دبي – صوت الإمارات
كلمة (diamond) مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة "Adamas" وتعني الصلابة و"مُحال التطويع" لصلابته. وإذا ما أردنا تتبّع أثر الكلمة اليونانية فإنّ أصلها جاء من اللغات الشرقية القديمة ومن ثم أُدخلت إلى اليونانية وبعدها اللاتينية، لكن المعنى اليوناني هو الذي ترك أثره في علوم الأحجار والجيولوجيا المعاصرة.
ويقال أيضا بأن قبائل العرب البدو في أفريقيا والشرق الأوسط قد استعملوا كلمة أذاماس أو الألماس وكانت تُلفظ (الألماظ أو الألماذ)، وعندما وسّعوا تجارتهم في ما بينهم وبين الهند وأوروبا استخدموا هذه الأحجار النادرة الوجود للوساطة المالية أو للتبادل التجاري كأول عملة مادية عرفها العالم، وكما تم التداول بالألماس كعملة في شرق الهند وغربها بعدما لوحظ أهميتها للتداول والاستعمال.
ساد الاعتقاد منذ القدم بأن الألماس يحتوي على خصائص سحرية، اسطورية، خرافية خيالية وعلاجية. لأن ظاهرة التفسفر في بعض أنواع الألماس يعطيه القدرة على التوهج ليلاً، والذي كان في الماضي دليلٌ على قوة الحجر الخارقة لذلك اعتقد القدمـاء بأن الألماس يهدئ الأمراض العقلية ويحمي من النوبات الشيطانية وحتى من الأرواح والكوابيس الليلية، ويعطي دعمـاً غير محدود وشجاعة للمحارب في ساحة المعركة بالإضافة إلى الفضيلة والكرم. وفي أثناء القضاء في المحاكم فان الامور تسير بجانب من يرتدي ويلبس الألماس، اما البيوت والحدائق والمزارع التي تُلمس زواياها الاربعة بالألماس فأنها تُحمى من البرق المدمر والعواصف والآفات.
يستخرج معظم الألماس من الفوهات البركانية حيث تلقي به الحمم البركانية التي تحضره من أعماق الأرض من مسافات قد تصل إلى 150 كيلومترًا حيث الحرارة والضغط العاليين لمدة طويلة تصل إلى ملايين السنين تهيأان ظروفًا مناسبة لتشكيل الألماس. وتقع معظم مناجم الألماس في وسط وجنوب أفريقيا. ويستخرج ما يعادل 130 مليون قيراط، أو 26,000 كيلوغرام من الألماس سنويًا، وهو ما يعادل قيمته 9 مليار دولار أميركي.
الألماس الطبيعي ناتج من تعرّض الكربون لحرارة وضغط هائلين في أعماق الأرض. هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من خصائص داخلية تسمى "شوائب" وصفات خارجية تسمى "العيوب"؛ عند اختيار الألماس، معظم الصاغة تشير إلى أربعة خصائص والمعروفة بـ4 C's: اللون Color، القيراطCarat ، الوضوحClarity والقطعCut . هذه العوامل الأربعة تلعب دوراً كبيرا في تحديد قيمة الماس..
درجات اللون: يأتي الألماس في مجموعة متنوعة من الألوان كالأصفر أو البني وصولاً إلى ألوان نادرة جدا مثل الوردي، الأزرق والأخضر وغيرها. أفضل لون للألماس هو الذي لا لون له أي الماس الذي يسمح للضوء الأبيض بالمرور عبره دون أي جهد و يتوزّع في ألوان قوس قزح. أفضل الحجارة العديمة اللون تحمل الدرجات المخصصة 'D'، من هنا تتمّ تسمية صفوف الماس من خلال أحرف الأبجدية وصولاً الى Z والتي تكون للأصفر الفاتح، البني أو الرمادي. يتم تحديد لون الألماس من خلال توافر آثار لعناصر موجودة في التركيبة الذرية الخاصة بالألماس، فكثافة اللون تحدّد درجته، كلّما كان قاتماً انحدرت درجته.
القيراط أو الوزن: يتم قياس وزن الألماس في 'قيراط' (غالبا ما يختصر إلى 'ط')، فهو متوافر في مختلف الأوزان والأجزاء من القيراط. وينقسم القيراط الواحد الى 100 نقطة بحيث 0.75 قيراط يعادل ¾ قيراط. هذه الكلمة هي مشتقّة من شجرة الخروب التي تنتج بذوراً عالية التنظيم وثابتة الوزن. بينما يشكّل الحجم عاملاً رئيسياً مؤثراً في أسعار الألماس إلا أنّ الجودة تضطلع بدور هام. كما تجدر الإشارة إلى أن كل ما كان حجم الماس كبيراً، نَدر وجوده مما يؤثر على قيمته.
الوضوح: تحتوي جميع أنواع الماس على عيوب داخلية أو شوائب تؤثر في وضوحه كما عيوب خارجية الناتجة من شذوذ واردة على سطح الحجرة. لا يجوز النظر إلى العيوب بالعين المجردة لكن يمكن رؤيتها باستخدام المجاهر التي تعمل على التكبير ويتم تصنيف وضوح الألماس من خلال تقييم حجم، موقع وتسليط الضوء على الشوائب. إنّ قيمة الألماس العالية تكمن في قلة الشوائب وندرة الألماس بحدّ ذاتها.
الشوائب هي الخصائص الموجودة في داخل الجوهرة، أمثلة عنها: الكريستال، الإبرة وهي كريستال طويلة، الشقوق الداخلية، الريش، العقد والتجويف.
العيوب هي خصائص خارجية ناجمة من تآكل بنية الألماس الكريستال. أمثلة عن الشوائب هي: الثغرة، الكشط، الخدش والبئر.
القطعة: كثيراً ما تخطأ القطعة بشكل الالماس، يتم قطع الماس في العديد من الأشكال، هذا هو العامل الوحيد الذي لا تمليه الطبيعة. ويعكس الألماس المقطوع جيدا الضوء من جانب واحد إلى آخر، وبعد ذلك من خلال القمة. غالباً ما يتم قطع الألماس إلى 58 قطعة مسطحة. يتم تحديد الحجم والموقع من خلال عملية حسابية دقيقة، وتهدف إلى تحقيق أقصى قدر من رونق الماس. إليك ما يلي بعض قطع معروفة من الماس: المدوّرة، الأميرة، البيضاوية، الماركيز، الزمرّد والقلب.
أرسل تعليقك