الدوحة_ قنا
أكدت دولة قطر أن التعليم يسهم بدور إيجابي في تحقيق التقارب والتواصل والتفاعل بين الحضارات، ويعزز القيم الإنسانية المشتركة وحقوق الإنسان ومبادئ الحق والعدل والسلام والاحترام المتبادل.
كما أكدت ضرورة ضمان توفير التعليم الأساسي لجميع الأطفال، وشددت في الوقت ذاته على أنه لن تكون هناك تنمية وعدالة في ظل عدم توفر الأمن والاستقرار، لافتة إلى أن هذا ما يعكسه الواقع الحالي في بعض بلدان العالم، وخاصة في المنطقة العربية، وذلك من ضياع للفرص التعليمية للأطفال والشباب وتشريد للأسر وتهجير وتدمير للتراث والموروث الثقافي.
جاء ذلك في كلمة دولة قطر في أعمال الدورة الثامنة والثلاثين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" التي ألقاها الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم اليوم، في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس التي تشهد أعمال هذا المؤتمر خلال الفترة من 3 إلى 18 نوفمبر الجاري.
وأشار وزير التعليم والتعليم العالي الذي يرأس وفد الدولة للمؤتمر، إلى أن دولة قطر بقيادة وتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تولي التعليم بكافة مستوياته ومراحله اهتماما كبيرا، كما أنها تدرك واجبها الإنساني تجاه شعوب العالم وأهمية التعاون الدولي في مجال دعم التعليم والغايات والأهداف التربوية العالمية، وضمان التعليم الجيد والشامل للجميع إيمانا منها بأن التعليم يسهم بدور إيجابي في تحقيق التقارب والتواصل والتفاعل بين الحضارات، ويعزز القيم الإنسانية المشتركة، وحقوق الإنسان، ومبادئ الحق والعدل والسلام والاحترام المتبادل.وقال إنه من هذا المنطلق بادرت الدولة بتقديم الدعم التنموي للدول النامية والمنكوبة في مختلف أرجاء العالم من خلال مساهماتها الإيجابية في المنظمات الدولية ذات العلاقة مثل منظمة اليونسكو أو منظمات المجتمع المدني، انطلاقا من التعليم الذي يمثل الرافد الرئيس للتنمية المستدامة.
وأضاف قائلا إن التعليم من أجل التنمية المستدامة هو السبيل الوحيد لبناء قدرات وكفايات وقيم الأفراد والمجتمعات لمواجهة المخاطر البيئية بحلول مبتكرة، لـذلك سعت دولة قطر إلى إدماج التنمية المستدامة وقيمها وممارستها في مناهج التعليم تحقيقا لرؤيتها الوطنية 2030.وأكد سعادته أن دولة قطر قد طورت من نظامها التعليمي وفق المعطيات العالمية للوصول به إلى تعليم جيد ذي مخرجات نوعية وجودة عالية، وقال إنه في مجال تحسين مخرجات التعليم قامت قطر بتحديث الإطار العام لسياسات تقييم الطلبة، وإنجاز وثيقة الإطار العام للمنهج التعليمي الوطني للدولة، وتنفيذ مبادرة تعزيز مهارات القراءة والكتابة والحساب في التعليم المبكر، وتطوير نظام تعليم الكبار، وإنشاء مركز متخصص في دعم صعوبات التعلم، وتحديث وتطوير نظام الرخص المهنية للمعلمين وقادة المدارس، وتأسيس مركز التدريب والتطوير التربوي.
وحيا الوزير جهود "اليونسكو" المتواصلة في دعم برامج حماية التراث الثقافي والمادي في جميع أرجاء العالم، وتعزيز بناء قدرات الأفراد من أجل المحافظة على هذا التراث، تجسيدا للفكر الإنساني، وحفاظا على الهوية الوطنية، وأكد التزام قطر بدعم هذه الجهود.
وأوضح الدكتور الحمادي في هذا الصدد أن قطر بادرت أثناء انعقاد الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي، بالمساهمة بمبلغ عشرة ملايين دولار أمريكي لدعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي الذي يهدف إلى التدخل السريع في مواقع التراث العالمي التي تتعرض لخطر الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة لترميم التراث المتضرر، وكذلك لعمل بنك معلومات للموقع التراثية التي تقع في الأماكن المعرضة للكوارث بهدف الدقة والسرعة في إعادة ترميمها.كما نظمت دولة قطر كذلك في سبتمبر الماضي بمقر "اليونسكو" معرض العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وذلك في إطار التعريف بالجهود التي تقوم بها المؤسسات الثقافية القطرية على المستوى الدولي من أجل الحفاظ على التراث الغني للعالم الإسلامي .وقال سعادته إن المعرض سلط الضوء على تاريخ العالم الإسلامي ومساهماته في علم البصريات ممثلا في إسهامات ابن الهيثم مؤسس هذا العلم.
أرسل تعليقك