افتتاح المؤتمر العربي الدولي الخامس لضمان جودة التعليم العالي

تحت رعاية  الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة شهد الشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار بمكتب صاحب السمو حاكم الشارقة حفل افتتاح المؤتمر العربي الدولي الخامس لضمان جودة التعليم العالي الذي تعقده جامعة الشارقة بالاشتراك مع الأمانة العامة لضمان جودة التعليم العالي واتحاد الجامعات العربية.

وشهد حفل الافتتاح عدد كبير من الشخصيات الرسمية والأكاديمية وأعضاء من الهيئات التدريسية للجامعات الوطنية والعربية.

وبدأت فعاليات الافتتاح بكلمة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة استهلها بتقديم الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتفضل برعاية المؤتمر ..كما قدم الشكر إلى الشيخ عصام بن صقر القاسمي لحضوره حفل افتتاح فعالياته.

وقال في كلمته ان المؤتمر العربي الدولي الخامس يهدف لضمان جودة التعليم العالي تحت قباب جامعة الشارقة العلمية التي أعلاها رئيسها صاحب السمو حاكم الشارقة متزامنا مع مرحلة دقيقة جدا من مراحل تقدمها والعمل على نقلها إلى الآفاق العالمية ..مشيرا الى توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس الجامعة باتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة لبلوغها.

وأضاف أنه حتى تتمكن جامعة الشارقة من تلبية هذه التوجيهات السامية وبالجودة التي تحتمها هذه الآفاق اتخذت كل ما يلزم من الإجراءات والتدابير والخطط ..مشيرا إلى العمل وفق خطة استراتيجية خمسية جديدة تقوم على أسس من التعاون مع الخبراء العالميين والمؤسسات المتخصصة في رسم الاستراتيجيات العالمية للتعليم العالي وعقد سلسلة طويلة من الاجتماعات لهم مع عمداء الكليات وأعضاء من الهيئة التدريسية فيها للتوصل إلى تجسيد مكانة جامعة الشارقة العالمية في هذه الآفاق خلال السنوات الخمس المقبلة.

وقال انه من هذه الإجراءات والتدابير أيضا التركيز على البحث العلمي ليس لخدمة وتطوير وتنمية المجتمع المحلي أو الإقليمي فحسب بل وللنهوض به إلى مستويات عالمية لتسهم عائداته في خدمة وتطوير المصالح الإنسانية بوجه عام".

وأشار إلى أن الجامعة بدأت عمليا في تلبية هذه الرؤية العالمية على عدة اتجاهات من بينها تأسيس معاهد بحثية وتشكيل هيئاتها الإدارية والفنية والمالية وهي معهد الشارقة للأبحاث الطبية والعلوم الصحية ومعهد بحوث العلوم والهندسة ومعهد بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية ومعهد القيادة الأكاديمية في التعليم العالي وتطوير طرائق التدريس ويتبعها تسعة مراكز للتميز في البحث العلمي وتم تحديد 34 مجموعة بحثية للبحث في مختلف التخصصات التي تطرحها الكليات.

وقال انه تم استحداث منصب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا وتشكيل الوحدات الإشرافية الأخرى المتخصصة بشؤون تطوير آليات وميادين البحث العلمي .

ونوه إلى أن الجامعة عملت أيضا على توجيه أبحاث طلبة الدراسات العليا ومشاريع التخرج لدرجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه لخدمة المجتمع في إطار من البحث العلمي الرصين بعد أن تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالموافقة على قبول الجامعة طلبات تأسيس كراسي الأستاذية للبحث العلمي بعد أن ارتفع الطلب عليها من محبي العلم والداعمين والمحتاجين له ولأبحاثه ولدراساته لمصلحة أعمالهم من الخيرين ورجال الأعمال والصناعة والاستثمارات والاقتصاد بوجه عام والذين استشعروا قوة جامعة الشارقة ورسوخها في الأبحاث العلمية التي تنتجها حيث بدأت بدعم هذه الأبحاث العلمية بحجز ما اتفق على تسميته بكرسي الأستاذية .

واشار إلى أن حجم استثماراتها بلغ عشرات الملايين حتى الآن بالإضافة إلى وقف 13 شقة سكنية فاخرة باسم الجامعة تبلغ قيمتها 15 مليون درهم.

وأضاف ان مكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة كانت بتخصيص قطعة أرض لجامعة الشارقة وبناء برج سكني ضخم عليها أكبر دعم للبحث العلمي في جامعة الشارقة وهناك المزيد من طلبات تأسيس كراسي الأستاذية من المتوقع توقيعها قريبا.

