اختتم المؤتمر الدولي الأول لجائزة خليفة التربوية أعماله اليوم في أبوظبي الذي اقيم تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية بفندق دوست ثاني .
بدأ المؤتمر أعماله أمس في أبوظبي بحضور 1200 مشارك يمثلون جميع عناصر العملية التعليمية وبمشاركة نخبة من صناع القرار وخبراء التعليم محليا واقليميا ودوليا .
وأكدت سعادة أمل العفيفي أمين عام جائزة خليفة التربوية في ختام المؤتمر على أهمية المحاور التي تناولها الخبراء والمشاركون والذي عقد تحت شعار " نلتقي نفكر نرتقي " .
واشارت إلى القيمة السامية لجائزة خليفة التربوية بإعتبارها تحمل اسم راعي دولة الإمارات العربية المتحدة وقائد مسيرتها وتحقيقا لأهدافها في الإرتقاء بالمنظومة التعليمية بحيث تفي بالآمال المعلقة على الأجيال الصاعدة في احتضان آمال الوطن وتطلعاته نحو تعليم عصري يقود رحلة النماء والإعمار في كل ميدان ونحو طلبة يمتلكون من علوم العصر ومهاراته ما يمكنهم من الإسهام في تطوير البشرية وازدهارها ومن مشاعر الولاء والإنتماء ما يجعل الهوية الوطنية الإماراتية وساما محفورا في القلوب والصدور وسياجا يحمي القيم الاجتماعية الأصيلة ويصونها.
وأكد المشاركون في المؤتمر خلال توصياتهم على ضرورة الإرتقاء بأهداف التعليم للوصول بها إلى مفهوم التعليم من أجل الإبداع وتكوين القوى العالمة القائمة على المعرفة وإعطاء التعليم الأساسي الإلزامي أولوية خاصة باعتباره الأساس الذي بنى عليه مستويات التعليم اللاحقة وهذا يستدعي إعداد معلمي هذا التعليم إعدادا خاصا وتوفير المناهج الدراسية المشوقة للطالب التي تستثير دافعية الطالب للتعلم واعتبار التعليم تنمية من أجل المستقبل وجهدا استثماريا مهما لذا لابد من توفير الإمكانيات المادية اللازمة لذلك وتحقيق جودة التعليم من خلال نسبة الطلاب إلى المعلمين علما بأن العدد انخفض في بعض الدول إلى أقل من " 20 طالبا لكل معلم ".
و لفت المشاركون إلى الحرص على اكتشاف الموهوبين في سن مبكرة من مراحل التعليم وتقديم الرعاية الكافية لهم مع تطور مستوياتهم الدراسية وضرورة أن تحدد المؤسسة التعليمية أنواع المواهب التي تريدها في المستقبل ومنها المواهب التي تخلق فرص عمل جديدة والمواهب التي تكسب المعرفة بإستمرار والمواهب القادرة على المنافسة الدولية.
وتناولت التوصيات ايضا إعطاء المدارس الفنية أهمية خاصة وربطها بالمناطق الصناعية وتخريج أعداد من الطلبة المتخصصين ببعض الصناعات " الملاحة الجوية والبتروكيماويات وبناء السفن والإلكترونيات " والأخذ بمبدأ الجامعة الإقليمية التي توفر للاقليم احتياجاته من الخريجين المؤهلين للعمل والانتاج في المستقبل في هذا الاقليم وتنمية روح التنافس بين المدارس والمعاهد والجامعات اعتمادا على معايير وأسس علمية محددة اعتماد نماذج رائدة للمدرسة أو الجامعة الرائدة وتبني معايير تقييم محددة ومتجددة لقياس المخرجات التعليمية وتحديد المشاركين من الطلبة والمعلمين في المسابقات العالمية وربط نظام المنح والمكافات التي تعطى للمعلمين والإداريين في المدارس بهذه المعايير.
كما تناولت توصيات المؤتمر اختيار القيادات المدرسية بناء على المنافسة المفتوحة القائمة على المهارات والكافيات المطلوبة وتعزيز ثقافة الاحتراف في التعليم وبخاصة لدى المعلمين باعتبارها حوافز تدفعهم إلى تطوير قدراتهم ومعارفهم والانتقال بالتعليم من التعليم القائم على الى تزويد الطلبة بالمعارف إلى التعليم الذي يمكنهم من المشاركة في الحياة والسعادة والأمل وإشراك المعلمين وأولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية الحكومية وغير الحكومية بوضع أسس المناهج وإعطاء التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة " مرحلة ما قبل المدرسة " أهمية خاصة ومراعاة أن يتوجه التعليم فيها نحو التنمية الشاملة للطفل والطرائق القائمة على اللعب وحب الاستكشاف والتجريب.
