قالت وكالة الأنباء الإماراتية، "وام"، إن نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم اعتمد تصاميم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، المُخطط له أن يصل إلى الكوكب الأحمر بحلول العام 2021 بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ50، لتصبح الإمارات من بين 9 دول فقط في العالم تطمح لاستكشاف المريخ.
وأكد محمد بن راشد، أن طموحات الإمارات هي الفضاء واستثمار الكوادر الوطنية لخلق إضافة للمعرفة البشرية حول كوكب المريخ"، مضيفًا: "مسبار الأمل يمثل قفزة نوعية في مسيرة الإمارات العلمية، وهو أول خطوة في العالم العربي نحو المساهمة في خدمة البشرية".
وأضاف حاكم دبي، خلال الزيارة التي قام بها حاكم دبي إلى "مركز محمد بن راشد للفضاء"، حيث افتتح المرحلة الثانية من المبنى المخصص لتصنيع وتجميع وتركيب الأقمار الصناعية في الإمارات، المجهز بأنظمة للقياسات الدقيقة وأجهزة لمحاكاة الحرارة الفضائية، إضافة إلى رافعة مخصصة لحمل الأقمار الصناعية خلال عمليات التركيب وتجارب فتح الألواح الشمسية من دون جاذبية.
ووفقا للوكالة، كانت المرحلة الأولى من مبنى تصنيع الأقمار الصناعية تضم غرفة أولية لتصنيع الأقمار الصناعية، ومختبرًا مخصصًا للهندسة الكهربائية ومختبرًا للهندسة الميكانيكية، حيث أنجزت المراحل السابقة من تصميم وبناء "خليفة سات" المخطط إطلاقه العام 2018.
وأوضحت الومالة الإماراتية، أن يتميز "خليفة سات" عن القمرين السابقين الكاميرا التي تلتقط صورًا بدقة 70 سنتيمترًا مقارنة بـ2.5 متر لـ" دبي سات-1" ومتر واحد لـ"دبي سات -2"، بالإضافة إلى سعة تخزين أكبر وسرعة أعلى في تنزيل الصور، ما يتيح التقاط عدد أكبر من الصور في وقت أقل، وهو ما سيسهل على المؤسسات الحكومية الوصول إلى نتائج أدق في دراساتها التي تجريها كلٌ في تخصصه، وبالتالي تقديم دعم أكبر للمشاريع التي تخدم البيئة والبنية التحتية والإنسان.
وأشاد بن راشد بإنجاز العلماء الإماراتيين، وقال: "دولة الإمارات تمتلك اليوم القدرات الكاملة لبناء وتصنيع الأقمار الصناعية من دون أي مساعدة تقنية خارجية، ونسعى لأن نكون مركزًا رئيسًا للصناعة الفضائية في المنطقة"، مؤكدًا "سوف نواصل الاستثمار في بناء كفاءات إماراتية في مجال تكنولوجيا الفضاء لنصبح مصدرا للخبرات المتميزة في العالم".
وأشار إلى أهمية الاستثمار في علوم الفضاء والتكنولوجيا الحديثة كتوجه استراتيجي لدولة الإمارات يدعم مصالحها الوطنية ويعزز مسيرتها في بناء اقتصاد قائم على المعرفة. وأضاف "نسعى خلال الأعوام المقبلة أن تكون دولة الإمارات مركزًا رئيسيًا في الصناعة الفضائية عالميًا".
وأوضحت الوكالة أن الإمارات تخطط لإطلاق المسبار الذي تم تدشينه العام 2015 خلال النصف الأول من العام 2020، قاطعًا مسافة 600 مليون كيلو متر قبل أن يصل إلى وجهته النهائية بعد 200 يوم من بدء رحلته بالتزامن مع احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي لـتأسيسها.
ويهدف مشروع "مسبار الأمل" إلى فهم التغيرات المناخية على المريخ، واكتشاف أسباب تآكل الغلاف الجوي له مما أدى إلى عدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه، بالإضافة إلى أنه سيوفر أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن الكوكب الأحمر، ليقوم فريق من الباحثين والعلماء الإماراتيين بدراستها ونشرها لأكثر من 200 مركز بحثي حول العالم، ليستفيد منها آلاف العلماء المتخصصين في علوم الفضاء.
ويعتبر "مسبار الأمل" أول مسبار من نوعه يدرس المناخ على كوكب المريخ على مدار اليوم وعبر الفصول والمواسم كافة بشكل مستمر، خلافًا للمسابير السابقة التي درست الغلاف الجوي في أوقات محددة في اليوم أو فصول معينة أو مدة زمنية محددة، وهو مشروع اعتمد في قياداته على العنصر الإماراتي من علماء ومهندسين وخبراء، بالإضافة إلى اعتماده على الشباب، ليصبح الفريق الإماراتي الأصغر في السن على مستوى العالم بمعدل عمري 27 عامًا، وارتفاع نسبة مشاركة المرأة في المشروع ليصل إلى 40 في المئة مقارنة بـ 15في المئة متوسط عالمي للمرأة في مجال الفضاء.
وتابعت الوكالة أن حاكم دبي افتتح خلال زيارته لأول منزل من نوعه في المنطقة يعمل بالكامل بالطاقة الذاتية المستمدة من الشمس، والمستلهمة من التكنولوجيا الفضائية مستخدمًا حلولًا تقنية وهندسة ذكية تناسب المناخ الحار والرطب، واستخدم في بناءه طبقات خشبية مع تجنب استعمال الأعمدة الحديدية التي تمتص الحرارة والمواد الموصلة للحرارة في النوافذ والجدران والأرضيات.
وتشمل الحلول تقنية التبريد بالمياه المبردة وتقنية العزل التام للهواء والحرارة في الاتجاهين، حيث تتم تهوية المنزل باستمرار بالهواء النقي عبر نظام تهوية ميكانيكي، إضافة إلى توفر نظام إدارة وتحكم ذكي يعمل بشكل تلقائي.
ويهدف استخدام هذه التقنيات والحلول إلى تقليل الحاجة إلى استهلاك الطاقة، إذ يتميز البيت بالحفاظ على درجة حرارة ثابتة بين 22 إلى 25 درجة مئوية طيلة أيام السنة، الأمر الذي يؤدي إلى الاستغناء عن أي جهاز تبريد تلقائي وهو ما يعني تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 75 في المئة، ليصبح نموذجًا حديثًا للبيوت التي تحافظ على البيئة، وتراعي أعلى معايير الصحة العامة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية وفلترة الهواء من الجراثيم والغبار والأتربة والحفاظ على درجة حرارة ثابتة للبيئة المحيطة لجسم الإنسان.
أرسل تعليقك