بيروت ـ وكالات
كثير من الطقوس والعادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال عبر السنين، كان لها أثر ووجود حقيقي في الحياة الدينية، ومارسها أشخاص بكل حذافيرها وتفاصيلها ،وعاشوا حياتهم كلها وهم في كنف هذه الطقوس، ومنها ما يسمى الطريقة المولوية أو الرقصة المولوية التي نشأت في تركيا في مدينة قونية حسبما يحدثنا الباحث محي الدن قرنفلة فيقول :
"هي طريقة دينية أسسها الأفغاني جلال الدين الرومي في مدينة قونية بتركيا وهي التي أثرت على المجتمع العثماني بعمق منذ نهاية الدولة السلجوقية، وبداية تأسيس الدولة العثمانية و حتى نهايتها.
ويعتبر الرومي الناظم للكثير من أشعار حلقات الإنشاد التي نسمعها اليوم ولن ندخل في تفصيلات الطريقة المولوية ولكن ما يهمنا هو ما وصل إلينا منها وهي رقصة المولوية التي باتت الآن تراثاً شعبياً يمارسه البعض في حلقات الذكر وفي الاحتفال بمناسبات دينية حيث يقوم المولوي برقصة دائرية تستمر لساعات طويلة في وسط الحلقة التي يوجد فيها الشيخ وهنا يقوم الراقص هذا بحركات مترافقة مع هذه الرقصة تجعله يحلق في عالم آخر يرتقي حسب زعمهم على حالة روحية فيها صفاء ذهني تخرجه كلياً عن العالم المادي ويرافق الرقصة نغم موسيقي على الناي الذي يشبه أنينه أنين الانسان للحنين بالرجوع إلى أصله السماويانتشرت المولوية في قونية بتركيا ثم انتقلت إلى حلب وبعدها إلى دمشق كما يوجد منها في مصر ولا تزال تمارس إلى الآن ولكن كلون من ألوان التراث الشعبي وسمي مكان ممارسة هذا الطقس بالسمع خانة وهو بالتركية المعربةسمى المريد المولوي درويشاً ويرتدي عباءة سوداء تسمى حرة وتدل على القبر وتحتها لباس ابيض فضفاض يدل على الموت وعلى الرأس قبعة بنية طويلة تسمى القبة وعندما يبدأ الانشاد يبدأ المريد بالدوران حول نفسه ومع اشتداد الايقاع تزداد السرعة وهذا يعطي حلقة الإنشاد جمالاً أكثر.
من تراث المولوية في حلب بقي عدة تكايا ومنها التكية المولوية التي تسمى المولوي خانه بعد ما تأسست عدة تكايا مولوية في سوريا في دمشق، وحماه، وحمص، واللاذقية، وحلب، و تعتبر المولوي خانه بحلب أكبرَها وأهمها.ويضيف فرنفلة :" تنشط في دمشق في عصرنا الحالي الكثير من فرق المولوية التي أصبحت تمارس هذه الرقصة وكأنها من التراث الشعبي الذي اعتاد الناس على مشاهدته في حلقات الانشاد وقلما نجد مناسبة دينية يحضرها المنشدون إلا ويرافقهم دراويش المولوية الذين يبهرون الناس بحركاتهم والتي لا يقدر أن يمارسها إنسان عادي .
لقد وصلت حفلات المولوية كل انحاء العالم عندما رافقت فرق الدراويش رابطة المنشدين السوريين بقيادة الراحل حمزة شكور الذي جال في الكثير من دول العالم يطلع الغرب والشرق على ماهية الانشاد الديني والمولويةومن هنا كانت المولوية طريقة دينية صوفية تمارس للتقرب إلى الله بطريقة معينة حتى نجدها الآن تراثاً شعبياً يسعد الناس لرؤيته وإحيائه من جديد" .
أرسل تعليقك