هل تخيّلت نفسكِ يومًا ممدّدة على أرجوحة شبكية عُلقت بين نخلتين، تهدهدانك كما حورية البحر. أو فكرت يومًا في أن تكوني إليزابيث غيلبرت التي جسّدتها جوليا روبرتس في فيلم Eat Pray Love حين سافرت إلى أندونيسيا للبحث عن السلام الفطري والتوازن في الحب الحقيقي. لمَ لا تحوّلين الفكر الافتراضي واقعًا وتحزمين حقيبة السفر وتحلّقين نحو بالي؟
كما عقد اللؤلؤ المستريح على منصّة بلورية تحضن المرجان، يسبح أرخبيل بالي بجزره الـ 1700 بين المحيطين الهندي والهادئ. وكما حوريات البحر، جذبت جزر هذا الأرخبيل بحّارة السفن الصينية، الباحثين عن البذخ والترف منذ آلاف السنين، مأخوذين بعطر خشب الصندل، وشمع العسل.
ولكن ليس عطر الصندل الفوّاح المتسرّب إلى المحيط الهادئ، وحده، الذي يغري النفس التوّاقة إلى التحرّر من عبودية الحياة المعاصرة، وإنما ألغاز الحضارات التي تحضنها بالي، ما جعل هذا الأرخبيل مقصد السيّاح الباحثين عن أرض مغامرات لا يجدون مثيلتها في العالم.
ففي بالي تقاليد تعود إلى آلاف السنين لقبائل البابو، وبراكين نائمة، وشعاب مرجانية، وأدغال رحبة، وفراشات عملاقة... وسحالٍ غريبة، كما لو أنها جزيرة افتراضية تمّ تشكيل هندستها الطبيعية بأروع التفاصيل التي تعجز المخيّلة عن تصوّرها.
أوبود Ubud حقول أرز وفنانون يزخرفون الحياة بأسلوبهم
عندما قرّرت جوليا روبرتس التي جسدت دور إليزابيث في فيلم Eat Pray Love السفر إلى بالي في رحلة البحث عن الصفاء الروحي، أدهشتنا الكاميرا بمشاهد بانورامية لحقول الأرزّ، وتجوال النجمة الهوليوودية على الدراجة الهوائية، تسابق الريح وسط الطبيعة الخلابة، لتخترق أسواقًا شعبية تماهت بألوانها مع سحر الجزيرة. فأوبود هي قلب بالي النابض بالفن يتنفس روحانية الشرق الأقصى بلا حدود.
تنتشر في شوارع أوبود غاليريات الفن حيث الفنانون منكبّون على فنهم، وعروض رائعة تزخرف ثراء الجزيرة الثقافي، وتكرّم عشرات الأمكنة كل مساء. أما المتاحف فتعرض أعمال المبدعين المستوحاة من الأصول المحلية للجزيرة.
فيما تعتبر مزارع الأرزّ المكان الأمثل لتأمل الحياة ودروبها التي ستأخذنا حيث لا ندري. أوبود هي بالفعل حالة ذهنية تعتق الروح وترفعها إلى حيث لا يمكن جسد العالم المادي احتجازها.
سيمنياك وليجيان Seminyak & Legian والسهر حتى ساعات الفجر الأولى على شاطئ كوتا
كل شيء يبدأ في المقاهي والنوادي الليلية الأنيقة في سيمنياك، مساحات في الهواء الطلق، حيث كل شيء يتجاوز الواقع، خفقان الشموع على وقع الألحان الجميلة المنفلتة من البيوت، سماء الليل المزركشة بالنجوم الوامضة كما الماس، همس الموج وهو يستريح على الشواطئ الرملية، قمة في الاسترخاء لن تجديها إلا في عوالم سيمنياك.
فيما النوادي الليلية في منطقة ليجيان تجذبك بأناقتها المترفة وموسيقاها التي تصدح حتى ساعات الفجر الأولى، حين تعود الموسيقى ويشتدّ صدحها بأسلوب شاطئ كوتا Kuta ، تهدأ الموسيقى لتعود وتدخل الساهرين في عاصفة من الاحتفال، تحملك على التخلي عن بعض ساعات لاحقة للنوم، قد ترهقك ولكنها تغمرك بالسعادة والفرح.
لذا، فإذا ذهبت إلى ليجيان وسهرت في أحد نواديها الليلية، استعدي لسهرة حتى الصباح ولا تبالي بالنوم، فالسفر إلى بالي وخوض إجازة فريدة من نوعها في كل تفاصيلها، مسألة لن تفعليها كل مرّة. أما شاطئ كوتا حيث أبصرت السياحة في بالي النور، فهو شاطئ يمتد على شكل قوس باتجاه الشمال الغربي يشعرك بأنك تقفين على رمال لا نهاية لها.
هنا الموج، ولد من المحيط الهندي، يذوب في فواصل الرمال. في الجزء الجنوبي من كوتا تزدحم المنتجعات الصحيّة وتكثر الاحتفالات التي لا تنتهي، حتى ساعات الصباح الأولى، في حين أن شمالي الشاطئ هو أكثر عزلة تقصدينه للتأمل في صفحات الحياة على وجه المحيط الهندي البلوري.
أرسل تعليقك