تشكل قضية نقل أسطوانات الغاز بطريقة غير آمنة، هاجسًا للعديد من المستهلكين، على الرغم من حملات التوعية للقيادة العامة للدفاع المدني ورجال الشرطة، والبرامج المقدمة من قبل وسائل الإعلام المطبوعة، والمسموعة والمرئية على مدار العام.
إن خطر سوء استخدام أسطوانات الغاز لا يزال قائماً، ومعه تلك المخاطر لمن يقدمون على نقل أسطوانات الغاز عبر مركباتهم الخاصة بطريقة غير آمنة، والتي من الممكن أن تتسبب بكارثة في حال انفجارها بالمركبة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، بل هناك بعض المستهلكين ينقلون الأسطوانة من إمارة إلى أخرى بالسيارات الخاصة.
"الاتحاد" استطلعت آراء المستهلكين حول طريقة نقل أسطوانات الغاز، وأشار الغالبية منهم إلى أنهم ينقلون الأسطوانات في مركباتهم الخاصة لعدم وجود بديل سريع لنقل الأسطوانة من شركات توزيع الغاز، كما أن مركبات النقل قد لا تكون غير متواجدة في المنطقة في الوقت الذي يحتاجونها فيه، وطالبوا بنظام أو اشتراطات تسمح، وتوفر لهم أسطوانات الغاز في وقت حاجتهم لها، وتجنبهم التعرض للمخالفات أو المساءلة القانونية.
ويرى سيف المرزوقي، أن الأمر ليس بالسهل، ويجب أخذ الحيطة والحذر حيال حمل أسطوانات الغاز في المركبات الخاصة.
ويقول: رغم حملات التوعية والتعليمات والإرشادات والمحاذير التي تقدمها الجهات المعنية من الدفاع المدني والشرطة ووسائل الإعلام، لا زلنا نرى كثيراً من الناس يقومون بحمل أسطوانات الغاز من محطات البترول إلى مركباتهم الخاصة، وهؤلاء يتجاهلون النصائح والإرشادات، ورغم وجود غرامات بحق المخالفين، فلا تزال هناك فئة لا ترتدع.
وأضاف: يجب الإكثار من الحملات التوعوية بين الفينة والأخرى، إضافة إلى أنه يجب منع محطات البترول من إعطاء أسطوانات الغاز للمستخدمين لأن في ذلك خطورة جسيمة، والأمر لا يستحق أن يغامر الشخص بحياته لقاء خدمة الغاز، لافتاً إلى أن شركات الغاز أو محطات البترول لديها موظفون وسائقون مرخصون يستطيعون تقديم الخدمة بشكل قانوني وسليم، وبعيداً عن المخالفة أو إلحاق الأذى بالمستهلك، ما يساعد في حل وحسم المشكلة وتخفيف الحمل أو العبء الذي قد يوقع أفراد المجتمع في المحظور أو المشاكل أو يلحق الأذى بالغير.
ودعا إلى الالتزام والتقيد باشتراطات الوقاية والسلامة التي يحددها الدفاع المدني والجهات المعنية بذلك، لحماية الأرواح والممتلكات العامة وضمان أمن وسلامة الجميع، من جهته، قال حمد المرزوقي: أضع اللوم على عاتق بعض الشركات المتخصصة في بيع الغاز قبل أفراد المجتمع، لأن ما يقوم به المستهلك ليس قائماً بدافع الإقدام على مخالفة القوانين والتعليمات، ولكنه قائم على استخدام خدمة الغاز في البيت، مضيفاً أنه وغيره من المستهلكين يقومون بحمل أسطوانات الغاز لتلبية احتياجات البيت، كونها حاجة ملحة وضرورة لا بد منها في كل بيت.
وأشار إلى ضرورة توفير خدمة حمل أسطوانات الغاز بطريقة مرخصة وتوصيلها للمستهلكين، لتلافي وقوع المستخدم في المخاطر والمهالك والتساؤلات القانونية، وحفاظاً على سلامة وأمن المجتمع من أمور لا تحمد عقباها.
من ناحيته، قال سالم القحطاني: إن أسعار الغاز مكلفة وبعض شركات الغاز تتلاعب بالمستهلك، ومحطات أدنوك وفرت خدمة أسطوانات الغاز للمستهلك الذي يريدها، والجميع يقوم بذلك لتلبية احتياجات البيت كونها من ضروريات الحياة.
