الدوحة - قنا
تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، دشن سعادة السيد عبد الله بن خليفة العطية عضو مجلس أمناء هيئة المتاحف موقع الزبارة الأثري، وذلك بحضور عدد من كبار الزوار والمسؤولين والسفراء المعتمدين لدى الدولة.
وجاء هذا الاحتفال بمناسبة انضمام موقع الزبارة الأثري إلى قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمية والذي تم في 22 يونيو الماضي خلال الجلسة الـ 37 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، ليعد بذلك أول اعتراف وضم لموقع أثري قطري في سجل دولي، والذي يضم حاليا 911 موقعا طبيعيا وثقافيا.
وتضم لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو ممثلي 21 دولة، ويعين أعضاؤها من قبل الجمعية العمومية للجنة لمدة أربعة أعوام، ولدى الأعضاء صلاحية التصويت على إدراج المواقع الثقافية أو الطبيعية والتي يتم طرحها من قبل دولة عضو أخرى لليونسكو.
من جانبه، قال السيد فيصل النعيمي رئيس قسم الآثار بهيئة متاحف قطر إن افتتاح موقع الزبارة الأثري يمثل لحظة هامة لتراث قطر، مشيرا إلى أن هذا الموقع سياهم بشكل كبير في منح الفرصة للمواطنين والمقيمين للتعرف على تراث قطر بطريقة ملموسة.
ولفت رئيس قسم الآثار بهيئة المتاحف خلال كلمة له في حفل تدشين الموقع إلى أن عمليات التنقيب والدراسات التي أجريت في موقع "الزبارة" قد أثمرت عن اكتشاف عدد كبير من القطع الأثرية التي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، داعيا سكان قطر إلى زيارة هذا الموقع الأثري الهام والتعرف على أعمال التنقيب وتاريخ هذا الموقع عبر الصور والعروض وجولات السير التي تقام هناك.
وأكد على أن الآثار لم تعد هواية أو تجارة يتبادلها الناس، بغرض الإقتناء الشخصي، بل أشار إلى أنها غدت بحثا علميا في تاريخ البشرية عبر الحضارات المتعاقبة، مشيرا إلى أنه ومن هذا المنطلق أصبح التراث وثيقة تاريخية وثقافية للامم والشعوب، لذلك تعمل هيئة متاحف قطر على اكتشاف تراث الدولة العميق.
ونوه في هذا الشأن بأن دولة قطر غنية بالمواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين ومنها مدينة الزبارة الأثرية التي يعود تاريخها من القرن 17 إلى القرن 19، متقدمة بالشكر الجزيل للجهود المخلصة التي بذلتها سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر في دعمها الفائق لملف تسجيل مدينة الزبارة على قائمة التراث العالمي، التي توجت في نهاية المطاف بهذا الحدث العظيم.
بدوره، أعرب سعادة الشيخ فيصل بن فهد آل ثاني نائب المدير العام لميرسك قطر للبترول عن سعادته لحضور حفل تدشين موقع الزبارة الأثري المنضم لقائمة اليونسكو للتراث، متقدما بالشكر الجزيل لهيئة متاحف قطر وكل من ساهم في الحفاظ على التراث القطري وحمايته.
وقال نائب المدير العام لميرسك قطر للبترول إن دولة قطر تواصل استمرار مسيرة التقدم والازدهار في كافة المجالات يوما بعد يوم وذلك تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ووفقا لرؤية قطر الوطنية 2030، مؤكدا التزام "ميرسك قطر" برعاية وتشجيع كافة المبادرات التي من شأنها أن تساهم في خدمة دولة قطر ودفع عجلة التقدم إلى الأمام في المجالات المختلفة.
عرض فيلم قصير عن موقع الزبارة
وبعد حفل التدشين، تم عرض فيلم قصير عن موقع الزبارة والذي سلط الضوء على تاريخ هذه المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي لدولة قطر، ومن ثم تم رفع الستار عن مجسم الزبارة.
يذكر أن مدينة الزبارة قد اكتشفت في منتصف القرن الثامن عشر وأصبحت أحد أهم مراكز تجارة اللؤلؤ وتجارة المسافات البعيدة في الخليج، وفي أوج عصرها، كانت من أهم المناطق السكانية في قطر ربما عاش فيها أكثر من 6000 نسمة داخل أسوارها.
ودور المدينة كمركز تجاري انتهى فعليا في أوائل القرن التاسع عشر، ولكن سكانها لم يهجروا ما تبقى من الزبارة حتى أوائل القرن العشرين، وما بقي اليوم هو أطلال تمتد على مسافة 60 هكتارا مع بقايا البيوت، والمساجد، والمباني المحصنة الكبيرة، والأسواق، وقناة مع جدران محيطة، ومقابر خارج طوق مزدوج من التحصينات.
واللافت للانتباه أن طبقات من الرمال قد حمت وبشكل جيد موقع الزبارة الذي أعيد اكتشافه من قبل فريق من علماء الآثار الدانماركيين في الخمسينيات، لتشهد بعدها أعمال التنقيب من قبل فريق من علماء الآثار الدانماركيين والقطريين، حيث تم حتى الآن، اكتشاف جزء صغير فقط من الموقع، ولكنه أعطى نظرة استثنائية حول البنية الحضرية والمادة الثقافية للزبارة.
وعلى مدى السنوات الماضية، بذلت هيئة متاحف قطر الجهد ليس فقط في أعمال التنقيب ولكن أيضا في الترميم، ومن ثم تقديم نتائج هذا العمل إلى الجمهور.
وفي موقع الزبارة، توجد علامات إرشادية ممتدة على طول الطريق تشرح للزائر أعمال التنقيب والترميم للمباني، وأيضا عن النباتات والحيوانات التي تعيش في الزبارة، فقلعة عبدالله بن جاسم من أوائل القرن التاسع عشر، تبقى ومنذ فترة زمنية طويلة الوجهة الوحيدة في الزبارة، ولقد تم ترميمها وهي الآن تنتظر الزوار لإطلاعهم على تاريخ المدينة والبحوث القائمة.
وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء متحف صغير لعرض مكتشفات التنقيب والتي توضح حياة الناس الذين عاشوا في الزبارة، كما تعمل هيئة متاحف قطر لإحياء موقع الزبارة في المستقبل من خلال البرامج التعليمية مع التركيز على الآثار، والحرف التقليدية، والبيئة، والطبيعة، وكذلك من خلال المعارض ذات الصلة، كما سيتم افتتاح مركز الزوار ومتحف وموقع أثري رسميا في اليوم الوطني لدولة قطر في الثامن عشر من ديسمبر الجاري.
أرسل تعليقك