أبوظبي – صوت الإمارات
لاشك في أن مما يُسعد أولياء أمور الطلبة أن يروا أبناءهم يهرعون إلى المدرسة حُبًا في التعلم والمعرفة، وأن يروهم يستمتعون بتعلمهم وبما يقومون به من واجبات ومذاكرة، ويلمسوا فيهم شغف المعرفة وفضول العلم والبحث عن كل ما هو جديد، وأن يروا تقديرهم لكل ما يقدمه معلموهم من جهد وما تقدمه مدارسهم من دعم وما تقدمه لهم دولتهم من رعاية.
وتزداد سعادتهم بأن يروا هذا التقدير متجسدًا في احترامهم لكل هذه الجهود المبذولة والاستفادة منها بالشكل المطلوب.
وبالعكس، فإنهم لا يكونون سعداء عندما يرون خلاف تلك التصرفات من أبنائهم الطلبة، ويظهر ذلك جليًا مما لمسناه من ردة الفعل الإيجابية للكثير من أولياء أمور الطلبة بخصوص ما ظهر في أحد مقاطع الفيديو، الذي تم تداوله، أخيرًا، في شبكات التواصل الاجتماعي لطلبة حاولوا الخروج من المدرسة بطريقة خاطئة ولا تتناسب مع القيم التربوية ولا تمت لمجتمعنا بأي صلة.
وسارع الكثير منهم إلى التعبير عن استهجانه تلك التصرفات، وتأييده للإجراءات التي اتخذتها الجهات التعليمية بالتوجيه بالتحقيق ومعرفة الأسباب والملابسات لما حصل في تلك المدرسة، وتطبيق "لائحة دعم السلوك الإيجابي" على الطلبة الذين ثبتت مسؤوليتهم عن تلك الحادثة المؤسفة.
ولاشك في أن نتائج التحقيق ستفيد واضعي الدراسات التربوية والقائمين على تطوير التعليم، في تحديد وتسليط الضوء على الأسباب الدافعة لها، ومعرفة الوسائل التي تعين على وضع الخطط التي تعالج مثل تلك السلوكيات، وستنتج عنها التوصيات التي تساعد أولياء أمور الطلبة على فهم خصوصيات أبنائهم واحتياجاتهم، وتدعو إلى إعادة النظر في نظرتنا وتوقعاتنا تجاه أبنائنا، فقد نخطئ أحيانًا عندما ننظر لهم على أنهم أشخاص بالغون لا يحتاجون إلى النصح والإرشاد المستمر، في الوقت الذي يكونون بحاجة إلى النصح وتوضيح ما يجب عليهم فعله، وما أهميته، ولماذا لابد أن يقوموا بهذا العمل أو التصرف، وبالمقابل فأحيانًا أخرى قد نتصرف معهم وكأنهم صغار لا يفقهون شيئًا ولا نعطيهم الفرصة لإثبات وجودهم، وفي كلتا الحالتين المتطرفتين من التعامل الخاطئ فإنه في حالة وجود تصرف مسيء أو غير متوقع منهم فلابد أن نحاول أن نمسك أعصابنا، وأن نفصل بين الفعل (الذي كرهناه منهم) وبين الفاعل (وهم أبناؤنا الذين نتمنى لهم الأفضل دومًا)، وأن نفكر ونبحث جيدًا عن الدوافع التي ساقتهم إلى ما أقدموا عليه من الأخطاء، وأن نناقشهم في الأمور التي أساؤوا التصرف فيها، ودعوتهم لتأمل الموقف كاملًا، ونقده، ثم وضع حلول تتفق مع ما تعلموه وما يرضونه لأنفسهم ولأهليهم ولمجتمعهم.
أرسل تعليقك