القاهرة - أ ش أ
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الطب المصرى القديم هو طباً علمياً كان يمارس وفق نظام علمى وعناية خاصة وقد اكتشفوا العديد من العقاقير المفيدة المستخدمة حتى الآن وتوصلوا إلى أن القلب مركز للأوعية المنتشرة بسائر أجزاء الجسم وأن كثيراً من الأمراض ناجم عن مرض الأوعية وحاولوا علاجها بتبريدها أوتهدئتها أو تبطيْ دورتها.وينفى ريحان تماما الاعتقاد بأن الطب المصرى القديم كان طباً أقرب إلى السحر منه إلى العلم وذلك وفقاً لما جاء فى كتاب د. حسن كمال إبن عالم الآثار الشهير المرحوم أحمد كمال باشا " الطب المصرى القديم ".وأضاف أن قدماء المصريين تركوا لنا كتباً للطب مازالت تدّرس بكبرى جامعات العالم وقد أطلق عليها قراطيس ومنها قرطاس إيبرس أضخم هذه الكتب المكتشف بالأقصر عام 1862 واشتراه الألمانى إيبرس وكان محفوظاً بدار تحف ليبزج بألمانيا ويرجع لعام 1550ق.م .. ويحوى 877 وصفة لأمراض عديدة وكل وصفة تحوى عدة عقاقير بالمقادير المطلوبة وطريقة العلاج به.
وأشار إلى أن هذا القرطاس تضمن حالات تشرح أعراض المرض والتشخيص والعلاج وعدداً كبيراً من حالات جراحية وقرطاس هيرست المكتشف بدير البلاص بالصعيد عام 1899 واشتراه الدكتور ريزنر عام 1901 وأهداه لجامعة كاليفورنيا ويضم 260 وصفة وقرطاس برلين الطبى الذى يعود لعام 1350ق.م ، وقرطاس أدوين سميث عثر عليه بمقبرة بالأقصر عام 1862 وبه تعريف عن علاج جرح عظمة الوجنة بوضع لحم طازج فى اليوم الأول ثم زيت وعسل يوميا حتى الشفاء وبه الكثير من علم التشريح ، وقرطاس لندن وقرطاس كاهون الطبى الذى اكتشفه عالم الآثار البريطانى بترى باللاهون بالفيوم عام 1889 ويعود لعام 1900ق.م وهو خاص بالولادة وأمراض النساء ، بالإضافة لقرطاس أرمن خاص بالأم والطفل وأعضاء الجسم والأحشاء
ونوه ريحان إلي تقدم المصريين القدماء فى علم الصيدلة وتحديد مواعيد الدواء بدقة صباحاً أو مساءاً قبل الأكل وبعده ، كما يرجع لهم الفضل فى ابتكار النشادر بسحق أو حرق قرون الحيوانات واستخدام قشرالرمان لطرد الديدان المعدية وشجر الخروع فى علاج الجروح وإنماء الشعر.وقال إن مصر القديمة اشتهرت بكثرة عقاقيرها واستعملوا نبات ست الحسن وهو نبات سام كمسّكن ومضاد للتشنجات وممدد للحدقة ومقلل للإفرازات ويوصف للربو والسعال والإمساك وصنعوا المراهم بمزج العقار بدهن الحيوانات والأقراص بمزج العقار بالعجين .كما ابتكر المصريون اللبوس واستخدموا الرمل الساخن فى العلاج واستعملوا ريشة النسر نقاطة لقطرة العيون وكانت العقاقير مستخلصة من النبات والحيوان والمعادن واستخلصوا الفيتامينات وعالجوا بها مرضى العشى الليلى وهو عدم الإبصار فى الضوء الضئيل والظلمة الناتج عن نقص فيتامين "أ"وعالجوه بشواء كبد الثور واكتشف حديثاً أن فيتامين أ يتواجد بكثرة فى الكبد
وذكر أن قدماء المصريين عرفوا التخصص فى الطب وكان كل طبيب لا يتخصص إلا فى فرعاً واحداً من فروع الطب ومنها تخصصات فى الباطنة والعيون والرأس والأسنان وغيرها وكانت هناك مصلحة حكومية خاصة بأطباء السراى والأطباء عامة وكان الأطباء مقسمينن إلى درجات بما يتماشى مع كادر الموظفين أوكادر الكهنة ، موضحا أن لأطباء كانوا أربع درجات :الطبيب العام، وكبير الأطباء، ومفتش الأطباء، ورئيس الأطباء كما ورد ذكر الطبيب الكبير ، ومنصب " الرئيس الأعلى لأطباء الوجه البحرى والقبلى " وهو مايشبه وزير الصحة حالياً ومازالت هذه المناصب حتى الآن طبيب عام وإخصائى واستشارى ومديرى مستشفيات ووكلاء وزارة ووزير ومن الأطباء العموم الطبيب (عنخ) دولة قديمة والمتخصصين الطبيب (واح دواو) رئيس أطباء العيون بالسراى الملكية ومن رؤساء الأطباء (أمنحوتب) الأسرة 18 ، 19 وقبره بأسيوط والطبيب (با – عى – منى) أسرة 12- 15 كبير أطباء مصر السفلى والعليا
و أكد ريحان على أن شخصية (امحوتب) أشهر أطباء مصر القديمة كان له منزلة رفيعة بمصر القديمة وصلت لدرجة رفعه لمرتبة القديسين وأمحوتب ومعناها (الآتى بسلام) هو وزير الملك زوسر 2780ق.م .. وكان طبيباً ممتاز وسياسياً ماهراً وكاهناً مرموقاً ومهندساً بارعاً ووصل إلى مركز مرموق يشبه مركز نبى الله يوسف عليه السلام حين جاء مصر وأصبح أميناً على خزائن الأرض وقد قدّس امحوتب بعد وفاته فى العصور الأخيرة كمعبود للطب تقدم إليه القرابين بهذه الصفة بغية الشفاء من الأمراض كما حرص المصرى القديم على وجود معاونى الأطباء المؤهلين لذلك ومنهم المضمدين فى معمل التحنيط فطريقة لف المومياء باللفائف تحتاج لمهارة فائقة فى التضميد لخبرة هؤلاء فى معاونة الجراحين بالإضافة لوجود طاقم تمريض مدرب وطاقم مدرب على الإسعافات الأولية.
أرسل تعليقك