أكَّدت مملكة البحرين ريادتها في مجال العمل الخيري باعتباره محركا رئيسيا للنهوض بالمجتمعات ويمثل قمة العطاء الوطني الإنساني، ويأتي هذا الازدهار الكبير في مجال العمل الخيري بالمملكة اقتداء وترجمة للتوجيهات الملكية للملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد التي تضع المواطن أولوية في جميع الخطط الوطنية.
وبمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري الذي يوافق الخامس من سبتمبر من كل عام، أكد الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية جهود المؤسسة وعملها على تعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع أكثر شمولاً ومرونة، وذلك بتوجيه كريم من قبل الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد وبدعم الحكومة برئاسة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ومؤازرة الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وفي ظل قيادة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.
ورفع الدكتور مصطفى السيد أسمى آيات الشكر والعرفان إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على الدعم الكريم الذي يحظى به العمل الخيري والإنساني في مملكة البحرين من قبل جلالته، وذلك لمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة.
وقال الدكتور مصطفى السيد في تصريح لوكالة أنباء البحرين إن من بين ثمرات اهتمام مملكة البحرين بالعمل الخيري والإنساني داخل مملكة البحرين وخارجها تلك الثمرة الغنية المتمثلة في حملة «فينا خير» المباركة التي أطلق مبادرتها وقادها بنجاح الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، إذ تم دعم المحتاجين والمقيمين ودعم الأسر المحتاجة ماديًا ودعم المتضررين من آثار فيروس كورونا من أصحاب المهن البحرينية المختلفة، إضافة إلى إنتاج الأسر المنتجة للكمامات، فضلاً عن دعم الدفاع المدني للتعقيم والتطهير، وتوفير حواسيب آلية للأسر البحرينية المحتاجة، ودعم برمجيات وتقنيات التعلم عن بعد، ودراسة تجهيز مختبر مركزي لفحص الوبائيات، وقد تكللت كل هذه المبادرات -بحمد الله وتوفيقه ثم بفضل تضافر جميع الجهود الوطنية- بنجاح كبير حاز إعجاب الجميع داخل مملكة البحرين وخارجها.
وأوضح أن إطلاق الشيخ ناصر وقيادته للحملة الوطنية «فينا خير» يعتبر تتويجًا للعمل الخيري والإنساني في مملكة البحرين حيث أسهم الجميع من مؤسسات وشركات ومواطنين ومقيمين في دعم الجهود الوطنية لمكافحة جائحة كورونا مما عمل على تعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع أكثر شمولاً ومرونة، وأوضح أن المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي أسسها الملك تعمل من خلال الرعاية الملكية الكريمة، للقيام بأعمال الخير والبر والإحسان وتنفيذ المشروعات التنموية والإنسانية بما يسهم في تعزيز روح التضامن الاجتماعي داخل مملكة البحرين بحيث تخدم وتساعد جميع الشرائح المستهدفة ضمن مبادرات وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى والتي ترتكز على تحقيق مجموعة من المحاور والأهداف الاستراتيجية من خلال تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع والأنشطة الإنسانية والتنموية داخل وخارج مملكة البحرين.
وقال الدكتور مصطفى السيد: «تعتبر المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية هي الحضن الدافئ للأيتام حيث تقدم لهم الرعاية الشاملة وتوفر البرامج التعليمية والتأهيلية التي تكفل لهم الراحة النفسية والاطمئنان وتؤهلهم لمستقبل واعد، ومن خلال الرعاية الملكية الكريمة والأداء المتميز تسعى المؤسسة للقيام بأعمال الخير والبر والإحسان والنهوض بدور إنساني واجتماعي واقتصادي يعود بالنفع على المواطنين والمساهمة في تنمية روح التضامن للارتقاء بالعمل الإنساني ودعم قدرات الفئات المحتاجة في المملكة، إذ تعمل المؤسسة بقيادة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على تنفيذ توجيهات جلالة الملك المفدى في تقديم الرعاية الشاملة والمتميزة لأكثر من 11 ألف يتيم وأرملة من مختلف مدن وقرى البحرين لتقدم لهم مختلف أنواع الرعاية الاجتماعية والتعليمية والصحية والأسرية والمادية، إلى جانب المشاريع التنموية في البحرين والتي يتم من خلالها ضمان مستقبل الأيتام».
وأكد خلال تصريحه لمناسبة اليوم الدولي للعمل الخيري حرص المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على التطوير المستمر لجميع خدماتها بما يضمن نجاح المهام الموكلة إليها، والعمل على مواكبة متطلبات النمو والتطور على أعلى مستويات من الجودة والتميز، حيث نجحت المؤسسة في مد العمل الإنساني حتى خارج البحرين لتكون وجهة تعين على التخفيف من الآلام التي يتعرض لها الأشقاء والأصدقاء في الدول الشقيقة والصديقة المنكوبة والمساعدة في مختلف الظروف، فمشاريع المؤسسة الخارجية لها ديمومتها كمصنع الأطراف الصناعية ومستشفى ومكتبة ومدرسة، لأننا نعمل على جانبين جانب إغاثي سريع تحتمه الظروف، وجانب تنموي بعيد المدى يعمل على خدمة المتضررين.
