يعد الحارس الدولي السابق معتز عبد الله الأطول عمرًا، على مستوى حراس المرمى، في الملاعب الإماراتية، إذ استمر في الملاعب نحو 23 عامًا، واعتزل عند بلوغه سن الـ40، فيما أكد عبد الله أن كلاً من جيله والجيل الحالي يتمتعان بمميزات خاصة، وكلاهما كانت له بصمة كبيرة في مسيرة كرة الإمارات، مشيرًا إلى أن بداياته كلاعب جمباز، قبل أن يتحول إلى كرة القدم، هي سبب تألقه ونجاحه في مركز حراسة المرمى، إذ تعلم الرشاقة والمرونة خلال ممارسته لعبة الجمباز، مؤكدًا أنه يخطط لتدريب المنتخب الإماراتي، لأن ذلك يعد أهم طموحاته، خصوصًا بعدما حصل على شهادات في مجال التدريب.
وقال عبد الله إن المدرب الفرنسي الراحل برونو ميتسو يعد من أبرز المدربين الذين استفاد منهم، سواء عندما كان مدربًا للعين أو المنتخب الإماراتي، مشيرًا إلى أنه حقق 16 بطولة مختلفة طوال مسيرته. مضيفًا: "بدأت كلاعب جمباز، ثم تحولت بعد ذلك، في عام 1992 إلى حارس مرمى، وبداياتي كلاعب جمباز ساعدتني كثيرًا على حراسة المرمى، نظرًا للمرونة والرشاقة التي تعلمتها في الجمباز، وأسهم ذلك كثيرًا في تألقي ونجاحي طوال مسيرتي في حراسة المرمى، خصوصًا عندما انتقلت للعب في صفوف العين، الذي أعتز كثيرًا بحب جمهوره لي، وقد بادلته حبًا بحب، وحتى عندما انتقلت إلى نادي الوحدة وجدت أيضًا تقديرًا وحبًا كبيرًا من الجمهور، ما ساعدني كثيرًا على النجاح في مهمتي مع الفريق في ذلك الوقت.
وأشار إلى أن أول مباراة رسمية له مع المنتخب كانت في 1999، وأقيمت على ملعب "طحنون بن محمد"، ضد الهند، وانتهت بفوز "الأبيض" 3-1، في تصفيات كأس آسيا، فيما كانت أجمل مباراة له مع المنتخب في عام 2000، ضد أوزبكستان، والتي انتهت بفوز الإمارات بهدف سجله محمد عمر، في العاصمة الأوزبكية، طشقند، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2002. وأوضح أن أحد المباريات التي لن ينساها مباراة المنتخب ضد بروناي، التي انتهت بفوز الإمارات 12 – صفر، في التصفيات التمهيدية لكأس العالم في 2001، إذ تعد هذه أكبر نتيجة في تاريخ المنتخب حتى الآن.
ولفت عبد الله إلى أن مباراة العين ضد الوحدة، في نهائي كأس رئيس الدولة في 2005، والتي انتهت بفوز العين 3-1 وحصوله على لقب البطولة، كانت سببًا في ظهوره، ونقطة تحول جديدة في مسيرته كحارس مرمى، خصوصًا أن الوحدة في ذلك الوقت كان في أفضل حالاته، إذ فاز قبل هذه المباراة بلقب الدوري، لكن العين تمكن من الفوز عليه، وكانت هذه المباراة من المباريات المميزة في تاريخه الكروي، وقدم خلالها مستوى متميزًا، مبينًا أن مواصفات حارس المرمى الناجح تتمثل في قوة الشخصية، والتكتيك الجيد، والمرونة والرشاقة، والثقة في النفس.
وأوضح أن الموقف الذي لن ينساه هو انتقاله إلى نادي الشعب، في موسم 2012 - 2013، وكان وقتها الفريق مهددًا بالهبوط إلى دوري الهواة، وكونه أكبر لاعبي الفريق سنًا فقد كانت مسؤوليته مضاعفة، لكنه تمكن من قيادة الفريق للبقاء في دوري الأضواء.
وأضاف أن انتقاله من العين إلى الوحدة شكل نقطة تحول في مسيرته، حيث كان أول لاعب ينتقل من نادٍ كبير إلى نادٍ كبير آخر منافس، خصوصًا أن المنافسة بين العين والوحدة كانت في ذلك الوقت على أشدها، قائلاً: "كان قرارًا صعباً بالنسبة لي أن أنتقل من نادي العين إلى ناد آخر منافس، خصوصًا بعد مشوار طويل وحافل بالإنجازات مع العين، ورغم أن القرار كان صعبًا فإنني كسرت حاجز انتقال اللاعبين بين الأندية الكبيرة، لاسيما أننا نعيش عصر التحول من الهواية إلى الاحتراف، ورغم أنني حققت بطولات كثيرة مع العين، أعتز بها كثيرًا، فإنني في المقابل حققت مع الوحدة أيضًا أول بطولة دوري في تاريخ النادي، في 2010، وحققت معه كذلك بطولة كأس السوبر في 2011، وشاركت مع الوحدة في بطولة كأس العالم للأندية".
وأكد عبد الله أن أفضل لاعب في الإمارات هو لاعب العين والمنتخب الأول عمر عبد الرحمن، مبينًا أن حارس مرمى الأهلي، ماجد ناصر، يعد أفضل الحراس حاليًا، في أعقاب ظهوره بمستوى متطور، لافتًا إلى أن طريقة حارس العين، خالد عيسى، تشبه طريقته في حراسة المرمى، خصوصًا على صعيد التكتيك والرشاقة والمرونة.
وأشار إلى أن الفرنسي الراحل برونو ميتسو يعد من أبرز المدربين الذين استفاد منهم كثيرًا، سواء عندما كان مدربًا لنادي العين أو المنتخب الإماراتي، إذ كان دائمًا يغرس في اللاعبين الثقة في أنفسهم والتميز وحصد البطولات، وكانت مسيرته مع العين والمنتخب حافلة بالإنجازات والبطولات.
وعن سبب تحوله إلى مجال التدريب العام، وعدم عمله مدربًا لحراس المرمى، قال: "كنت دائمًا أحب العمل في مجال التدريب، وأطمح في المستقبل إلى أن أسير على خطى مدرب المنتخب، مهدي علي، وأتمنى قيادة الأبيض في المستقبل، وأسعى بقوة إلى تحقيق هذا الحلم، خصوصًا بعدما حصلت على شهادات في مجال التدريب.
وبشأن الفرق بين جيله والجيل الحالي، قال عبد الله: "كل جيل يتميز بمواصفات ومميزات خاصة به، وبالنسبة لجيلي فقد واجه صعوبات كثيرة، ولم تتوافر له الإمكانات الكبيرة التي توافرت للجيل الحالي، لكنه تغلب على هذه الصعوبات، وحقق الكثير من النجاحات لكرة الإمارات، ورغم أن الجيل الحالي يستعجل الشهرة، فإنه نجح في تحقيق إنجازات".
واختتم حديثه بالتأكيد على أنه أعتز باللعب مع سبيت خاطر، وهلال سعيد، وغريب حارب، وعبد الرحيم جمعة، وإسماعيل مطر، وحيدر آلو علي، وفهد مسعود، والحارس وليد سالم، كما عاصر في المنتخب الحارس العملاق محسن مصبح، في آخر أيامه، وكذلك إسماعيل راشد، وزهير بخيت، وبخيت سعد، مؤكدًا أنه استفاد كثيرًا من خبرة هؤلاء النجوم.
أرسل تعليقك