فارقت السيدة الأولى السابقة في الولايات المتحدة، ماري تود لنكولن، الحياة في 16 يوليو/ تموز من العام 1882، حيث كانت زوجة الرئيس الأميركي السابق أبراهام لنكولن، وتوفيت السيدة الأولى في ظروف صعبة عن عمر يُناهز 62 عامًا، حيث طيلة فترة حياتها التي تلت زواجها من الرئيس السادس عشر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية ومجهض العبودية، مرت ماري تود لنكولن بالعديد من الأحداث التراجيدية التي جعلتها مكتئبة وأثرت بشكل كبير على مداركها العقلية حيث فقدت الأخيرة العديد من أفراد عائلتها التي تعلقت بهم بشدة وكانت حاضرة على حادثة إغتيال زوجها بمسرح فورد على يد جون ويلكس بوث (John Wilkes Booth).
وفاة ابنيها
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، عاشت ماري تود لنكولن بعد مضي 8 سنوات فقط على زواجها على وقع أولى أزماتها حيث فارق يوم 1 شباط/فبراير 1850 ابنها إدوارد بيكر لنكولن (Edward Baker Lincoln) الحياة وهو في سن الثالثة بسبب إصابته بمرض السل، حسب أطباء تلك الفترة.
ومع وفاته، ترك إدوارد بيكر لنكولن حزنا شديدا لدى والدته التي سرعان ما ظهرت عليها علامات الاكتئاب. وبعد مضي 12 عاما فقط، عاشت عائلة لنكولن على وقع تراجيديا أخرى في خضم فترة الحرب الأهلية الأميركية.
وفي يوم 20 شباط/فبراير 1862، ودّع أبراهام وماري لنكولن ابنهما الثالث وليام والاس لنكولن (William Wallace Lincoln) الذي فارق الحياة في ظروف صعبة عن عمر يناهز 11 عاما فقط عقب معاناة شديدة مع مرض حمى التيفوئيد.
اغتيال لنكولن
ويوم 15 نيسان/أبريل 1865، كانت السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية حاضرة على حادثة اغتيال زوجها حيث أطلق الممثل المسرحي جون ويلكس بوث النار على رأس أبراهام لنكولن مسببا له إصابة خطيرة لفظ أنفاسه الأخيرة بعدها بفترة وجيزة. وأثناء، جلوسها بجوار فراش زوجها الذي كان يصارع الموت بحضور عدد من الوزراء والشخصيات المرموقة، عمدت ماري تود لنكولن للبكاء بشكل هستيري ومزعج سرعان ما دفع بوزير الحرب إدوين ستانتون (Edwin Stanton) لطردها من الغرفة.
وخلال الأيام القليلة التي تلت وفاة زوجها أبراهام، كانت ملامح الوحدة والحزن واضحة على ماري تود التي وصف الحاضرون حينها بالبيت الأبيض مظهرها بالموحش. فضلا عن ذلك، رجّح الأطباء النفسانيون المعاصرون، حسب وصف ملامحها حينها، إمكانية إصابتها باضطراب ثنائي القطب عقب وفاة زوجها.
أضحوكة ووفاة ابنها الثالث
ومع مغادرتها للبيت الأبيض عقب وفاة زوجها، استقرت ماري تود لنكولن بشيكاغو واتجهت تدريجيا للإيمان بنظرية المؤامرة فشككت في وقوف عدد من المسؤولين السياسيين من أمثال الرئيس الجديد أندرو جونسون (Andrew Johnson) وراء عملية مقتل أبراهام لنكولن واتهمتهم بالسعي للتخلص منها أيضا لإخفاء الحقيقة.
من جهة ثانية، حصلت ماري تود لنكولن على تعويض ومعاش سنوي بلغت قيمته حوالي 3 آلاف دولار عقب وفاة زوجها إلا أن ذلك لم يكن كافيا لسداد ديونها وتغطية نفقاتها الكثيرة. وأمام هذا الوضع، حاولت الأخيرة بيع عدد من ثيابها الفاخرة بالمزادات قبل أن تتحول لأضحوكة لدى كثير من الأميركيين الذين سخروا من تصرفاتها الغريبة.
ويوم 15 تموز/يوليو 1871، مرت ماري تود بتجربة صعبة أخرى فاضطرت لفراق ابنها الآخر تاد لنكولن (Tad Lincoln) الذي غيّبه الموت وهو في سن الثامنة عشرة، عقب إصابته بالسل حسب عدد من أطباء تلك الفترة.
مصحة عقلية ووفاة
وعقب رحيل تاد، لاحظ الجميع تدهورا واضحا في المدارك العقلية لماري تود لنكولن التي لم يتردد ابنها روبرت، البالغ من العمر حينها 32 عاما، في إرسالها لمصحة عقلية عام 1875. وبعد أشهر، غادرت الأخيرة المصحة لتنتقل نحو أوروبا قبل أن تعود مجددا للعيش بمنزل شقيقتها بسبرينغفيلد (Springfield) بولاية إيلنوي حيث فارقت الحياة يوم 16 تموز/يوليو 1882.
قد يهمك أيضًا
جيل بايدن سيدة الولايات المتحدة الأولى المُقبلة تعرّف عليها
"فايزر" تعد الأميركيين بلقاح مجاني وإسرائيل تطلب دعم الولايات المتحدة للحصول على العلاج
أرسل تعليقك