القاهرة ـ صوت الإمارات
على قارب خشبي عتيق، أبحر 40 تلميذا سودانيا صباح اليوم الأربعاء باتجاه مدرستهم الواقعة على الضفة الأخرى من "بحيرة سد مروي" في ولاية نهر النيل بشمال البلاد.
وكما يتكرر يوميا، تمخر الفلك المياه لتنقل الصغار من وإلى مدارسهم في القرى والمدن المتناثرة على ضفاف النهر.
لكن هذه الرحلة لم تصل لوجهتها، فقد اشتد هيجان النيل مما أدى لانقلاب القارب وغرق 22 تلميذا وطالبة دراسات عليا، بينما نجى الباقون من الموت.
أرواحهم ودفاترهم وأقلامهم وأحلامهم ابتلعها النيل، لثير الفاجعة الحزن في عموم السودان وتوقظ السخط على السلطات لتقصيرها في إجراءات السلامة والإنقاذ.
ومن بين القتلى الـ 23 خمسة من عائلة واحدة. وحتى الحين لم تعثر فرق الإنقاذ سوى على جثة واحدة في حين تتواصل عمليات البحث.
وبينما تواصل السلطات البحث عن جثث الغرقى، نقل مراسل الجزيرة أحمد الرهيد أن الحادث سبب حزنا عميقا وأن الأهالي حملوا السلطات المسؤولية وطالبوا بإجراءات تمنع تكرار هذه المأساة في المستقبل.
ويأتي الحادث وسط تهاطل الأمطار الغزيرة التي ضربت الولاية فجر السبت، وتسببت في تعطيل حركة المرور.
وقد أكدت السلطات حادثة الغرق ومقتل 23 شخصا. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن التلاميذ كانوا في طريقهم إلى المدرسة.
بيان رسمي
وجاء في بيان رسمي "توفي صباح اليوم بمحلة البحيرة بولاية نهر النيل 22 تلميذا وامرأة في حادث غرق مركب كان يقلهم من منطقة الكنيسة بالوحدة الإدارية بكبنة حيث كانوا في طريقهم إلى المدارس". وتبعد المنطقة نحو 750 كلم شمال العاصمة الخرطوم.
ووفق الوكالة فإن الحادث وقع نتيجة تعطل ماكينة المركب وسط نهر النيل مع شدة التيار.
ويستخدم سكان القرى الواقعة على ضفتي النهر مراكب خشبية تقليدية للتنقل بين الضفتين.
ومن جانبه، أكد الدفاع المدني أنه أرسل فريقا إلى المنطقة للمشاركة في عمليات البحث.
وفي وقت لاحق، قررت السلطات بالخرطوم إغلاق المدارس حتى انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك في الخامس والعشرين من أغسطس/آب الجاري.
وقد هطلت الأمطار بغزارة في الخرطوم صباح اليوم واستمرت لأربع ساعات، حيث غمرت المياه شوارع العاصمة وانقطع التيار الكهربائي عن معظم أحيائها.
أرسل تعليقك