وأشار إلى أنه يعتمد على نفسه في نقل وتوصيل الأسطوانات إلى منزله، أو قد يتصل بسائق العائلة الذي يوصل له الأسطوانة حتى باب البيت، وبذلك يضمن سلامته وسلامة مركبته من أي خطر.
وأضاف، هناك ضرورة لأن تكون المركبة التي تنقل الغاز مطابقة للمواصفات والمعايير التي تتوافق مع اشتراطات وتدابير الوقاية والسلامة التي تخضع للفحص في الجهات المختصة مثل الدفاع المدني والجهات المعنية، لافتاً إلى أنه توجد شركات تجارية تبيع الغاز بطرق مخالفة، ما يعرض المستهلك للمخالفة، كما أنني ألوم هذه الشركات التي تعطي أسطوانات الغاز لمن يريد دون رقابة أو تفتيش.
وتابع: الدفاع المدني ورجال الشرطة لهم جهود كبيرة في ذلك، ولكن تبقى التوعية مطلوبة، ولحل هذه المشكلة يتعين على شركة «أدنوك»، أن تضع معايير للوقاية والسلامة لكل شخص يريد أن يقوم بنقل أسطوانة الغاز في مركبته، كما يتعين وضع حلول لمثل هذه المشاكل العالقة وإلا فإن الحال سيظل قائماً، إضافة إلى أنه يتعين على الدفاع المدني أن يقوم بعملية تفتيش مستمرة ومراقبة للمحال التجارية في استيعاب العدد المسموح به في المستودع، وإذا ما كان الموقع ملائماً لتخزين أسطوانات الغاز، إضافة إلى أنه يجب أن يكون هناك تصريح لكل عامل يقوم بحمل أسطوانات الغاز في مركبته حفاظاً على المصلحة العامة.
ويرى خالد المنهالي، أن أسطوانات الغاز مصدر خطر على حياة الشخص والمجتمع، حيث توجد مخاوف من تعرض الأسطوانة للانفجار في أي لحظة وخاصة في فصل الصيف، فكيف يكون الأمر في حال وضعها في سيارة وفي مكان مغلق تصل فيه درجة الحرارة لأعلى درجاتها.
ولفت إلى أن هذه المشكلة تعتبر قضية متداولة بين الجميع ولن تنتهي إلا بتعاون الجميع من الجهات المعنية والمستخدمين، مشيراً إلى أن فكرة نقل الغاز من دون رخصة أمر خطير جداً وله عواقب وخيمة، وأنه يجلب أسطوانة الغاز بنفسه للبيت ويقوم بتركيبها، ولكن إذا ما تم توفير خدمة توصيل ومد أنبوب الغاز من قبل هيئة المياه والكهرباء، فإن الأمر سيكون سهلاً وميسراً.
مركبات مرخصة
وقال عبدالله الحمادي: عملية نقل الأسطوانة خطرة ولا مفر منها، متسائلاً: لِمَ لا تكون هناك خدمة لتعبئة ونقل أسطوانة الغاز عن طريق سيارة مرخصة، حتى نضمن أمن وسلامة الجميع خشية الوقوع في أمور قد تتسبب في إلحاق الأذى للمستهلك ومقدم الخدمة؟
وتابع: أسطوانات الغاز تعتبر أمراً خطيراً وقد تودي بحياة الكثيرين في المنازل، وتحتاج الأسطوانة إلى صيانة لاستخدامها من جديد، حيث إن بعض شركات الغاز لا تكترث بصيانتها، وتفكر فقط في تحقيق أعلى نسبة من الأرباح.
وأشار إلى أنه يجدر توفير مركبات خاصة من قبل شركة أدنوك لتعبئة أسطوانات الغاز ونقلها للبيوت والشقق السكنية، حفاظاً على أرواح الناس وضمان الأمن والسلامة للجميع، وطالب بقية شركات الغاز بالسير على نهج «أدنوك» من حيث اهتمامها بمنح الجمهور أحدث الأسطوانات، إضافة إلى أنّ أسعارها في متناول الجميع، ودعا الجهات المعنية بعمل حملات توعوية طوال العام وبطرق مختلفة، حتى تصل الرسالة لجميع أفراد المجتمع.