كما أكد المشاركون على أهمية اعتبار المعلم موجها للطالب وليس ناقلا أو ملقنا للمعرفة والانتقال بالتعليم من التعليم الجمعي إلى التعليم المتمحور حول الطالب " التعليم المستقل " والنظر إلى كل طالب على أنه عالم خاص بذاته وحصر القدرات المختلفة لدى الطلبة والافتراض بأن لكل مرحلة من حياتهم قدرات خاصة وأنهم قد يواجهون في كل مرحلة تحديات معينة تحتاج من المعلمين والمدارس إلى دعم إضافي " 20 في المائة من الطلاب لهم الاحتياجات الخاصة والمحددة " .
ودعا المؤتمر التأكيد على تدريس التربية الوطنية لجميع الصفوف مع إلزام المدارس الخاصة بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية وتاريخ الإمارات وإدراج مسيرة الآباء المؤسسين في مناهج التاريخ والتربية الوطنية ودمج مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج الدراسية وضرورة أن يتميز النظام التعليمي بالمرونة والقدرة على التطور المستمر والتأقلم مع المتغيرات وبناء شراكات فعالة مع كافة عناصر المجتمع .
وركزت التوصيات على تدريب الطلبة على المهارات القيادية والمسؤولية المجتمعية وغرس قيم الولاء والإنتماء في نفوس الطلبة من خلال الممارسات الاجتماعية المرتبطة بالمناهج الدراسية وتوظيف وسائل التواصل الإجتماعي في التواصل بين الطلاب والمدرسة وأولياء الأمور في ايصال المعلومات والأخبار والاستفسارات والاقتراحات والتعليقات .. إلى جانب تشجيع الطلاب والمدرسين على انتاج المحتوى الدراسي والمواد الإثرائية وانتاج وسائل تعليمية من خلال وسائط الإعلام الاجتماعية وجعل المدرسة مركز إشعاع في المجتمع من خلال قيامها باستضافة المناسبات الاجتماعية وعقد المنتديات والندوات في مواضيع مجتمعية و تطرقت الجلسة الثالثة من فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر عن المؤسسات الداعمة للعملية التعليمية برئاسة الدكتور صادق مدراج أستاذ مشارك بجامعة زايد وتحدث فيها كل من معالي الدكتور علي عبدالخالق القرني مدير مكتب التربية العربي لدول الخليج عن التعليم وخدمة المجتمع وتناول وظائف التعليم ومنها خدمة المجتمع من خلال ضبط التغير الاجتماعي وإعادة بناء الخبرات وتطوير القيم الاجتماعية والأخلاقية وتوفير الفرص والمساواة وكذلك وظائف التعليم تجاه الأمة ومنها غرس المسؤولية الاجتماعية والمدنية وتدريب الناس للقيادة والوحدة الوطنية والتنمية الوطنية الكلية " الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأخلاقية والتعليمية " .
وعرض القرني نتائج إحصائية ميدانية لبعض فوائد التعليم الاجتماعية لدراسة أجرتها "المصدر OECD - أو إي سي دي " أشارت الإحصاءات إلى أن الرجل في عمر 30 سنة وحاصل على تعليم عال يتوقع أن يعيش ثمان سنوات زيادة على نده الذي لم يكمل التعليم الثانوي وتصل الزيادة إلى 7 سنوات والاختلافات بين النساء أقل بكثير واحتمال مشاركة الحاصلين على مستوى أعلى من التعليم في الشأن الوطني أكبر من نظرائهم الحاصلين على مستوى أدنى من التعليم الفرق يصل إلى 50 في المائة بين الشباب والقناعة والرضا والسعادة في الحياة ترتبط أيضا بمستوى التعليم الفارق يصل إلى 18 في المائة .
وأستعرض نتائج إحصائية ميدانية لبعض فوائد التعليم الاقتصاد منه أن الدخل المادي يزيد بارتفاع مستوى التعليم من 15 في المائة إلى 119 في المائة وكذلك معدل التوظيف يزيد بارتفاع مستوىالتعليم من 9 في المائة إلى 12 في المائة .
