بعد وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء، أعلن مجلس الوزراء أن ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أصبح أميرا للبلاد، بعد أن شغل مراكز قيادية مهمة في تاريخ الكويت.
وولد الشيخ نواف الأحمد الصباح في الخامس والعشرين من يونيو عام 1937 في مدينة الكويت، وهو الابن السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذي حكم البلاد في الفترة ما بين عامي 1921 و1950.
وللشيخ نواف 4 أبناء وابنة، هم الشيخ أحمد النواف والشيخ فيصل النواف والشيخ عبد الله النواف والشيخ سالم النواف والشيخة شيخة النواف.
وتولى الشيخ نواف الأحمد الصباح العديد من المناصب المهمة، لتبدأ رحلته في العمل السياسي في فبراير 1962، عندما تولى منصب محافظ حولي، حيث تمكن من تحويل المحافظة التي كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية وسكنية وجارية تعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وتولى مسؤولية محافظة حولي لمدة 16 عاما.
وفي مارس 1978، تولي حقيبة وزارة الداخلية خلفا للأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي تولي منصب ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء في بداية عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
ثم تولى الشيخ نواف منصب وزير الدفاع في يناير 1988، حيث "طور العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية".
كما اهتم بإيفاد البعثات إلى الدول الصناعية العسكرية للتدرب علي قيادة الطائرات العسكرية وكافة أنواع الأسلحة والمدرعات والمدافع التي يستخدمها الجيش الكويتي.
وحرص أيضا على تضمين عقود شراء الأسلحة بنودا تنص على تدريب العسكريين الكويتيين عليها وصيانتها، وفتح المجال واسعا لانخراط أبناء الكويت في السلك العسكري وإعطائهم الكثير من الامتيازات.
وفي أبريل 1991، عند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب تحرير الكويت وعودة الشرعية، تم تكليف الشيخ نواف بحقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث اتخذ قرارات لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين.
وفي أكتوبر 1994، تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، حيث ترك بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان، وعلى مدار 9 سنوات، بذل الشيخ نواف جهودا مضنية للوصول إلى أرقي المستويات والمعدلات في المؤسسات الأمنية المماثلة في أكثر دول العالم تطورا، وعمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.
وأرسى خطط التطوير في الحرس الوطني التي تعتمد على عدة محاور، أولها التنمية البشرية التي تتحقق بدءا من حسن اختيار الموارد البشرية، وثانيها التدريب الجاد المستمر والتحصيل العلمي سواء في المجال العسكري القتالي أو في النواحي التخصصية الفنية والإدارية، وثالثها الارتقاء بمستوى الفرد ورعايته صحيا ورفع روحه المعنوية.
كما أرسل العديد من منتسبي الحرس الوطني للخارج في بعثات ودورات عسكرية متطورة، وعمل على ترغيب الشباب الكويتي للانخراط في سلك الحرس الوطني.
وفي 13 يوليو 2003، عاد الشيخ نواف ليتولى حقيبة وزارة الداخلية، حيث يعتبر "بمثابة الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإدارتها المختلفة"، وفق ما ذكر موقع ديوان ولي العهد.
وفي 16 أكتوبر 2003، صدر مرسوم أميري بتعيين الشيخ نواف نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية .
وفي السابع من فبراير 2006، أصدر أمير دولة الكويت أمرا أميريا بتزكية الشيخ نواف وليا للعهد، وفي العشرين من الشهر نفسه، تمت مبايعة مجلس الأمة للشيخ نواف وليا للعهد.
عزى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء في أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وكتب الرئيس التركي عبر صفحته الخاصة على "تويتر" باللغة العربية: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأعرب باسم الشعب التركي عن مشاعر التعازي والمواساة الخالصة للشعب الكويتي الشقيق، سائلا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته".
نعى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، مشيدا بمناقبه ودوره.
وقال في بيان صادر عن الديوان الأميري: "إن المغفور له صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح كان قائدا عظيما وزعيما فذا اتسم بالحكمة والاعتدال وبعد النظر والرأي السديد، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه وأمته، والدعوة إلى الحوار والتضامن ووحدة الصف العربي والدفاع عن قضايا أمته العادلة، داعيا سموه الله تعالى أن يتغمد الراحل الكبير بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والأبرار ويجزيه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته، وأن يلهم الأسرة الحاكمة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق والأمتين العربية والإسلامية الصبر والسلوان".
بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان برقية تعزية إلى الكويت، بوفاة أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم الثلاثاء.
وأشار بيان صدر عن الديوان الملكي السعودي، إلى أن "الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تلقيا ببالغ الحزن وعظيم الأسى نبأ وفاة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح".
وأضاف: "قدم الملك سلمان وولي عهده خالص التعازي وصادق المواساة لعائلة آل صباح في دولة الكويت، وللشعب الكويتي الشقيق، وللأمتين العربية والإسلامية في وفاة الشيخ صباح، الذي رحل بعد مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء، وخدمة جليلة لبلده وللأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء".
وأكد البيان على أن "السعودية وشعبها يشاركون الأشقاء في دولة الكويت أحزانهم، ويبتهلون إلى الله جل وعلا أن يلهم الأسرة الكريمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل، وأن يديم على دولة الكويت وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار".
نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، واصفا إياه بالزعيم والقائد الحكيم، والأخ الكبير للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية.
وأعلن عباس الحداد وتنكيس الإعلام في فلسطين، وقال إن فلسطين خسرت برحيله قائدا عربيا وزعيما للإنسانية عز نظيره، أفنى حياته في خدمة أبناء شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، ووقف دائما إلى جانب قضيتنا الوطنية، وإلى جانب شعبنا الفلسطيني، وقضايا أمته العادلة.
وأضاف أن فقداننا لهذا القائد العربي الكبير في هذه الفترة الحساسة من تاريخنا هو خسارة كبيرة، مؤكدا وقوف فلسطين إلى جانب دولة الكويت وشعبها الشقيق في هذه الظروف الصعبة.
وقد أعلن الأردن الحداد 40 يوما، وقال الملك الأردني عبدالله الثاني، إننا "فقدنا اليوم أخا كبيرا وزعيما حكيما كان قائدا استثنائيا وأميراللإنسانية والأخلاق".
ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، نعى أمير الكويت، قائلا إنه "رجل الحكمة والتسامح والسلام، وأحد رواد العمل الخليجي المشترك، مؤكدا أن مواقفه ستظل في خالدة في ذاكرة الأجيال".
أما حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد فقد نعى أمير الكويت ووصفه بأنه أب الكويت الحاني، وقلب الخليج النابض وأمير الإنسانية النبيل.
ونعى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أمير دولة الكويت، معتبرا أن البحرين والأمتان العربية والإسلامية خسرت بوفاته قائدا حكيما كرس حياته في خدمة شعبه وأمته ودينه وخدمة الإنسانية وستظل أعماله ومنجزاته راسخة في الوجدان وستبقيه نموذجا يحتذى به في القيادة والبذل والعطاء، مستذكرا بصمات الفقيد البارزة في نهضة دولة الكويت وتطورها في كافة الميادين، وبدوره في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوطيد أركانها.
من جهة أخرى، نعى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أمير الكويت، وقال وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تغريدة عبر تويتر، إننا "نعزي أنفسنا وأهلنا في دولة الكويت والشعب الخليجي والعربي بوفاة أمير الإنسانية".
أعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام، وقالت الرئاسة المصرية: "وجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية لمدة ثلاثة أيام، وذلك لوفاة المغفور له سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، اعتباراً من اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر وحتى يوم الخميس الموافق الأول من أكتوبر 2020".
وكانت الرئاسة المصرية قد أصدرت بيانا "نعت فيه ببالغ الحزن والأسى أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم".
وقال بيان الرئاسة المصرية: "تنعي جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى سمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم، لتفقد الأمة العربية والإسلامية زعيماً عظيماً من طراز فريد، بعد عمر حافل بالعطاء والإنجازات في خدمة شعبه وأمته العربية والإسلامية ونصرة قضاياها".
قد يهمك ايضاً
مجلس الوزراء الكويتي يصدر بيانًا بعد قليل
رئيس وزراء الكويت يبلغ الحكومة بتحسن صحة أمير البلاد
أرسل تعليقك