أبو ظبي ـ صوت الامارات
يخطط مجلس "أبوظبي للتعليم" للتوسع في مشروع "المراكز المجتمعية" الذي يتم من خلاله فتح المدارس للمجتمع المحيط بها، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لمختلف فئات المجتمع للاستفادة من المرافق المدرسية من مكتبات وصالات رياضية ومصادر تعلم وتقنيات، وذلك بعد ما حققه المشروع في مرحلته التجريبية العام الدراسي الماضي، حيث انطلقت المرحلة الأولى منه بـ3 مدارس على مستوى الإمارة، وسيتم التوسع مع حلول العام الدراسي الجديد ليصل العدد إلى 15 مركزاً اجتماعياً.
وتعد مبادرة فتح المدارس لأولياء الأمور لمشاركة أبنائهم والعاملين في المدرسة في فترة المساء فرصة لتعزيز الشراكة بين كافة عناصر العملية التعليمية وخاصة ولي الأمر، وجعله جزءاً فاعلاً من عملية تطوير أبنائه أكاديمياً وشخصياً، بالإضافة لكونها ملتقى للأسر التي تسكن في محيط المدرسة مما يخلق جوا من التآلف المجتمعي، وحققت التجربة نجاحات كبيرة في المرحلة الأولى.
وتسعى هذه المراكز إلى توطيد العلاقة بين الطالب وولي الأمر والإدارة المدرسية والمعلمين، وتغيير مفهوم المدرسة التقليدية وجعلها ليست فقط مكانا للطالب ليدرس ويتعلم، بل هي ملتقى عائلي يقدم خدمات تعليمية وأنشطة وتنمية مهارات ومعارف ليس فقط للطالب بل حتى لأولياء الأمور، وتتمتع هذه المراكز بهيكل تنظيمي خاص بها، يتضمن مدير، مساعد مدير، ومشرف برامج، ومدربين ومنقذين سباحة، وسكرتارية، واختصاصي مكتبات، وعملية انتقاء هذه العناصر تكون بمعايير محددة، بحيث يتم اختيار أفضل الكفاءات التي تمتلك مهارات في مجال عملها، بالإضافة لمهارات التواصل والتفاعل مع المجتمع.
وبالإضافة للأنشطة والمرافق المتاحة لأولياء الأمور، شملت التجربة في مرحلتها الأولى تقديم دورات متخصصة للأهالي الذين عبروا عن حاجتهم لدورات في اللغة الانجليزية وتقنيات الحاسب الآلي، وبالتالي تساهم في تطوير مهارات ومعارف الأسر بما يعزز من عملية متابعة أداء أبنائهم.
وحرصًا على راحة ولي الأمر واطمئنانه خلال فترة تواجده في المركز يتم تخصيص حصة ضمن جدول عمل المركز لأداء الواجبات المدرسية بحيث يمكن للطالب إنهاء واجباته خلال تواجده في المركز مع والده ومن ثم يتشاركان النشاط معاً.
وفي إطار هذه المراكز توسع المجلس في مشروع تطوير المكتبات المدرسية وتحويلها إلى مصادر تعلم تليق بمتطلبات القرن الـ 21، وكجزء من هذا المشروع تأتي فكرة فتح المكتبات أمام الجمهور لإتاحة الفرصة لمختلف فئات المجتمع للاستفادة من المصادر والمقتنيات الحديثة الموجودة بها، خاصة أن بعض المناطق ليس بها مكتبات خدمية كالمكتبات العامة، والمشروع يتيح لأفراد المجتمع التردد على المكتبات المدرسية في الفترة المسائية، وأن هذه من الخطوات تعزز القراءة ونشر ثقافة المطالعة بين مختلف الأفراد وجعلها عادة يومية.
أرسل تعليقك