يجلس طفل في الحادية عشر من عمره ليشاهد فيلم سوبر مان باندهاش غريب، لكن والده المجنون بعالم الكرة يمسك الريموت ويعده بأن يشاهد ما هو أفضل ليحول بين قناة وأخري حتى يجد إعادة للمباراة التاريخية بين الأرجنتين وانجلترا في قبل نهائي مونديال 1986، فيتوقف ليشاهدها بسعادة شديدة..
"شاهد ماذا يفعل اللاعب رقم 10 بالكرة!"
"رائع...لكن أريد مشاهدة سوبر مان"
"اللاعب رقم 10 اسمه مارادونا..شاهده، أنه خارق يكاد يكون أفضل من سوبر مان"
الطفل بغضب: "والدي..لا ليس خارقا أنه لا يطير ولا يخرج نار من قدمه"
"كل هذا فقط في الأفلام الخيالية..لن يكون هناك على الأرض يوما ما سوبر مان".
يذهب الطفل بكل غضب إلي غرفته متسائلا، ليس هناك بالفعل سوبر مان؟! لكنه يشبه البشر!!؟
منذ سكن الإنسان هذه الأرض وعصره دائما ما يقترن بعلامات تاريخية، من الطوفان لحضارة الفراعنة للأندلس إلي اكتشافات البحارة البرتغاليين، وألة البخار والثورة الصناعية، والحروب العالمية في القرن العشرين، ثم ثورة التكنولوجيا ومنها إلي مواقع التواصل الإجتماعي إلي أن جئنا لنعيش نحن في عصر "سوبر رونالدو"!
وأنت تتأمل في معركة البشر، عنيك تجذبك إلي الأقوى دائما، وليس هناك بطولة أقوى في عالم كرة القدم من دوري أبطال أوروبا، حيث يحضر الجميع من أرجاء المعمورة ليرتدوا قمصان فرق القارة العجوز، البطولة التي بدأت عام 1955 انتظرت حتى يولد طفل يدعى كريستيانو في عام 1985 ليحتلها يوما بقدميه!.
فقد أصبح الدون الهداف التاريخي للبطولة برصيد 93 هدف خلال 11 موسم فقط من 125 مباراة بمعدل تهديفي يصل إلي هدف كل 71 دقيقة، وهى أرقام قد يعجز البشر عن تحقيقها مرة أخرى، واستطاع رونالدو الذي ارتدى قميص مانشستر يونايتد وقميص ريـال مدريد من قبل في حمل اللقب مرتين عام 2007-2008 مع الشياطين، و2013-2014 مع الميرنجي ولا يزال أمامه العديد من السنوات في الملاعب لتحقيق اللقب.
أهدافه 93 جاءت في 31 فريق تقريبا من جميع أنحاء القارة العجوز، لكن تتصدر شباك أياكس أمستردام الهولندي وشالكه الألماني كأكثر فرق استقبلت شباك من رونالدو بمعدل 7 أهداف لكل منهما.
ويملك رونالدو 3 مشاهد غير عادية في مسيرته ستجعلك تشك إن كان بشرا أم لا...
الأول: مانشستر يونايتد يحتاج إلي الفوز على بورتو في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 بعد أن تعادل معه في الأولد ترافولد 2-2، كريستيانو يتسلم الكرة من بعد منتصف الملعب ويقرر التسديد، النتيجة كانت هدف صاروخي لن يمحى من ذاكرة كرة القدم دائما.
الثاني: تواجه فريقك القديم وتحتاج للفوز...النتيجة: أعلى قفزة في العالم في مباراة ريال مدريد و مانشستر يونايتد، حيث وصل ارتفاع القفزة إلى أكثر من متر ونصف وكان طوله حين القفزة 2,93 متر وهي قفزة تفوق حجمه وطوله بأضعاف وأعلى من قفزة لاعبي الدوري الأمريكي لكرة السلة للمحترفين ليسجل هدف لا يزال يدرس في علوم الفيزياء.
الثالث: أذنك لم تتوقف يوما عن سماع رحيلك عن ريـال مدريد، الميرنجي يحتاج للفوز بفارق 3 أهداف على فولفسبورج من أجل إنقاذ موسم كارثي بمعنى الكلمة، النتيجة: هاتريك لا يصدق!!
أرسل تعليقك