أوضح عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء لـ «البيان»، أن برنامج «أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين» استقطب عدداً كبيراً من الطلبة المتميزين لتأهيلهم وتدريبهم على إجراء أبحاث متعلقة بعلوم المريخ والفضاء، فيما تم إصدار أوراق بحثية لهم من خلال شراكات أكاديمية للمركز مع جامعات ومعاهد أميركية متخصصة بأبحاث الفضاء، لافتاً إلى أن مبادرات المركز التعليمية استفاد منها 26 ألفاً، وذلك بهدف توعية المجتمع عموماً حول الفضاء وبناء مجتمع علمي يؤسس للجيل الحالي والمستقبلي من علماء الفضاء الإماراتيين.
16 طالباً
وقال إن برنامج «أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين» استطاع وخلال 3 سنوات من انطلاقه أن يبتعث 16 طالباً خلال الفترة الصيفية، لجامعات ومراكز بحثية في الولايات المتحدة للمشاركة في أبحاث تدرس كوكب المريخ أو تتناول أحد جوانب علوم الفضاء، بإشراف باحثين فيها لإعداد الطلبة أوراقاً بحثية تهدف إلى استخلاص أو تحليل معلومات علمية، موضحاً أن هذه الفائدة العلمية تعود على الطلبة أنفسهم، خصوصاً لدى عودتهم لجامعاتهم، فضلاً عن تعاونهم المستمر مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ما يدفع للوصول إلى مراحل علمية متقدمة تفيد في مهمة مسبار الأمل أو المهمات الفضائية المستقبلية.
وتابع شرف أن مشاريع الفضاء في الإمارات بكل أنواعها، أصبحت تستقطب الآن الطلبة من كل التخصصات الجامعية في التخصصات الهندسية والعلمية، فضلاً عن قطاعات أخرى كثيرة بين إدارية وفنية، تساعد في تنفيذ المهمات الموكلة لهم، مؤكداً أن الوعي المجتمعي أصبح كبيراً بما تقوم به الدولة من مشاريع في هذا القطاع، ولذلك فإن كثيراً من الطلبة أصبح ينجذب تجاه هذا التخصص بقوة.
قدرات وطنية
وأكد أن إطلاق المركز، للورشة العلمية السنوية الثالثة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، خلال الحدث العلمي لمركز محمد بن راشد للفضاء، يعتبر مبادرة علمية وتعليمية لقطاع التعليم بأشمله والقطاعات المعنية بالعلوم والتكنولوجيا في الدولة، كما أنها تهدف إلى تنمية القدرات الوطنية في علوم وتكنولوجيا وأبحاث الفضاء من خلال إيجاد منصة تجمع بين الطلاب والخبراء وصناع القرار في الدولة، لعرض وشرح توجهات الدولة وتقديم ورش عمل ونشاطات علمية وتقنية توعوية لغرس ثقافة البحث والتطوير في أجيال المستقبل، ولذلك فإن مشاركة الطلبة بأبحاثهم سيكون لها رد فعل جيد من حيث نتائجها واحتكاكهم بالتجارب المتخصصة.
أبحاث متخصصة
وأوضح أن مشروع مسبار الأمل يمر بالعديد من الخطوات، وهو ما يجري الآن العمل عليه، من أبحاث متخصصة وتوفير معلومات عن الكوكب ودراستها بالشكل الكافي وتحليل بياناتها، لافتاً إلى أن ذلك يأخذ اهتماماً كبيراً ووقتاً كافياً من الفريق العلمي للمهمة في مركز محمد بن راشد للفضاء الذي يسعى من خلال مهمة مسبار الأمل إلى الإجابة عن تساؤلات علمية للكوكب تتعلق بغلافه الجوي وخصائص التغيرات المناخية وأسباب هروب الأكسجين والهيدروجين من غلافه.
