وقف جميع طلبة مدارس إمارة أبوظبي الحكومية والخاصة، وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وجميع العاملين في الميدان التربوي، بتوجيه من مجلس أبوظبي للتعليم دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن، صباح أمس الأحد، حيث تم تخصيص بداية اليوم الدراسي للحديث مع الطلبة والطالبات عن عظمة الذود عن الوطن، وواجب حمايته، وأهمية التضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل رفعة الوطن المُفدى، والدفاع المقدس عن الأمن الوطني والخليجي والعربي.
واصطف طلبة المدارس وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية في طابور الصباح، ليبدأوا يوماً دراسياً مختلفاً عما ألفوه.. وامتزجت مشاعر الحزن على فراق الشهداء الأبطال البواسل، بالفرح لارتقاء الشهداء إلى الفردوس الأعلى نحو الخلود.
وفي مدرسة الصقور في أبوظبي، افتتح الطالب عبد الله علي، اليوم الدراسي، بترتيل آيات عطرة من الذكر الحكيم، منها قوله تعالى «وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ» عقب ذلك وجه عبيد عبيد مفتاح، مدير المدرسة، كلمة للطلبة قال فيها «في ظل استشهاد مجموعة طيبة من أبناء هذا الوطن الكريم، نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، وبالنيابة عن نفسي وعن الهيئتين الإدارية والتدريسية، نقدم العزاء لشعب الإمارات وإلى حكامنا وشيوخنا وقيادتنا الرشيدة، فالقلب به غصة على استشهاد أبناء الإمارات، القلب يحزن والعين تدمع على هذه الكوكبة التي ضحت بأغلى ما تملك، ضحت بالروح في سبيل الوطن الغالي».
وأضاف: لقد دخلنا إلى هذه الحرب، كما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في سبيل نصرة الحق ورجوع الشرعية لليمن الشقيق.
وأوضح أن الإمارات لم تذهب لتغزو ولكنها لبت النداء عندما استنجد بها الشعب اليمني، وما حدث أول أمس أعطى جنودنا المرابطين قوة أكبر وإصراراً، ليكملوا الدرب نحو النصر القريب بإذن الله، ودورنا أن ندعوا للشهداء ولقواتنا الموجودة في ساحة المعركة.
وقال إن شعب الإمارات شعب طيب مسالم، لكنه على استعداد للتضحية من أجل الوطن، وجهادكم أنتم الطلبة في تفوقكم وتعلمكم ودراستكم، وجهاد الأب في رعاية أسرته، كل شخص يؤدي واجبه من مكانه الصحيح، حتى يرتقي الوطن لأعلى المراتب التي اعتاد عليها، مؤكداً إلى جميع المدرسين والمدرسات أن تكون الحصة الأولى حواراً مع الطلبة عن مكانة الوطن في القلب والتضحية من أجله.
عقب ذلك دعا الجميع مع الأستاذ محمد زكريا، معلم التربية الإسلامية، في مدرسة الصقور للشهداء بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يلهم الله ذوي الشهداء وشعب الإمارات الصبر والسلوان، وأن يمن على المرابطين بالقوة والثبات.
من جهته قال ماجد عبد الله التميمي، مختص اجتماعي، نعزي أسر الشهداء ونهنئهم أن أبناءهم نالوا هذه المكانة عند الله، كما نعزي الإمارات قيادة وشعباً، ورغم أحزاننا، لكن هذا الحدث أعطانا قوة ودافعية وشجاعة حتى نستمر، في ظل بيتنا المتوحد ودولتنا الأبية، ما حدث أضفى نخوة كبيرة على جميع المواطنين والمقيمين الذين هبوا للتبرع بدمائهم، والحمد لله كنت من ضمنهم وتبرعت بدمي أمس، فالناس جميعهم وقفوا وقفة عز وافتخار مع الشهداء والمصابين.
وأضاف أن طلب العلم هو أيضاً جهاد للوصول إلى أعلى المراتب التي يتشرف بها الوطن، كل يسعى بالطريقة السليمة لإعلاء راية الوطن، الطلبة بالعلم، والجنود بالسلاح، وكل يعمل بجد واجتهاد من أجل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره.
وقال نصر الدين عبد الرحيم، اختصاصي اجتماعي، في حديثه مع الطلبة: الإمارات تقدم شهداء يدافعون عنها وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز، وأنتم الطلبة أيضاً تحملون اسم الوطن وتدافعون عنه بالكلمة الراقية، وبالأخلاق الحميدة، مثلما الجندي يدافع بسلاحه ويقدم روحه فداء للعز والنصر ودفاعاً عن الحق، أنتم كذلك بالفكر والتطور يرتقي بكم الوطن إلى أعلى المراتب، أنتم معقل القوة ومعقل الإيمان، أنتم أمل المستقبل الواعد والمرتكز الأساسي للإمارات، وأتمنى أن تكونوا نبراساً مضيئاً، والله يوفقكم.
وتفاعل الطلبة مع الحدث وعبروا عن مشاعرهم ببراءة، حيث قال كل من الطلبة أحمد وليد المنهالي وعلي حمد النعيمي وجاسم حسن الزعابي وعبد الله محمد المهيري، نحن أبناء الإمارات دولتنا قوية ولها جيش باسل أبي، نحزن لفقد الشهداء، ولكن فرحنا واعتزازنا أكبر بحماة الوطن، ونحن جميعاً نتمنى عندما نكبر أن نلتحق بالخدمة الوطنية، لنحافظ على أرضنا وهويتنا، لأننا مهما سافرنا في بقاع الأرض لن نجد مثل الأمن والأمان والاطمئنان الذي نجده في وطننا الغالي الإمارات.
أرسل تعليقك