وأكدت نجوى عبداللطيف جناحي مديرة إدارة دعم المنظمات الأهلية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية أهمية الدور الكبير الذي تضطلع به المؤسسات الأهلية المعنية بالعمل الخيري في مملكة البحرين ضمن نشاطاتها المتعددة، موضحة أن الجمعيات الخيرية لها دور إيجابي في تطوير أوضاع الأسر المتعففة، مبينة وجود تعاون وتبادل معلومات بين إدارة المساعدات بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية والجمعيات الخيرية في سبيل تقديم أفضل الخدمات بطريقة حيادية.
وأشادت جناحي بجهود واهتمام السيد جميل بن محمد حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية الذي يعطي اهتماماته وأولوياته لتقديم التسهيلات للقطاع الخيري ودعم الوزارة لعملهم وتسهيل إجراءاتهم وإشراكهم وإدماجهم في قضايا مشتركة في مجال العاطلين والأسر المنتجة والأسر المحتاجة تطبيقا لرؤية الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي تضع المواطن أولوية في الخطط الوطنية.
وأوضحت جناحي أن الوزارة حرصت على تغيير مفهوم المساعدات من تقديمها كتبرعات مباشرة سواء كانت مالية أو عينية إلى تقديم مساعدات تنموية تتمثل في تغيير واقع الأسر ومساعدتهم على الإنتاج والاكتفاء، وبالتالي ثمة توجه لإعطاء الأسر أو الأفراد أدوات تمكنهم من تنمية أوضاعهم، سواء كانت المساعدات محلية أو خارجية.
ولفتت إلى أن مملكة البحرين استطاعت قطع شوط كبير في تقديم برامج دعم متطورة، منها تقديم المنح المالية وبرامج تطوير الأسر المنتجة وبرامج المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية إلى جانب برنامج المايكرو ستات الذي يقام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، ودعم بنك الأسرة وبنك الإبداع، وكشفت عن آخر تحديث لبيانات الجمعيات الأهلية إذ بلغ عددها 641 جمعية غير ربحية منها 111 خيرية و530 نفعا عاما، و39 جمعية تختص بالجاليات و7 تختص بالعمل الإغاثي وتقدم أعمالا خيرية لجالياتها، موضحة أن نهاية العمل في أي جمعية تتمثل بانتفاء الحاجة إليها.
ونوهت جناحي في ختام حديثها إلى توجه الوزارة لرصد أعمال الجمعيات وميزانياتها، وتشجيعها على التحول من تقديم مساعدات العوز إلى مساعدات المنح، فضلا عن تقديم خدمات تطوير المنظمات ووضع الخطط المستقبلية، مشيرة إلى أن العمل الخيري في مملكة البحرين لا يقتصر على المواطنين فقط بل يمتد للمقيمين أيضا من منطلق مبادئ حقوق الإنسان التي تساوي بين الناس في الإنسانية.
وأكد مبارك الحادي الأمين العام بالوكالة والمدير العام لجمعية الهلال الأحمر البحريني لـ«بنا» حرص الجمعية منذ نشأتها عام 1970 على تكريس مكانة البحرين على الخارطة الدولية للعمل الإغاثي الإنساني، مضيفا أن الجمعية نفذت على مدى الخمسين عاما الماضية الكثير من المشاريع الإغاثية حول العالم، جنبا إلى جنب مع النهوض بمهامها في مجال العمل الخيري داخل مملكة البحرين، بما في ذلك تقديم مساعدات دورية لأكثر من أربعة آلاف أسرة كريمة في مختلف مناطق المملكة.
وأشار الحادي إلى أن العمل الخيري جزء أصيل من نشاط الهلال الأحمر البحريني، لافتا إلى حرص الجمعية على التنسيق الدائم والفاعل مع مختلف الجمعيات والصناديق الخيرية في البحرين من أجل تعزيز فاعلية العمل الخيري عبر التنسيق والاستجابة السريعة والملائمة للمحتاجين، مؤكدا حرص الهلال الأحمر البحريني على العمل مع شركائه من الجمعيات والهيئات والمؤسسات التطوعية والخيرية من أجل تعزيز فاعلية حضور المملكة في مجالات العمل الإغاثي على الصعيدين المحلي والعالمي، وتقديم المساعدات للمستضعفين وضحايا الكوارث والصراعات داخل وخارج مملكة البحرين.
وأوضح أن نشاط لجنة الخدمات الاجتماعية في جمعية الهلال الأحمر البحريني يغطي جميع مناطق مملكة البحرين، حيث تقوم اللجنة بدراسة حالات الأسر المحتاجة وتقديم المساعدات المالية والعينية لها.
قد يهمك ايضا
حمد بن عيسى يأمر بصرف كسوة عيد الأضحى لأسر "الملكية للأعمال الإنسانية"
الطالب سلمان شبير يتبرع بهدية نجاحه للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية
أرسل تعليقك