تيزنيت ـ وكالات
ضمانا لاستمرارية الموروث الثقافي اللامادي المرتبط بثقافة "إمعشار" بإقليم تيزنيت، قررت جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والرياضية والمحافظة على التراث بتيزنيت، تنظيم النسخة السادسة من مهرجان "كرنفال إمعشار" خلال الفترة الممتدة بين 24 إلى 27 يناير/كانون الثاني الجاري، بتنسيق مع عمالة إقليم تيزنيت والمجلس البلدي لمدينة تيزنيت والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وذلك بعدة فضاءات بالمدينة، منها ساحة المشور التاريخية وساحة الاستقبال ودار الثقافة ودار الشباب والمراكز السوسيوثقافية الخمسة بالمدينة والخزانة الوسائطية محمد المختار السوسي، والساحات العمومية بالمدينة العتيقة، إضافة إلى مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة.وتؤكد الجمعية على أن دواعي تنظيم هذا المهرجان، تكمن في العمل على بلورة إطار تنظيمي لفرجة إمعشار، واحتضان كافة الأفكار والاقتراحات الكفيلة بتطوير وتجديد الفرجة ودوام استمراريتها، فضلا على الإقبال الجماهيري المتزايد على الأشكال التراثية المحلية وفرجة إمعشار بالتحديد، كما تسعى الجمعية من خلال نسختها السادسة لمهرجان "إمعشار" بتيزنيت، إلى العمل على تثمين كافة المظاهر التراثية المحلية وجعلها تتبوأ مكانة متميزة على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني والدولي، علاوة على إشراك إمعشار في جهات مختلفة لتبادل الخبرات وتنويع الفرجات، سعيا لتحقيق الجودة والتطوير المتجدد والانفتاح والتعايش الثقافي.وتم اختيار شعار طموح لهذه الدورة يراهن على العالمية من خلال خلق الإجماع المحلي والجهوي والوطني حول ملف الترشح لإدراج فرجة امعشار ضمن روائع التراث اللامادي الإنساني لدى منظمة اليونسكو.ويتألف المهرجان من مجموعة من المحاور، منها محور الفرجات الشعبية، وكرنفال "إمعشار" والورشات التكوينية التي ستعرف المشاركين ببعض التقنيات والأساليب المستعملة في الفرجات (القناع -الملابس...)، بالإضافة إلى ورشات الحكاية الشعبية الأمازيغية وورشات الكتابة بحرف تيفناغ، وتكوين في مجال الدراما الأمازيغية، دون إغفال تكريم قيدومي امعشار بمدينة تيزنيت، الذين ما زالوا يحفظون في ذاكرتهم مختلف الطقوس الإمعشارية العريقة.كما يضم المهرجان في نسخته السادسة أمسيات احتفالية، تقدم فيها عروض موسيقية ورقصات شعبية متنوعة، تشارك فيها مجموعات وازنة من قبيل "مجموعة إزنزارن عبدالهادي، ومجموعة المشاهب وبنات أودادن"، وغيرهم من المجموعات الفنية بالمنطقة، وإضافة إلى معرض تراثي يتم خلاله إبراز غنى التراث المحلي بمدينة تيزنيت عامة وما يتعلق بشكل خاص بظاهرة إمعشار وانعكاساتها على المؤهلات السياحية بتيزنيت.كما يحتضن المهرجان معرضا للمنتوجات المحلية، وهو مناسبة لترويج وتسويق المنتوجات التقليدية الخاصة بالتعاونيات الفلاحية النسوية والمهتمة بالصناعة التقليدية المحلية من حلي وفضة وزيوت أركان ومختلف منتوجات الصبار، ومنتوجات محلية بيولوجية أخرى متنوعة.يذكر أن الفرجات المسرحية الشعبية بالمغرب، تعد بمثابة مستودع فني تراثي غني بالدلالات والتقنيات والأساليب المسرحية، التي بإمكانها المساهمة في صناعة الفرجة المسرحية المغربية المعاصرة.وفي هذا الإطار، تشكل فرجة "إمعشار" ظاهرة فرجوية تراثية متجذرة في المجتمع التيزنيتي، فمدينة تيزنيت كما هو الحال بالنسبة لمدن مغربية أخرى تزخر بجملة من الفرجات والأشكال التراثية من موسيقى ورقص وطقوس وميثولوجيا ومعارف وممارسات ذات صلة بالطبيعة والكون ومهارات مرتبطة بالممارسات الحرفية التقليدية، والتي تحتاج إلى نفض الغبار عنها وتثمينها، عبر تفكيك أنساقها وتًمًلُّك خطابها وفهم العلائق التي تقيمها مع محيطها.ويشار إلى أن مدينة تيزنيت احتضنت الدورة الأولى لكرنفال إمعشار، منذ سنة 2008، وتبعتها دورات أخرى تميزت في مجملها باحتضان المدينة لتظاهرات فنية وثقافية وسياحية وتجارية بالموازاة مع المهرجان. كما عرفت الدورة أمسيات فنية شارك فيها ألمع نجوم الغناء الأمازيغي، وكذا فرق الفنون الشعبية، بالإضافة إلـى فرجات إمعشار التـي احتضنتها ساحة المشور التاريخية بقلب مدينة تيزنيت العتيقة.كما شـهـدت الدورات السابقة أنشطة ثقافية وفكرية تمثلت فــي ورشات موضوعاتية، وندوات فكرية بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين حول فرجة إمعشار ومقاربتها من مختلف الزوايا العلمية، زيادة على معارض للمنتجات المحلية المختلفة، كما تعرف المدينة المدينـة خلال فترة المهرجــان انتعاشا تجاريـا وسياحيا منقطع النظير.
أرسل تعليقك