القاهرة ـ وكالات
تعرض قاعة المخطوطات في دار الكتب والوثائق المصرية بمنطقة باب الخلق في القاهرة حاليا المخطوطة التركية "قوتات كو بيليك" (وتعني بالعربية علم السعادة) التي تعتبر واحدة من روائع الأدب التركي.
المخطوطة بدأ عرضها الثلاثاء الماضي، وكانت قبل ذلك التاريخ منسية في خزائن فرع دار الكتب والوثائق المصرية في منطقة "رملة بولاق" بوسط القاهرة إلى أن انتبه المسؤولين هناك إلى قيمتها التراثية والأدبية الكبيرة.
وحضر مراسم بدء عرض المخطوطة "حسين عوني بوتصالى" السفير التركي لدى مصر، و"عبد الناصر حسن" رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في مصر، و"سليمان سيزر" مدير مركز "يونس إمره" للثقافة التركية، إلى جانب نخبة من المثقفين المصريين والأتراك.
من جانبها، لفتت إيمان عزالدين رئيس فرع دار الكتب والوثائق المصرية بمنطقة باب الخلق إلى أن مخطوطة "قوتات كو بيليك" تعتبر واحدة من أقدم المخطوطات؛ حيث يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ومؤلفها هو "يوسف خاص حاجب".
وتم العثور على هذه المخطوطة المكتوبة بالحروف العربية في القاهرة عام 1896، على يد المستشرق الألماني "موريتز" مدير ما كان يعرف آنذاك بـ "دار الكتب الخديوية" (الاسم القديم لـ: دار الكتب والوثائق القومية حاليا والتي كانت وقتها فرعا واحدا في منطقة باب الخلق).
وتنتمي هذه المخطوطة إلى أدب الشعر المسرحي، وتضم 6 آلاف و645 بيتا شعريا مكتوبا بأوزان "العروض".
وتقدم الأبيات الشعرية التي تضمها المخطوطة في شكل حواري بين أبطال المسرحية وهم: الملك "كون توغدي" الذي يرمز للعدل، ووزير الملك "آي تولدي" الذي يرمز للسعادة، وابن الوزير "أوغدولموش" الذي يرمز للعقل، إضافة إلى "أودغورموش" أحد أقارب ابن الوزير ويرمز لنهاية الحياة والآخرة.
وتدور فكرة المسرحية الشعرية حول كيفية تحقيق السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، ومن خلالها يقدم المؤلف للقارئ نصائح مفيدة في حياتية وفي فن الإدارة.
وعاش يوسف خاص حاجب مؤلف الكتاب في القرن الحادي عشر، وقام بقراءة كتابه أمام الملك "طوغاج قارة بوغرا خان" ملك تركمانستان آنذاك.
من جانبه، اعتبر سليمان سيزر مدير مركز "يونس إمره" للثقافة التركية أن عرض دار الكتب والوثقائق القومية في مصر لمخطوطة "قوتات كو بيليك" يفتح المجال أمام مجالاً الباحثين من المصريين والأتراك والأجانب من جميع أنحاء العالم لمشاهدة هذا الإبداع إلى جانب روائع ومؤلفات أخرى معروضة فيه".
ورأى أن هذه المخطوطة تعد "خير شاهد على ثراء اللغة التركية واتساع مفرداتها".
أرسل تعليقك