وقال إبراهيم خليل المرزوقي: لا بد من وجود حملة توعية شاملة، تشمل وسائل التواصل الاجتماعي، ومنابر الإعلام التقليدي، وغيرها من الأدوات المساعدة في تشكيل الوعي، كما أنه من المهم وجود لوحات إرشادية، وقوانين تمنع ذلك، وتشديد في المخالفات في حال ضبط سيارة غير مرخصة تنقل أسطوانات الغاز.
وتابع: إن الأمر بالغ في الخطورة وهناك مقاييس ومعايير يجب الأخذ بها عند حمل أسطوانة الغاز ونقلها من قبل المستخدم، مشيراً إلى أن كثيراً من الناس يقومون بحمل أسطوانات الغاز لبيوتهم رغم خطورة الموقف، والأمر يثير التساؤلات والقلق والمخاوف، واقترح أن يكون هناك خدمة لتوصيل أسطوانات الغاز وإلا فإن المشكلة والخطأ سيتكرر.
كما أن نقل أسطوانات الغاز يعد قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة ملحقة، بذلك أضراراً شتى، كما يجب أن تكون هناك مواصفات للوقاية والسلامة المتعلقة بهذه الأسطوانات في جميع المركبات، وأن يصدر قانون ملزم لأجل المحافظة على أرواح قائدي المركبات والسكان، وسلامتهم، خاصة في فصل الصيف، ووصول درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها، وإمكانية تدحرج أو انقلاب أسطوانة الغاز بشكل قوي وغير متوقع مع حركات المركبة في المنحنيات أو التقاطعات وانفجارها.
وقالت ندى حسن: ربما يلجأ البعض إلى حمل أسطوانات الغاز بمركباتهم الخاصة لاختصار الوقت عليهم، ولعدم سرعة الاستجابة دائماً من الجهات المعنية لنقل الغاز إلى المنزل، كون المنزل بأمس الحاجة لاستعماله، كونه أصبح أحد المستلزمات الضرورية لحياتنا اليومية، بالإضافة إلى أننا يجب علينا البحث عن الحلول البناءة بأسرع وقت ممكن لسلامة المجتمع، بعيداً عن عرض المشكلة لأن اليوم الجميع أصبح ينظر إلى الإرشادات والمخالفات ولكن لا يشغل لها بالاً، وتتزايد المخاطر بتزايد قلة الوعي ما بين الأفراد، وتساءلت: لماذا لا تكون هناك جهة معنية متخصصة ببيع أسطوانات الغاز وتوصيلها إلى المنازل بمركبات آمنة ومخصصة لنقل تلك الكوارث الموقوتة بدلاً من بيعها في المحلات التجارية والأسواق التي لا تمتلك المركبات المخصصة، ومحطات البترول التي لا توصل الأسطوانات إلى المنازل، مما يضطر المستهلك لنقلها بنفسه، وفي مركبته الخاصة؟
وتابعت: علينا إحياء الضمير الغائب عن الوعي، وتثقيف الذات لتعزيز الوعى المجتمعي، كما يجب أن تكون هناك ثقافة واعية لدى المستهلك، والالتفات نحو الإرشادات والتنبيهات، والتوجيهات التي تأتي من الجهات المعنية حول مخاطر تخزين أسطوانات الغاز، وتحميلها في المركبات الخاصة غير المصرح لها لحمل الأسطوانات، ونقلها من مكان إلى مكان آخر.
وتساءل حسن بن شرفا: إذا كان القانون يمنع نقل تلك الأسطوانات الخطيرة في المركبات الخاصة، بالإضافة إلى مخالفة المستهلك أثناء نقله لها في مركبته غير المخصصة، ولا توجد سيارات مخصصة لنقل الأسطوانات إلى المنزل، فما الحل؟.
وأضاف: إن أوقفت دورية شرطة سائقاً وفي حوزته أسطوانة غاز كيف يمكن للشرطي أن يحرر المخالفة، وأساساً لا يوجد هناك من ينقل تلك الأسطوانة من محطة أدنوك إلى منزل المستهلك، فأغلب المستهلكين ليست لديهم الثقافة الكافية في التواصل مع الجهات المعنية لحل المعاناة، وتسهيل تلك الضرورة الحتمية التي تشغل أكثر المنازل بكيفية التصرف، والتعامل مع الموقف ذاته.
