أدخل مستشفى دبي تقنيات جديدة، لإعادة البصر، بزراعة القرنية الجزئية في العيون، تجرى في 20 دقيقة، وتحافظ على صلابة العين، وتغني عن زرع القرنية الكاملة.
وأوضح استشاري جراحة العيون وتصحيح عيوب الإبصار في مستشفى دبي، الدكتور هاني سكلا، أن الجراحة الجديدة نقلة نوعية في مجال جراحات العيون، وستسهم في الحفاظ على قرنيات المرضى، من خلال استبدال الطبقة المصابة أو المريضة من القرنية بطبقة أخرى، مع الاحتفاظ بالأجزاء السليمة من قرنية المريض.
وبين أن من ميزات هذه الجراحة، أنها تسرع في عملية شفاء المريض بعد العملية واستعادة بصره، وتقلل احتمالات طرد الجسم للطبقة المزروعة، كونها لا تنبه جهاز مناعته.
القرنية المخروطية
وأضاف أن أشهر الأمراض التي تعالج بزراعة القرنية الجزئية مرض القرنية المخروطية، وهو المرض الأكثر انتشاراً بين الشباب في الدولة، إذ تتم زراعة الجزء الأمامي المصاب من القرنية، بطبقة سليمة تستورد من الخارج، وتعد هذه العملية الأكثر أماناً، لأنها تغني عن إجراء جرح بعين المريض، بل تتم على سطح القرنية، ما يحافظ على صلابة العين الطبيعية.
ولفت إلى أن القرنية المخروطية، هو مرض شائع في منطقة الخليج لأسباب وراثية وبيئية، ويصيب نسبة كبيرة من المرضى في سنّ صغيرة، ويبدأ بعد مرحلة البلوغ حتى بداية الأربعينات، وقد يؤدي إلى فقدان البصر بصورة كلية، مشيراً إلى أنه في الحالات المتأخرة من المرض يكون الحل الوحيد هو زراعة القرنية لاستعادة البصر.
وأضاف أن مستشفى دبي يقوم أيضاً بإجراء زراعة الطبقة الداخلية من القرنية، في بعض المرضى الذين يعانون اعتلال القرنية الفقاعي، وهذا المرض يحدث نتيجة مضاعفات أثناء إجراء عمليتي المياه البيضاء، وزراعة العدسات، أو نتيجة عوامل وراثية في الطبقة الداخلية المبطنة للقرنية.
كما أوضح الدكتور سكلا أن هؤلاء المرضى كانت تجرى لهم زراعة قرنية كاملة تحت مخدر كلي، مع استعمال عدد كبير من الخيوط الجراحية، ما يجعل المريض في حاجة إلى فترة استشفاء طويلة ليعود إليه بصره، أو الحصول على رؤية واضحة.
تخدير موضعي
وأشار إلى أنه بعد إدخال زراعة القرنية الجزئية، أصبح من الممكن إجراء العملية تحت مخدر سطحي، في 20 دقيقة، بغلق العين وعلاج الجرح بخيط واحد، موضحاً أن هذا الخيط تتم إزالته بعد أسابيع قليلة، ويعود البصر للمريض بشكل سريع، وتختفي آلام العين.
وأوضح أن زراعة القرنية الأمامية يشمل استبدال أكثر من 96% من سمك القرنية الكلي، وهو الأكثر استعمالاً في منطقتنا لانتشار أمراض مثل القرنية المخروطية، والتي تحتاج إلى هدا النوع من العمليات في المرحلة المتقدمة من المرض، إضافة إلى مضاعفات العدسات اللاصقة، التي تؤدي إلى حدوث تقرحات عميقة بالقرنية والتهابات بكتيرية وفقد شفافية العين.
عمليات الليزك
ولفت إلى أن السبب الأكثر انتشاراً حالياً، وهو مع الأسف يمكن تجنبه بواسطة الأطباء، وهو حدوث انبعاج لقرنية العين بعد عمليات الليزك لشخص لا تتحمل قرنيته عملية الليزك، فيفقد المريض بصره بالتدريج بعد الليزك، ثم يحتاج لعملية زراعة القرنية بعد سنوات عدة، وهذا السبب من السهل جداً تجنبه لطبيب لديه الخبرة في عمليات الليزك والأجهزة التشخيصية الدقيقة والحديثة وأجهزة ليزر آمنة ليتجنب حدوث مثل هذه الحوادث.
وحول دواعي زراعة القرنية الخلفي قال: عندما تكون الإصابة للطبقات الداخلية المبطنة للقرنية، وهي الطبقة المسؤولة عن شفافية القرنية وعدم انتفاخ وتورم القرنية، ومن أهم أسباب تلف هذه الطبقة في منطقتنا هو عمليات المياه البيضاء وزرع العدسات بأيدي أطباء غير مدربين تدريباً كافياً مما يزيد من نسبة فقد وتلف هذه الطبقات أثناء العملية.
وأشار الدكتور سكلا إلى أن قسم العيون في مستشفى دبي يعد الحكومي الوحيد في دبي والإمارات المجاورة الذي يتم فيه زراعة القرنية بشكل روتيني منتظم بما في ذلك زراعة القرنية الجزئي، حيث يتميز هذا النوع من العمليات بانخفاض رفض الجسم لها، مضيفاً أن القسم يقوم بطلب القرنية من مستشفيات كبرى في الولايات المتحدة الأميركية، لتصل إلى دبي خلال فترة تتراوح ما بين 24 إلى 48 ساعة، ثم تجرى الجراحة، لافتاً إلى أن القسم يجري سنوياً أكثر من 100 عملية لمواطنين ومقيمين إضافة إلى عدد من مواطني دول مجلس التعاون بنسب نجاح عالية تفوق 95%، مبيناً أن المستفيدين من تلك الجراحات، هم الأشخاص الذين يعانون اعتلال القرنية، أو مرضى القرنية المخروطية، أو الحالات الطارئة، ممن تعاني ضعفاً شديداً في البصر، قد يصل إلى درجة العمى.
40 %
أكد الدكتور هاني سكلا أن عمليات زراعة القرنية بالتقنيات الحديثة أصبحت من أكثر العمليات نجاحاً وأماناً، هذا بالإضافة إلى انخفاض التكلفة بنسبة تصل إلى ٤٠٪ عن الجراحة التقليدية، وذلك يرجع إلى عدم الحاجة للتخدير الكامل والإقامة بالمستشفى لفترات طويلة.
أرسل تعليقك