استقطبت الفعاليات والأنشطة التعليمية التي نظمتها "مصدر" والخاصة بالطائرة العاملة بالطاقة الشمسية "سولار إمبلس 2 أكثر من ألف و 500 طالب وطالبة من المدارس والجامعات بالدولة.
وافتتحت معالي الدكتورة أمل القبيسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم هذه الفعاليات بمشاركة كل من الدكتورة نوال الحوسني مدير الاستدامة في "مصدر" وأندريه بورشبيرج المؤسس الشريك وأحد طياري مشروع "سولار إمبلس".
وتستضيف "مصدر" "سولار إمبلس 2" أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية والتي تستطيع الطيران ليلا ونهارا دون استخدام قطرة وقود واحدة..
وستنطلق في رحلتها التاريخية حول العالم خلال شهر مارس المقبل من العاصمة أبوظبي باستخدام الطاقة الشمسية فقط.
ويهدف هذا المشروع الرائد إلى دعم الابتكار وتحفيز أجيال المستقبل لدراسة مجالات العلوم والهندسة وتكنولوجيا الطاقة المتجددة.
وتضمنت الفعاليات عددا من الزيارات المدرسية لطلاب مدارس أبوظبي ودبي والشارقة والعين الذين شاركوا في النشاطات التعليمية التي تركزت حول أهمية الابتكار في قطاع التكنولوجيا النظيفة وتعريف الطلاب على التكنولوجيا المستخدمة في صناعة الطائرة "سولار إمبلس 2".
وشملت الفعاليات أيضا محاضرة علمية لطلاب الجامعات والمختصين في مجالات الطاقة المتجددة والطيران والهندسة.. وافتتحت الدكتورة نوال الحوسني مدير الاستدامة في "مصدر" المحاضرة بكلمة حثت فيه الطلاب على تبني مفاهيم الابتكار والاستفادة من هذا المشروع التاريخي الذي يسهم في تطوير صناعة الطيران عالميا وادخال تقنيات وتكنولوجيا جديدة تعتمد على الطاقة المتجددة.
وقالت إن كل طالب يمتلك القدرة على التغيير والإنجاز والعمل من أجل تحقيق مستقبل مستدام ولديه المعرفة والفرصة لإحداث فارق حقيقي عبر تحدي الأساليب التقليدية فنحن اليوم نواجه العديد من التحديات المرتبطة بمستقبل الطاقة والاستدامة والحد من تداعيات تغيير المناخ مما يتطلب منا التفكير بطرق مبتكرة لمواجهتها.
وقدم بورشبيرغ شرحا عن التقنيات المستخدمة في الطائرة وقدراتها على إنتاج وتخزين الطاقة باستعمال 17 الفا و 248 خلية شمسية فوتوفولتية تتيح لها الطيران بكفاءة عالية مشيرا إلى أن "سولار إمبلس 2" تتميز بخفة وزنها الذي يعادل سيارة عائلية وتمتلك جناحين بطول 72 مترا يجعلهما أطول من جناحي طائرة بوينغ 747.
وقال إن محركات الطائرة الأربعة تعمل بطاقة قصوى تبلغ 13.5 كيلوواط ويعادل متوسط طاقتها على مدى 24 ساعة طاقة دراجة نارية صغيرة وتحلق "سولار إمبلس 2" بارتفاع يبلغ 8500 متر وبسرعة قصوى تصل إلى 90 كيلومترا في الساعة.
وتطرق بورشبيرغ إلى التحديات الكبيرة التي تشكلها رحلة "سولار إمبلس 2" على الطيار لافتا إلى أن قمرة القيادة خالية من أنظمة التدفئة وتكييف الضغط وتبلغ مساحتها 3.8 أمتار مكعبة مما يجعلها تتسع لقائد واحد.. كما أنها مجهزة بمقعد يمكن تحويله إلى سرير وسيتبادل بورشبيرغ وبيرتراند بيكارد الدور في قيادتها.
وتمتد بعض رحلات "سولار إمبلس 2" لفترات طويلة قد تبلغ خمسة أيام وليال متتالية تتحدى قدرة قائد الطائرة على التحمل لذلك قام كل من بورشبيرغ وبيكارد بتطوير أساليب للتغلب على الإرهاق والتعب من خلال ممارسة اليوغا والتنويم المغناطيسي الذاتي والتأمل.
وشارك في المحاضرة عدد من الطلاب من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة زايد وكليات التقنية العليا والمعهد البترولي وجامعة خليفة وجامعة أبوظبي وجامعة الإمارات وجامعة السوربون باريس في أبوظبي..
وحضرها خبراء في مجال الهندسة والطيران من عدة شركات مثل الإتحاد للطيران وشركة لوكهيد مارتن.
وعبر الطلاب عن إعجابهم بهذا المشروع الرائد واعتبروه خطوة مهمة من شأنها أن تحدث ثورة في مجال الطاقة المتجددة وتطبيقاتها.
وقال محمد الشيلاني أحد طلاب معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا إن هذه التجربة تمنحنا القدرة على التفكير بطرق مبتكرة وغير اعتيادية فهي تسعى لتطبيق أفكار جديدة وجريئة وتتحدى قوانين الهندسة التقليدية التي درسها الإنسان عبر العصور وأشعر بالامتنان لهذه المبادرة التي أعطتني الثقة بقدرة الإنسان على تحقيق المستحيل.
وتقام هذه الفعاليات التعليمية كجزء من برنامج استضافة أبوظبي و"مصدر" لـ"سولار إمبلس 2" بهدف إجراء التحضيرات والرحلات التجريبية والأنشطة الاجتماعية استعدادا لرحلتها التاريخية حول العالم حيث ستنطلق من أبوظبي في شهر مارس المقبل وتعود إليها في نهاية شهر يوليو أو بداية شهر أغسطس هذا العام.
أرسل تعليقك