أبوظبي - جواد الريسي
نظمت جمعية الصحافيين مساء أمس ندوة حول "ظاهرة انتشار هواة تصوير الحوادث المرورية ونشرها إلكترونيًا" في فرعها في أبوظبي.
شارك في الندوة مدير عام التنسيق المروري في وزارة الداخلية ،وعضو مجلس إدارة جمعية الإمارات للسلامة المرورية العميد غيث حسن الزعابي، ومدير فرع الصحافة في إدارة الإعلام الأمني، في الأمانة العامة إلى مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الخبير الإعلامي عبدالله إبراهيم شاهين، ، الأستاذ المشارك في برنامج الإعلام والعلاقات العامة في كلية الإمارات للتكنولوجيا في أبوظبي؛ عضو المنظمة العربية للسلامة المرورية، والدكتورة ثريا السنوسي ،و عضو الهيئة الإدارية إلى فرع الجمعية في أبوظبي، صالح كرامة العامري، وأدارها عضو مجلس إدارة الجمعية ،عبدالرحمن نقي.
حضر الندوة عضو مؤسس مجلس آباء أبوظبي، صديق فتح علي آل خاجة،و مدير مكتب صحيفة جلف نيوز في أبوظبي،عبدالله رشيد ،نائب رئيس الإسعاف الوطني، والنقيب أحمد الهاجري، والصحافي ماهر الجعفراوي مسؤول التنسيق والأنشطة الخارجية في فرع الصحافة بالإعلام الأمني، وممثلو وسائل الإعلام.
ورحب الإعلامي عبدالرحمن نقي بالمشاركين والحضور، مؤكدًا أن الفاعلية تمثل جزءً من المسؤولية الاجتماعية للجمعية والإعلامين تجاه الظاهرة التي تمر في المجتمع بسبب ازدياد ظاهرة التصوير ونشرها من خلال برامج الـ"فيسبوك وتويتر وإنستغرام" وغيرها، داعياً إلى تضافر الجهود للتصدي لها، وشكر جهود وزارة الداخلية والإعلام الأمني وجمعية "الإمارات للسلامة المرورية"، وجمعية "ساعد للحد من الحوادث المرورية" و"الإسعاف الوطني "على جهودهم في التصدي لها .
وفي بداية الندوة تحدث العميد غيث الزعابي عن الوضع المروري بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومقارنة الحوادث المرورية والوفيات والإصابات الناجمة عنها خلال الفترة من عام 2008 إلى عام 2013.
وأوضح أن الحوادث المرورية على المستوى العالمي لا تزال تشكل مصدرا قلق شديد على الصحة العامة وسلامة الشعوب، على الرغم من التقدم الملحوظ في عدد من الدول في هذا المجال الأمر الذي يبعث على التفاؤل، لافتًا إلى أن الحوادث المرورية تحصد أرواح ما يزيد عن 1،24 مليون شخص سنويًا في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقًا لتقرير دولي عن حالة السلامة على الطرق نشرته مؤخرًا منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن وزارة الداخلية أولت اهتمامًا كبيرًا للسلامة التي تعتبر أحد أهداف إستراتيجية قطاع المرور، والتي تشتمل على العديد من محاور السلامة المرورية، منها محور التوعية والتعليم والثقافة المرورية، ومحور الهندسة وسلامة الطرق والمركبات، ومحور الرقابة والتشريع وتنفيذ القانون، وأخيراً محور الخدمات الطبية والإسعاف.
واستعرض الإحصائيات المرورية المتعلقة بالحوادث المرورية والوفيات والإصابات وعدد المخالفات المرورية، ومعدل الوفيات على الطرق لكل 100.000 نسمة من السكان، وعدد المركبات وعدد رخص القيادة في الدولة.
كما استعرض أكثر الحوادث المرورية حدوثًا على مستوى الدولة، والأسباب المؤدية إلى وقوعها، والوفيات والإصابات وأبرز الأسباب المؤدية إلى وقوعها، إضافة إلى الفئات العمرية المتسببة في وقوع الحوادث المرورية.
وتحدثت الدكتورة ثريا السنوسي، عن دور الإعلام في الحد من حوادث الطرق، من خلال برامج التوعية في وسائل الإعلام المختلفة، "الإذاعة والتلفزيون والصحافة" لتوعية الشباب بالنتائج السلبية التي تعود على المجتمع جراء الحوادث المرورية.
ومن جانبه أكد الخبير الإعلامي عبدالله شاهين خطورة ظاهرة التجمهر عند أماكن الحوادث، وقيام بعض الأفراد من باب الفضول بتصويرها، وبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن قوانين العقوبات الاتحادي وجرائم تقنية المعلومات والمطبوعات والنشر جرّمت جميعها كل شخص يصور ضحايا الحوادث؛ ويقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لو كان ذلك بموافقة أهل الضحية نفسه.
وذكر شاهين أن مواجهة هذه الإشكالية تتطلب تضافر جهود حميع المؤسسات لتوعية أفراد الجمهور بالتداعيات القانونية والاجتماعية لهذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة بدأت منذ نحو 15 سنة، حيث كانت قاصرة في السابق على تجمع بعض الجاليات خصوصًا الآسيوية، عند مواقع الحوادث للمشاهدة من باب الفضول بعد تطور وسائل الاتصال الحديثة، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي.
وسلط شاهين الضوء على الدور البارز والإيجابي الذي قامت به إدارة الإعلام الأمني في مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ،ووزير الداخلية، في مواجهة هذه الظاهرة، من خلال توفير صور موضوعية إلى جميع وسائل الإعلام المحلية؛ حول الحوادث التي تقع في نطاق إمارة أبوظبي، من خلال مصورين محترفين، بهدف نشر الوعي بين أفراد الجمهور، وكذلك من خلال عقد دورات إلى مصوري الصحف ووسائل الإعلام المختلفة في كيفية التعامل مع مسرح الجريمة.
ونوه شاهين بتوجيهات نائب رئيس مجلس الوزراءووزير الداخلية، في 2010 بإطلاق مشروع رائد على مستوى المنطقة؛ وهي دوريات الإعلام الأمني، التي تضم كادرًا وطنيًا مكونًا من 24 شخصًا وأربع سيارات تجوب الإمارة على مدار الساعة، بهدف توفير صور لوسائل الإعلام المختلفة ضمن ضوابط قانونية واجتماعية، تحافظ على خصوصية أفراد المجتمع.
وأكد أن الظاهرة أكبر من أن يواجهها شخص بمفرده أو مؤسسة بعينها، في ظل تنامي دور تكنولوجيا المعلومات في الوقت الراهن، بعدما أصبح أي إنسان يمكنه أن يلتقط صورة بسهولة شديدة وينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية لأفراد الجمهور بخطورة هذه السلوكيات، وتداعياتها السلبية المختلفة.
وتحدث صديق الخاجة عن دور مجالس آباء المدارس في عملية توعية الأبناء بخطورة الحوادث المرورية على الفرد والمجتمع.
وأكد المشاركون في الندوة أن التصوير له جوانب عدة وأبعاد أخلاقية وقانونية،لأن المصورين الهواة لا يدركون ما تتركه هذه الصور في نفوس الآخرين، وأنها تسيء إلى الحرمات، وأن تواجدهم في مكان الحادث يعرقل حركة السير ويعيق عمل الأجهزة الأمنية.
وطالبوا وسائل الإعلام بالقيام بواجباتها لتوعية المجتمع في هذا الجانب، وتغليظ العقوبة على الأشخاص الذين يقومون بتصوير الحوادث.
أرسل تعليقك