كما تحدث البروفيسور محمد ساسي أستاذ الهندسة الميكانيكية والمواد عميد الهيئة التدريسية بمعهد مصدر عن التعليم من أجل التنمية المستدامة وأشار الى أن معهد مصدر جامعة بحثية مستقلة وخاصة وغير هادفة للربح أنشئت بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ولديها برامج للدراسات العليا " الماجستير والدكتوراه " وتركز في المقام الأول على التقنيات المتقدمة والمستدامة ومكرسة لتنمية قدرات رأس المال البشري القوى العاملة اللازمة للتنمية الاقتصادية ورأس المال الفكري لتطوير ونقل المعرفة والتكنولوجيا.
وقال إن رؤية عام 2030 اعترف بالمعهد بوصفه نموذجا إقليميا وعالميا لجامعات الأبحاث المكثفة في القرن 21 بما تقوم به من دور يعزز النمو الاقتصاد المتسارع في أبوظبي من خلال تحقيق التنمية في القطاعات الرئيسية.. مشيرا إلى أن المعهد يسعى لإعادة تعريف مفهوم التعلم والاكتشاف في سياق عالمي وتبني معايير جديدة في مجال التعليم والبحوث والمنح الدراسية التي ستستفيد منها أبو ظبي والعالم.
واضاف " أن مهمتنا في معهد مصدر أن يصل المعهد إلى مصاف الجامعات العالمية كونه يحتوي على برامج للدراسات العليا ويسعى دوما لدمج البحث العلمي والتعليم لإخراج جيل مستقبلي من القادة على مستوى العالم ومفكرين ناقدين في مجال الطاقة المتقدمة والاستدامة وأن تتبوأ أبو ظبي مكانة مرموقة كمركز للمعرفة ومحركا للنمو الاجتماعي والاقتصادي ".
وأوضح أن طلبة معهد مصدر يتوزعون على جنسيات عالميه منها استراليا 2ر0 في المائة وآسيا 9ر8 في المائة وشبه القارة الهندية 9ر12 في المائة ودولة الإمارات العربية المتحدة 38 في المائة ودول مجلس التعاون الخليجي 9ر0 في المائة ودول الشرق الأوسط وشمال افريقيا 9ر11 في المائة أفريقيا 7ر11 في المائة وأوروبا 4ر12 في المائة والأميركتين 5ر3 في المائة ويضم المعهد 428 طالبا في عام 2014 منها 322 طالب ماجستير و 106 طالب دكتوراه يمثل الذكور 62 في المائة والإناث 38 في المائة .. يمثل الذكور من دولة الإمارات العربية المتحدة 45 في المائة والإناث من دولة الإمارات العربية المتحدة 55 في المائة .
وأشار إلى أن مظلة المراكز البحثية بمعهد مصدر تشمل مركز أبحاث الطاقة ومجالات البحث و تشتمل في انتاج الطاقة المستدامة وكفاءة الطاقة ومواد متقدمة ومواد كيمائية حيوية لتطبيقات الطاقة وتخزين الطاقة الحرارية والكهربائية.
كما شارك الدكتور عمار بكار الرئيس التنفيذي لمجموعة نعم للإعلام الرقمي وتحدث فيها عن دور الإعلام الجديد في النهوض بالتعليم وقال إن الإعلام الجديد أو الإعلام الاجتماعي يمثل الوصفة السحرية التي تحقق عددا من أهداف المؤسسات التي كان يصعب تحقيقها في السابق وجاءت التكنولوجيا لتقدم الحل وهو ما يفسر النمو غير المسبوق للإعلام الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم .
واختتم المؤتمر بحلقة نقاشية بعنوان تعزيز ثقافة التميز المؤسسي والتي ترأسها الدكتور خالد العبري وتحدث فيها كل من لبنى كمال طوقان المدير التنفيذي لجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي المملكة الأردنية الهاشمية وسعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم والدكتورة موزة عبيد غباش أمين عام جائزة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات ومحمد سعيد النيادي مستشار التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي مؤسسة التنمية الأسرية وخديجة عبدالله المرزوقي مدير إذاعة دبي وحصة سلطان محمد الزعابي مدير ادارة الاستراتيجية والتطوير لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل المكتوم للأداء التعليمي المتميز - حول آليات تهيئة بيئة محفزة على التميز لجميع عناصر العملية التعليمية .
أرسل تعليقك