وأكد النعيمي أنه تم في اتجاه آخر تشكيل اللجان والهيئات المتخصصة لتوسيع وتفعيل عائدات اتفاقيات التعاون والشراكة الأكاديمية والعلمية مع العشرات من الجامعات العريقة والمعاهد والمراكز العلمية العالمية في مغارب الأرض ومشارقها تلك التي ارتبطت معها جامعة الشارقة باتفاقيات تؤطر هذا التعاون.

وأكد أن هذه الشراكة أنجز معظمها صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيس الجامعة في إطار جهود سموه الشخصية لفتح الآفاق العالمية أمام جامعة الشارقة وحرص الجامعة الثابت والأكيد ليس فقط في طرح برامجها الأكاديمية المعتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي قاربت حتى الآن المائة برنامج بل وللحصول أيضا على الاعتراف والاعتماد الأكاديمي العالمي لعدد من هذه البرامج من المنظمات والمؤسسات الدولية والعالمية المتخصصة مثل أغلب برامج كلية الهندسة المعتمدة من المجلس الأكاديمي الأمريكي "ألايبيت" والاعتراف ببرنامج الكيمياء الذي تطرحه كلية العلوم في الجامعة من الجمعية الملكية البريطانية للكيميائيين والاعتراف ببرنامجي الماجستير والدكتوراه في الإدارة الهندسية من جامعة مونتريال بكندا وغير ذلك الكثير.

وأكد الدكتور النعيمي في كلمته بأن عقد جامعة الشارقة لهذا المؤتمر يأتي انسجاما مع ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة لمنظومة جودة التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة على المستوى الإقليمي ..كما يأتي انسجاما مع ما تتمتع به جامعة الشارقة من سمعة أكاديمية وعلمية طيبة وواسعة وتنوع هو الأكبر على مستوى الدولة فيما تطرحه من البرامج الأكاديمية ومصادر التعليم والتعلم والأنشطة الأكاديمية والخدمات الداعمة.

وجدد شكره إلى الشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار بمكتب صاحب السمو حاكم الشارقة لحضور المؤتمر كما قدم الشكر والتقدير إلى الأمانة العامة لضمان جودة التعليم العالي واتحاد الجامعات العربية ولممثلي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة وللمتخصصين والباحثين في شؤون جودة التعليم المشاركين في المؤتمر وخص بالشكر والتقدير الأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ولكافة أعضاء لجانه التحضيرية ولكل من ساهم في تنظيمه وتقييم محاوره وأبحاثه العلمية ونجاحه.

ثم ألقى الدكتور محمود الوادي الأمين العام للمؤتمر رئيس جامعة الزرقاء بالمملكة الأردنية الهاشمية كلمة توجه في بدايتها بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لتفضله برعاية المؤتمر مرحبا بالعلماء والمتخصصين الذين جاءوا للمشاركة في فعالياته.

وذكر في كلمته بقول صاحب السمو حاكم الشارقة "إن بناء المستقبل رهين ببناء الإنسان حيث أصبحت القوى البشرية تشكل أهم العوامل المؤثرة في تقدم الدول وتطويرها" ..مشيرا إلى أن المؤتمر العربي الدولي المحكم المتخصص في ضمان جودة التعليم العالي يعتبر من هذه الآفاق التي تساهم في بلورة فهم عربي متكامل لجودة أداء الجامعات وجودة التعليم العالي.

وقال إن المؤتمر اليوم يهدف إلى نقل الخبرات والتجارب العربية والأجنبية والإفادة منها في مؤسساتنا التعليمية لتكوين البيت العربي ذي الخبرة الواسعة من خلال العشرات من الأبحاث العلمية التي سوف تطرح من خلال جلساته ضمن عدد من المحاور العلمية من بينها الإطار الفلسفي والقيمي للجودة والتميز وآليات تطبيق معايير ضمان جودة التعليم العالي ومحور حول إدارة الجودة في التعليم العالي وآخر حول البعد التخطيطي والاقتصادي للجودة وتقويم نماذج في ضمان جودة التعليم العالي ومحور حول تصنيف الجامعات.

ثم ألقى الدكتور عصام عجمي رئيس اللجنة التنظيمية كلمة رفع فيها الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لرعايته الكريمة للمؤتمر .