واستطرد إلى أن الفريق العلمي يطلع على مشاريع الطلبة الذين يتقدمون للانضمام لبرنامج «خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين»، وأن اختيارهم يكون من خلال معايير دقيقة، موضحاً أن مركز محمد بن راشد للفضاء أخذ على عاتقه وضع العديد من البرامج المعرفية التي تستنهض المجتمع الإماراتي بكل مكوناته من طلبة مدارس وجامعيين ومتخصصين لإعداد جيل متخصص في هذا القطاع.
تحفيز الطلبة
من جانبه قال الدكتور المهندس محمد سعيد الجنيبي المدير التنفيذي لقطاع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء: إن المبادرات التعليمية والتوعوية مثل «برنامج علوم وأبحاث الفضاء للطلبة الجامعيين» تسهم في توجيه الطلاب إلى الأبحاث العلمية في مختلف مجالات الفضاء، بالإضافة إلى تنمية المهارات المعرفية والبحثية، وبناء القدرات الوطنية التي تعزز مكانة برنامج الفضاء الإماراتي عالمياً، كما أنها تنسجم مع توجهاتهم في الوكالة نحو تحفيز الطلبة على الاهتمام بعلوم المريخ وتقنيات الفضاء، خصوصاً أن الفضاء والعلوم والتكنولوجيا هي حالياً من أبرز القطاعات ذات الأولوية للدولة.
دعم
وأضاف الجنيبي أن وكالة الإمارات للفضاء تحرص على دعم مختلف المشاريع والمسابقات المرتبطة بعلوم الفضاء، في سبيل تنمية جيل من علماء المستقبل والقادرين على دفع هذا المشروع الوطني الواعد الذي يعتبر حجر الأساس لكثير من المبادرات والمشاريع التي تمتد لمئة عام مقبلة، إضافة إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للوكالة في تشجيع ودعم جهود البحث العلمي والابتكار عن طريق رفد مشاريع الفضاء القائمة في الدولة.
من جهتها، أوضحت حصة المطروشي قائد فريق تحليل البيانات العلمية في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن مشروع المسبار يهدف إلى تكوين مجتمع علمي فاعل قادر على تحليل البيانات العلمية التي تأتي من المهمات التي تدرس الكوكب الأحمر.
10 أسابيع
وتابعت أن برنامج «أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين»، هدفه استقطاب الطلبة الجامعيين من التخصصات العلمية والهندسية لتنمية مهاراتهم البحثية في مجال علوم الفضاء في مدة تتراوح بين 8 إلى 10 أسابيع، وينقسم البرنامج إلى مرحلتين الأولى عبارة عن ورش علمية توفر أساسيات علوم الفضاء والبرمجة، والمرحلة الأخرى تعمل على تدريبهم على تحليل البيانات الفضائية من خلال العمل على مشروع ذي أهداف علمية محددة بإشراف باحثين متخصصين في مجال علوم المريخ و الفضاء، مضيفة أنه في نهاية البرنامج يقوم الطلبة بتقديم أوراق علمية وبحثية لمؤتمرات عالمية متخصصة، معتبرة أن هذا النتاج العلمي يبرز الدور الإماراتي في تعزيز معرفة المجتمع العلمي الدولي.
مبتعثون: «أبحاث علوم الفضاء» مهمة نوعية عرّفت العلماء بجهودنا
أوضحت هند أمين طالبة في جامعة خليفة تخصص هندسة طيران الفضاء، أنها اختارت دراسة هذا التخصص بعد البحث الجاد لأكثر من تخصص جامعي، وأنها اشتركت في برنامج «أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين» في الصيف الماضي، حيث تم ابتعاثها إلى جامعة كولورادو، وأنها عملت على مشروع بحثي يرتبط بدراسة إمكانية وجود الحياة على سطح المريخ اعتماداً على نسبة آثار المياه السائلة التي تم اكتشافها أخيراً.
