعية "Sky" في بريطانيا، قبل انضمامه إلى مجموعة "فوكس" في نيويورك عام 2011، وعلى الرغم من أنه حصل على كثير من الإشادة أثناء توليه المنصب في بريطانيا، إلا أن فضيحة القرصنة على الهواتف المحمولة تسببت في تعرضه إلى سيل من الانتقادات العنيفة من جانب أعضاء مجلس النواب البريطاني وغيرهم.
وسيحتفظ مردوخ بمنصب المدير التنفيذي للشركة التي تدير قنوات شبكة "فوكس" التلفزيونية والأفلام وأستدوديوهات التصوير مثل أستوديو "X-Men" إلى جانب ابنه الأكبر لاشلان، الذي سيظل مساعد مدير غير تنفيذي لامبراطورية النشر "نيوز كورب"، التي تتبعها مجموعة "فوكس" الإعلامية.
ومن المتوقع أن يتنحى تشيس كاري عن منصبه كمدير للعمليات في شركة "فوكس للقرن 21"، الأمر الذي يمثل أحدث تعديل مقترح، ما يعني وقوع المناصب العليا الخاصة بإدارة أعمال الشركة في أنحاء العالم، في أيدي أسرة مردوخ للمرة الأولى على الإطلاق، وهو ما يعتبر غير اعتيادي بالنسبة إلى قطاع الأعمال في الولايات المتحدة. ويملك مردوخ نسبة 12٪ فقط من أسهم الشركة في حين يسيطر على ما يقرب من 40٪ من أصوات الشركة.
ولا توضح التعيينات الأخيرة القرار الخاص بمن من أبناء مردوخ سيتسلم مقاليد رئاسة وسائل الإعلام العالمية، لكنها تشير إلى أن التخطيط للخلافة أصبح قضية ملحة بشكل متزايد في هذا المجال.
ويشار إلى أن مردوخ انفصل عن صناعة الأعمال السينمائية العام المنصرم، على الرغم من أنه يشكل قطاع أعمال أكبر بكثير من مؤسسة النشر "نيوز كورب"، والتي تبلغ إيراداتها حوالي 32 مليار دولار من مجموعة الشركات التابعة لها، مثل شبكة قنوات "فوكس نيوز" الإخبارية واستديوهات التصوير السنيمائي " 20th Century Fox"، ومجموعة الإنتاج التلفزيوني المشترك الذي ينتج برامج شهيرة مثل " "MasterChef"، و"Big Brother "، "American Idol" ، كما أنها تمتلك 40٪ من أسهم شبكات "سكاي" التلفزيونية في بريطانيا
وأوضح الخبير الأميركي، إيان ويتكر "سيقود ذلك حتما إلى الكثير من التكهنات حول ما إذا كانت (فوكس) ستبيع حصتها في قنوات (سكاي) البريطانية، أو محاولة شراء الأسهم المتبقية التي لا تملكها".
وأضاف "الخلافة قد تعني فقط العمل كالمعتاد ولكن على أساس متوازن، فمن المرجح أن تزيد هذه الخطوة من فرص (فوكس) لبيع حصتها في القنوات البريطانية"، ويذكر أنه في عام 2011، حاول روبرت مردوخ شراء الأسهم المتبقية لشبكة القنوات البريطانية بحوالي 8 مليارات جنيه إسترليني، إلا أنه أعرض عند ذلك بعد تداعيات فضيحة القرصنة التي طالت ابنه واجتاحت امبراطوريته "نيوز كورب".
وعلى الرغم من أن جيمس يتقلد منصب أعلى مدير تنفيذي في مجموعة "فوكس"، إلا أن لاشلان الذي من المتوقع أن يسافر من أستراليا إلى لوس أنغلوس، هو الرئيس التنفيذي في قطاع الأعمال السينمائية، ومدير غير تنفيذي لمجموعة "نيوز كورب" وهكذا يحتفظ بدور أساسي في شركات والده.
وتنازل جيمس عن أي دور في المجموعة الصحافية التابعة للشركة، والتي تضم صحيفة "وول ستريت جورنال" وصحيفة "نيويورك تايمز" في الولايات المتحدة وصحيفة ""Sun في بريطانيا ، في أعقاب فضيحة القرصنة. وبيّن مصدر مقرب من الشركة، أنّ جيمس هو الذي سيدير مجموعة "فوكس" بأكملها.
أرسل تعليقك