واشار إلى أن هذه الرعاية هي التي ميزت هذا المؤتمر في نسخته الخامسة ورسخت روح التعاون ومهدت للمزيد من تبادل الخبرات بغية ضمان جودة العملية التعليمية في عالم تلاشت فيه الكثير من الحدود وتلاقت الثقافات وتأججت المنافسة وانفتحت آفاق المعرفة وتفجرت مصادر المعلومات كما وكيفا مما يحتم ضمان تحقق مخرجات تعلم تركز على مهارات عليا وليس مجرد المعرفة وهو ما يجب أن تضطلع به مؤسسات التعليم بصفة عامة ومؤسسات التعليم العالي بصفة خاصة.

وأوضح أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر عملت بالتنسيق مع أمانته العامة في الأردن وممثلي اتحاد الجامعات العربية ومحكمي البحوث لاستقبال المشاركات وطلبات الحضور والتي فاقت التوقعات .

ونوه إلى أن عدد البحوث المقدمة للمؤتمر بلغ 337 بحثا قبل منها 148 بحثا وبلغ عدد طلبات حضور المؤتمر 314 طلبا من 26 دولة وقام بتحكيم البحوث أكثر من 200 محكم من داخل الوطن العربي وخارجه .

ويشرف على المؤتمر الذي يعقد سنويا لجنة دائمة تتألف من 29 عضوا من مختلف الدول العربية.

وأكد أن هذا الإقبال الكبير على المؤتمر يعكس تنامي الاهتمام بضمان جودة التعليم العالي في دولنا العربية رغم كل الظروف وهو نفس الاهتمام الذي يشغل العالم بأسره نظرا للأهمية المحورية للتعليم في بناء الأجيال وضمان استمرار الأمم .

ونوه في هذا الإطار إلى مشاركة زملاء من هيئة الاعتماد الأكاديمي في النرويج لتبادل الخبرة ومد يد العون إلى الدول التي ترغب في تطبيق معايير الجودة في المنطقة.

وقال ان الجودة في التعليم العالي ليست قاعات دراسية متميزة فقط رغم أهميتها أو طرق تعلم وتعليم حديثة فقط رغم ضرورتها أو بحوث علمية فقط رغم محوريتها أو خدمات ومصادر تعلم وتقنيات فقط والتي لاغنى عنها ..مؤكدا أن الجودة الشاملة هي وضع كل تلك العوامل وغيرها في بيئة حافزة تؤدي إلى نتائج ملموسة .

وقال أن ذلك يتمثل في عزيمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ورئيس الجامعة وتوجيهات ومتابعة وإصرار سموه التي حولت قطعة من الصحراء القاحلة لا تتجاوز مساحتها ثمانية كيلومترات إلى المدينة الجامعية بجودة لا تخطئها العين يدرس فيها حاليا 22 ألف طالب وطالبة وقد تخرج منها أكثر من 35 ألف خريج ويعمل فيها أكثر من أربعة آلاف من الهيئات الأكاديمية والفنية والإدارية وتزخر بحياة علمية وثقافية تمتد آثارها إلى كل مكان.

ثم جرى عرض فيلم جسد مختلف عناصر الجودة في جامعة الشارقة ..ثم قام سمو الشيخ عصام بن صقر القاسمي يرافقه الدكتور حميد مجول النعيمي و الدكتور محمود الوادي الأمين العام للمؤتمر ورئيس جامعة الزرقاء بتكريم رعاة المؤتمر .

وشمل ذلك صحارى وأكاديمية الشارقة للبحوث وفندق هوليداي أنترناشيول بالإضافة إلى شركة الزرقاء للتعليم والاستثمار من الأردن ثم تم تكريم الجهات المنظمة حيث جرى تكريم الدكتور محمود الوادي و الدكتور عصام عجمي و الدكتور حميد مجول النعيمي وتم تقديم درع التكريم إلى الشيخ عصام بن صقر القاسمي.

وانتهى هذا التكريم بتقديم هدية تذكارية إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة.

بعد ذلك بدأت جلسة العمل لمتحدثي المؤتمر الرئيسيين برئاسة الدكتور حميد مجول النعيمي وكان المتحدث الرئيسي الأول الدكتور محمد بدر الدين أبو العلا مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة الذي ألقى محاضرة بعنوان "ضمان الجودة للتعليم العالي في المنطقة العربية الوضع الحالي والفرص والتحديات" .

وكان المتحدث الثاني الدكتور راتب السعود رئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء في الأردن الذي تناول في محاضرته موضوع تحقيق الميزة التنافسية المستدامة في الجامعات العربية .

واختتمت الدكتورة نورية عبدالكريم العوضي المدير العام لهيئة الاعتماد الوطني بالكويت جلسة مراسم الافتتاح بمحاضرة بعنوان "البعد الإستراتيجي للجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي في دولة الكويت".