وأشارت عائشة المناعي طالبة في جامعة نيويورك أبوظبي تخصص فيزياء، إلى أن ميولها للدراسة كان في مجال الرياضيات ومن ثم تحولت لدراسة الفيزياء لأنها وجدت أن هناك مجالات عمل كثيرة في قطاع الفضاء تحتاج إلى هذا التخصص، وذكرت أنها بدأت أبحاثها مع متخصصين في علوم الفضاء والجزيئات من خلال العمل على تطبيق علمي يبحث في الجزئيات التي تأتي من الفضاء، نتيجة للتصادم بين الكواكب والنجوم، ومن خلال مجهر كاشف جزئيات يتم تحليل هذه البيانات.
وقالت إنها انضمت لبرنامج «أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين»، بعد أن تقدمت لمركز محمد بن راشد للفضاء، وأنها تعاونت في بحثها مع جامعة كلورادو لدراسة البيانات العلمية لغاز الهيدروجين من مهمة MAVEN وعملت على تحسين جودة البيانات العلمية لتسهيل عملية تحليلها.
وأفادت هند العلي خريجة من جامعة نيويورك في أبوظبي تخصص فيزياء، بأنها انضمت إلى البرنامج منذ 3 سنوات وعند دراستها لهذا التخصص لم يكن هناك مجال تطبيقي للعمل فيه، لكن بعد وجود المشروعات الإماراتية الفضائية أصبح المجال واسعاً لانضمام كل التخصصات الهندسية والعلمية للمشاركة في مشروع مسبار الأمل.
وأضافت أنها كانت تعمل على مشروع يطلق عليه «الأمطار الإلكترونية» ومدى تأثيرها على الغلاف الجوي لكوكب المريخ، موضحة أنها عملت على خرائط إلكترونية باستخدام بيانات حديثة آنذاك للبحث في المجال المغناطيسي في المريخ وشكله .
من جانبه ذكر علي الهاشمي طالب في جامعة خليفة تخصص هندسة طيران الفضاء، أنه عندما درس هذا التخصص كان قطاع الفضاء قد بدأت تظهر معالمه وأن هناك أهمية كبيرة لوجود متخصصين يعملون في هذا القطاع، مشيراً إلى أن أبحاث علوم الفضاء هي فرصة كبيرة مفتوحة للطلبة ليكونوا جزءاً من مشروع مسبار الأمل.
وقال إن بحثه تركز على دراسة جيولوجيا المريخ وأنه بدأ أبحاثه بجامعة اريزونا في أميركا، وكان تحت إشراف عالم متعاون مع الفريق العلمي لمركز محمد بن راشد للفضاء، وأنه كُلف بإجراء أبحاث باستخدام إحصائيات تضاريسية لتحديد أعمار الجبال في المريخ، وأن أهمية مشروعه أنه يعطي لمحة عن تاريخ المريخ والعوامل والأسباب للتطور الجيولوجي من خلال استخدام الإحصائيات والأرقام الذي توصل إليها بحثه، فضلاً عن التعرف إلى أسباب تآكل الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.
ذكرت آمنة الشحي الطالبة في جامعة خليفة تخصص هندسة إلكترونية وكهربائية، أنها اتجهت لهذا التخصص لأنه أصبح له مستقبل كبير خاصة مع زيادة المشاريع الفضائية الإماراتية وتنوعها، وأنها أرادت أن تطور مهاراتها العلمية بالانضمام إلى برنامج «أبحاث علوم الفضاء للطلبة الجامعيين».
وشرحت أن بحثها تركز على دراسة الغلاف الجوي لكوكب المريخ وعوامل وأسباب تقلصه، منوهة بأن هذه الأبحاث كانت تحتاج إلى العمل وفق برمجيات متطورة، وأنها كانت متميزة في هذا الجانب كونه تخصصها الأساسي، مشيرة إلى أنها واجهت في البداية تحديات في المشروع، لكنها مع الوقت بدأت تتخطاها بشكل تدريجي للوصول إلى نتائج علمية عن انكماش الغلاف الجوي وأسبابه.
أرسل تعليقك