رفح ـ يسري محمد
نظم مركز الإعلام في رفح بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية ندوة إعلامية في مقر مدرسة رفح الثانوية الزراعية بشأن الحفاظ على المياه من التلوث، حاضر فيها مدير شركة مياه الشرب والصرف الصحي فرع رفح، المهندس مصطفي عبد الفتاح وحضرها عدد كبير من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس في المدرسة.
وقال مدير المركز، محمد إسماعيل إن "الندوة تأتي في إطار خطة نشاط المركز عن آذار/ مارس، وتهدف إلى تعديل السلوكيات السلبية للمواطنين والتحلي بالقيم الفضيلة التي من شأنها عدم تلوث المياه وضرورة الحفاظ عليها".
وقال مقرر الندوة، محمد حسن، إن مدير شركة المياه في رفح، المهندس مصطفى عبدالفتاح تحدث قائلا إن "الماء ضروري للحياة، ولا غنى عنه لجميع الكائنات الحية، إذ يشكل 97% من وزن الطفل الرضيع، و60 إلى80% من وزن الرجل البالغ و59% من وزن الخيار والخس، وأن نقصاً قدره 10 إلى20 من الماء الموجود في جسم الإنسان أو الحيوان قد يؤدي إلى الموت" وأضاف أن "انتشار نقص موارد المياه تهدد بنقص الغذاء العالمي بنحو 10% سنوياً، ما يعادل فقدان نحو 160 بليون متر مكعب من المياه، وفي حال عدم مواجهة هذا التناقص في المياه، فإن المجاعات وعدم الاستقرار والأمن وحتى الحروب، قد تقوم بسبب المياه، هذا من جهة، وقد تكون المياه سبباً في تهديد الحياة إذا كان ملوثاً، نظراً لكثرة الأمراض التي ترتبط بتلوث المياه سواء عن طريق فضلات الإنسان والحيوان، أو لمجرد التلامس مع الماء، أو عدم اتباع الشروط الصحيحة في تأمين الماء، وقد يكون تلوث المسطحات المائية بمياه الصرف الصحي سبباً رئيساً للأمراض التي تنتقل بواسطة الماء".
وأضاف أن "الندوة تضمنت عدة محاور، هي أهمية المياه لجميع الكائنات الحية، والمقصود بمصطلح التلوث، ومصادر الحصول على المياه وأنواعها، وأسباب تلوث المياه ، والمياه في مدينة رفح وأسباب ملوحة المياه في بعض الآبار وعلاجها ، ومخاطر الفلاتر، ومحطات التحلية وأهميتها في توفير كوب ماء نظيف في رفح، ومخاطر الإسراف والتبذير في المياه".
وأكد أن "المهندس مصطفي عبد الفتاح قد أوضح أن حصة رفح من مياه النيل 5 آلاف متر مكعب ولكنها لم تصل بسبب التعديات على الخطوط، وأن الفرد الواحد معدله في استخدام المياه يبلغ حوالي 200 لتر في اليوم، وأن الفرد يستهلك 20 لترًا عند الاستحمام و12 لترًا عند دخول الحمام والذي يستحم في البانيو يستخدم 300 لتر في المرة الواحدة وأن اليوم العالمي للمياه سيوافق 22 منآذار/ مارس الجاري"، موضحًا أن "عدد الآبار التابعة لشركة المياه في رفح تبلغ 72 بئرًا، إضافة إلى 20 محطة مياه، وأنه يتم توزيع 15ألف متر مياه على المواطنين في رفح يوميًا، وأن آبار الأهالي يصل مجموعها إلى 2000 بئر"، مشيرًا إلى أن "أسباب ملوحة المياه ترجع إلى السحب الجائر، وقلة المخزون الجوفي ، وزيادة عدد السكان، وقلة الأمطار، وأن أنواع الآبار في رفح تنقسم ما بين سطحي وارتوازي، وعميق".
وفي ختام اللقاء الذي أوصى بضرورة العمل على إحاطة المناطق التي تستخرج منها المياه الجوفية المستخدمة لإمداد التجمعات السكانية بحزام أخضر يتناسب مع ضخامة الاستهلاك، ويمنع في حدود هذا الحرم الزراعة أو البناء أو شق الطرق العامة، كما يشجر بالأشجار المناسبة، والعمل على حماية فوهات الينابيع بغية عدم تعرضها للتلوث بالقرب من فوهاتها، وسن القوانين التي تحدد المستويات المختلفة للملوثات التي قد تضر أو تنقص من صلاحية المسطحات المائية إذا ألقيت فيها هذه الملوثات، ودارت أسئلة الحاضرين بشأن هل كمية المياه ثابتة كل عام؟، كيف يمكن تفعيل دور الشباب المسلم في الحفاظ المياه من التلوث ؟ما هي خطورة العربات المستخدمة في تخزين المياه" وما هي الطريقة الصحيحة لتخزين مياه الأمطار ؟ وهل يتم تطهير عربات المياه المستخدمة في تزويد المواطنين بمياه الشرب في رفح؟.
فيما أكد عدد كبير من الحضور أنه "يجب محاربة كل المحاولات التي تهدف إلى الإسراف والتبذير والتسرب للمياه، ويجب عدم تلوث المياه، لأن التلوث بحد ذاته تعطل وظيفة الماء في كونه أساس الحياة"، موضحين أنه "لتنمية الوعي تجاه البيئة، فإننا نحتاج إلى أخلاق اجتماعية عصرية ترتبط باحترام البيئة، ولا يمكن أن نصل إلى هذه الأخلاق، إلا بعد توعية حيوية توضح للإنسان مدى ارتباطه بالبيئة و تعلمه حقوقه في البيئة يقابلها دائماً واجبات نحو البيئة، فليست هناك حقوق من دون واجبات".
أرسل تعليقك