لندن ـ صوت الإمارات
قامت جلالة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا ودول الكومنولث، مؤخرًا بتكريم هارون ياسين، أحد خريجي جامعة جورجتاون في قطر (دفعة 2015)، وذلك تقديرًا لجهوده في مجال تعليم الأطفال المحرومين والفقراء. وقد اختير ياسين من بين الفائزين بجائزة الملكة للقادة الشباب لعام 2018، وهي برنامج عالمي يعمل على تسليط الضوء على الشباب الذين يستخدمون مهاراتهم لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.
أسهم ياسين في تأسيس جمعية "أورندا"، وهي منظمة تعليمية تستخدم الرسوم الكرتونية المتحركة وتقنيات البث الرقمي لإعداد المناهج التعليمية وتقديمها إلى الأطفال غير القادرين على حضور الفصول الدراسية الرسمية، أو الذين يتعرضون لاحتمالات التسرب من التعليم. وبفضل استخدام التطبيقات المحمولة والشخصيات الكاريكاتورية الموجودة في مدينة "تعليم آباد"، وهي الترجمة الأوردية "للمدينة التعليمية"، نجح ياسين وزميله أهواز أختر، المؤسس المشارك للجمعية وخريج جامعة جورجتاون (دفعة 2016)، في تحويل العملية التعليمية إلى نشاط جماعي يبعث على البهجة والسرور للأطفال في جميع أنحاء البلاد.
وعلى هامش زيارته إلى إنجلترا، التقى ياسين وزملاؤه الفائزون بالجائزة مع لفيف من القادة البارزين، وحضروا دورة دراسية صُممت خصيصًا لهم في جامعة كامبريدج، قبل استلام جوائزهم من الملكة. وقد تضمن البرنامج أيضًا زيارة عدد من الهيئات منها هيئة الإذاعة البريطانية ’بي بي سي‘، وعقد اجتماعين مع معالي تيريزا ماي، رئيسة وزراء المملكة المتحدة، والسير جون ميجور، رئيس الوزراء الأسبق، وذلك لفهم آليات تحقيق التغيير وإدارته من جانب الجهات المعنية رفيعة المستوى.
وفي معرض تعليقه على التكريم، قال ياسين: "جاءت مراسم التكريم لتتوّج أسبوعًا مزدحمًا بالأنشطة واللقاءات، سنحت لنا الفرصة خلالها لإمعان النظر والتبصّر أكثر في صلب عملنا مع أساتذة ومرشدين متخصصين من جامعة كامبريدج. كما ناقشنا بعض الأفكار حول السبل الكفيلة بتعزيز الجهود وحشد التأييد والدعاية لتحسين فرص الحصول على التعليم وتعزيز جودته في مجتمعاتنا".
ويأمل ياسين أن تمكّنه المعارف التي اكتسبها من هذه التجربة من توسيع نطاق مشروع "أورندا" وأنشطته، سيّما وأن المنظمة مستمرة في العمل على توسيع انتشار تطبيق التعليم الخاص بها، والذي بات عدد مستخدميه يتجاوز حاليًا 15,000 مستخدم، ويقضي الأطفال حوالي ثماني دقائق في المتوسط بكل جلسة لتعلم المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب. وبالإضافة إلى ذلك، يعد "تعليم آباد" التطبيق الأوسع انتشارًا في باكستان الذي يحتوي على مناهج دراسية تُدرّس باللغة الأوردية (اللغة القومية في البلاد)، ما أدى إلى انتشارها بين المغتربين الباكستانيين، ومنهم المقيمون في دولة قطر.
وفي هذا الصدد يقول ياسين: "نسعى الآن إلى الحصول على التمويل اللازم لمساعدتنا في توسيع نطاق استخدام التطبيق ليصل إلى أكبر عدد من المستخدمين. أما هدفنا فيتمثل حاليًا في الوصول إلى مليون مستخدم من الأطفال بنهاية عام 2021، وأشير هنا إلى أن عملنا بات يحظى بدعم الباكستانية ملالا يوسفزي، الحائزة على جائزة نوبل والناشطة في مجال التعليم".
يُذكر أن ياسين هو واحد من ثلاثة فائزين بالجائزة من باكستان، وواحد من 60 شابًا اختيروا من بين الآلاف من الشباب المتقدمين من أنحاء العالم للفوز بجائزة الملكة للقادة الشباب لعام 2018. وقد قامت لجنة قوامُها الشباب من مختلف أنحاء دول الكومنولث بتصفية المتقدمين واختيار المتأهلين للدور الثاني، لتقوم بعدها أمانةُ اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية ومنظمةُ "كوميك ريليف" والجمعيةُ الملكية للكومنولث البريطاني باختيار الفائزين.
أرسل تعليقك