وأوضح أنه يجب أن تكون هناك ندوات تعريفية، وتثقيفية ومطبوعات توعوية حول كيفية استخدام أسطوانات الغاز ونقلها، والحفاظ عليها في المنزل، ورعايتها كونها الألغام الأكثر فتكاً والموجودة بيننا في كل منزل، ومن ينقل تلك الأسطوانات يجب أن يكون ذا خبرة عالية بالتعامل معها من بداية مرحلة شرائها وحتى تركبيها في المنزل، حيث إنه عند تركيب الأسطوانة الجديدة يراعى فتح صمامها بالتدريج وبحذر لاستطلاع وجود التسرب، ويمنع دحرجة أو قذف أسطوانات الغاز حتى ولو كانت فارغة، ومثل هذه الأمور لا يعلمها الشخص العادي، بل المختص والمعني بالمسألة.
وتحدثت سلامة راشد المنصوري، أنها تسكن بمفردها في المنزل، وأغلب الأوقات تجد نفسها مضطرة لأن تذهب إلى محطات أدنوك المعنية بتوزيع أسطوانات الغاز، وفي الوقت نفسه تجد صعوبة ومعاناة في نقل تلك الأسطوانات إلى السيارة ومن السيارة إلى المنزل، متمنية أن يتوفر نظام نقل الأسطوانات إلى المنزل بمركبات متخصصة وأكثر أمناً، ولأقل الأمور سيتوفر مع المركبة عامل ينقل تلك الأسطوانة إلى المنزل ويضعها في مكانها المخصص، بدلاً من المعاناة والتعب الذي أشعر به في كل مرة.
وأوضح عمر بن قلالة العامري، أن هناك إرشادات ونقاط مهمة لاستخدام أسطوانات الغاز، كما يجب أن توزّع مع الأسطوانات، حيث يستعمل المستهلك تلك الإرشادات والتنويهات، وحتى المخالفات التي تترتب عليه إن أساء استعمال الأسطوانة أثناء شرائها، ومن الأفضل أن تكون هناك ورقة يطلع عليها، ويوقع بعد الاطلاع على النقاط الأساسية، كي يكون مسؤولاً عن أي مشكلة تقع، أو تكون الجهة المعنية لديها اليقين من علم المستهلك بكافة الإرشادات والنقاط الأساسية التي تحفظ أمنه وسلامته، مشيراً إلى أنه إذا كانت الإجراءات بهذه الطريقة فسيرى المستهلك مدى أهمية الأمر، وجدية المسألة، ولن يتهاون في نقل الأسطوانات ووضعها بأماكن غير مخصصة لها لأنه يعلم جيّداً مدى أضرارها، والعقوبة التي ستترتب عليه أيضاً.
ويرى رافد الحارثي، أن المسألة بحاجة إلى تكثيف وتثقيف واهتمام أكبر من الجهات المعنية، وحتى الجهات الإعلامية في نقل وتوصيل المعلومة للمجتمع، بطريقة تتماشى مع الوقت الحالي، ومدى أضرار الموضوع، وعواقبه الوخيمة، ومن يتجاهل تلك العواقب فإنه يعيش في اللاوعي واللامبالاة والعقوبة لن تؤثر فيه إن كانت ذاته غائبة وفاقدة الثقافة الحقيقية للأمر، فمن يضرب جل القوانين بعرض الحائط لن يوقفه إعلان أو إرشاد أو ورقة توعوية، بل علينا إحياء الضمير الغائب عن الوعي.
وأشارت أمل حاجي، إلى أنها تتمنى وجود سيارات محددة لشركة مختصة في توزيع أسطوانات الغاز لحل المشكلة، وتكون تلك السيارة متواجدة على مدار الساعة في المحطات المختصة بتوزيع أسطوانات الغاز، مما يتيح للمستهلك الاستفادة منها في التوصيل للمنازل ولو بمقابل مادي ويكون بشكل رمزي.
وتضيف: اليوم، وللأسف الشديد، أغلب مستهلكي لتلك الأسطوانات لا يدركون مدى خطورة نقلها بالسيارات غير المصرح لها، وسير المركبة في الشوارع والالتفاف في التقاطعات، يؤدي إلى عدم توازن الأسطوانات واحتكاكها بعضها بعضاً، ما قد يسفر عن انفجارها، وحدوث كوارث كبيرة لا مثيل لها قد تتسبب بخسائر فادحة.
أرسل تعليقك