أبوظبي- فيصل المنهالي
طالب مختصون في مجال صعوبات التعلم بإنشاء المزيد من مراكز علاج حالات صعوبات التعلم والتي وصلت نسبتها في الدولة إلى 10% من عدد السكان،وكشف المختصون أن حالات صعوبات التعلم وصلت إلى ثلاثة آلاف حالة في إمارة أبو ظبي، مؤكدين أهمية وجود مراكز متخصصة تعالج هذه الحالات والتي تعرف ب"الديسلكسيا".
وأوضحت رئيسة مركز "تعليم" للتدريب وتطوير المهارات في أبو ظبي شيرين النويس أن هناك نقص كبير واحتياج عال للكوادر المؤهلة للتعامل مع الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم أو"الديسلكسيا" رغم أن الإحصاءات الحديثة تؤكد وجود نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة في إمارة أبو ظبي يعانون صعوبات التعلم، كذلك فإن 10% من التعداد السكاني في الدولة لديهم هذه الصعوبات.
وأوضحت أن اهتمامها ولد من تجربة عاشتها شخصيًا مع ابنها الذي عانى صعوبات التعلم، وبعد أن عالجته في أميركا، أدركت مدى أهمية وجود وعي لدى الأمهات وأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات في هذا الجانب.
وأضافت مركز "تعليم" يعد الأول من نوعه في المنطقة، حيث يحاول المساهمة في تعزيز رؤية مجلس أبو ظبي للتعليم في توفير الدعم اللازم لتلبية حاجة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تم إنشاء المركز بهدف تلبية احتياجات أطفال "الديسلكسيا"، وهو المرض الذي يعرف بعسر القراءة والكتابة .
وذكرت أنه عندما تم افتتاح مركز "تعليم" في عام 2014 كان عدد الطلاب 16 طالباً وطالبة من الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم، واليوم وصل عدد الطلبة إلى 480 طالباً وطالبة، ويوجد 21 طالباً وطالبة على قائمة الانتظار.
وأوضح الاختصاصي النفسي في مركز "تعليم" بلال العمريين، ، أن صعوبات التعلم تعني وجود مشكلة أو قصور لدى الطفل في واحد أو أكثر من جوانب التحصيل الدراسي وهي القراءة والكتابة والحساب، فبعض الصعوبات توجد في مجال ولا تظهر في مجال آخر، وربما تتمحور الصعوبة في المجال الشخصي، أو الاجتماعي أو تتبلور في سلوكيات غير مرغوب فيها، فمن خلال الخبرة في خدمة المجتمع وجدت أن 90% من الأفراد الذين يعانون سلوكاً غير مرغوب فيه، سواء كان هذا السلوك (تسرب من المدرسة، أو انحراف، أو عنف) كان لديهم صعوبات تعلم، وما يحدث لهذا الطفل أنه في مرحلة رياض الأطفال والصف الأول والثاني، يجب أن يتعلم المتطلبات الأساسية من قراءة وكتابة، فإذا لم يتعلم الطالب نطق الحروف والكلمات في هذه المرحلة، فإنه لن يستطيع فهم ما يشرح له في المراحل اللاحقة .
وأوضح اختصاصي تقييم وعلاج صعوبات التعلم في مركز "تعليم" يونس محمد قطيط أنه لا بد أن يخضع الطفل لاختبارات إدراكية لتقييم وتشخيص صعوبات التعلم، وتوجد اختبارات عالمية معتمدة، مؤكداً أهمية توعية الأم والأسرة والمدرسة في البحث عن الأسلوب الصحيح للتعامل مع الطفل الذي يعاني هذه المشكلة.
وأضاف أن صعوبات التعلم هي خلل غير عضوي إنما سلوكي نمائي يبدأ من عمر ثلاثة أعوام، وأشار إلى أن التدخل المبكر هو أساس عملية العلاج وسرعته.
أرسل تعليقك