القاهرة – عمرو والي
القاهرة – عمرو والي
أثارت تعديلات لجنة الخبراء بشأن دستور 2012 بشأن النظام الأمثل للانتخابات البرلمانية القادمة حالة من الجدل، ففريق يرى أن نظام الفردي سيعيد الفلول ورجال الأعمال للمشهد السياسي ويحصر الشخصيات المرشحة ممن يملكون النفوذ المالي والعائلي يرى فريق آخر أن نظام القوائم الانتخابية يثبت فشله عبر حفظ ماء وجه الأحزاب التي لا تتمتع بالشعبية وضمان المقاعد لها, كما أنها تسمح بوجود أشخاص مجهولة
بالإضافة إلى أن برامجها نادراً ما تنفذ ويعيد إنتاج حركات الإسلام السياسي مرة أخرى وقال القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني الدكتور أحمد دراج لـ"مصر اليوم" إن النظام الفردي في الانتخابات البرلمانية له بعض العيوب منها أنه قد لا يضمن التمثيل الكامل لفئات الشعب كلها بالإضافة إلى أنه قد يترك فرصة لأصحاب النفوذ المالي والسياسي وأضاف أن النظام الفردي يؤدي إلى إشكالية كبيرة ألا وهي من سيشكل الحكومة بعد انتخاب البرلمان، مما يدخل المال السياسي في تشكيل الحكومة، فضلاً عن قيام الأحزاب باجتذاب أعضاء من الخارج لتشكيل الحكومة ويرى دراج الحل الأفضل في نظام القوائم النسبية المفتوحة بشرط أن يكون عددها محدداً حتى تستطيع محاسبتها على البرنامج الذى تطرحه وقال الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع لـ"مصر اليوم" لكل نظام من أنظمة الانتخابات عيوبه ومميزاته، فالنظام الفردي يخشاه الأحزاب خوفًا من تحويل الانتخابات لمصالح شخصية، في حين أن نظام القوائم يسمح بدخول أشخاص غير معروفين سياسياً وغالباً لا تنفذ برامجها بالشكل المألوف وأضاف ربيع أن تحديد الهدف الذي تريده القوى السياسية وما الذي تتوافق عليه، هم الأصل بما يتفق مع مصلحة مصر وجعلها فوق الجميع وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور مصطفى علوي لـ"العرب اليوم" إن النظام الفردي يظل محل تخوف لدى الكثير من الأحزاب بشأن إعادة إنتاج التزوير واحتكار أفراد بعينهم مثلما حدث في الانتخابات السابقة وأضاف "النظام الفردي غالباً لا يمثل قطاعا كبيراً من المحافظات بالإضافة إلى إهدار فئات مثل المرأة والأقباط وغيرهم، مشيراً إلى أن الشعب يضع في المقام الأول ضمان انتخابات نزيهة تستهدف تحقيق أهداف الثورة وقال المرشح الرئاسي السابق أبو العز الحريري لـ"العرب اليوم" إن غالبية الفئة الناخبة من الشعب المصري تفضل نظام الانتخاب بالقوائم على أساس شخص معين أو أشخاص عدة يحظون بالثقة أو بسبب الفكرة العامة أو البرنامج السياسي، مشيراً إلى أن النظام الفردي يحتاج أموالا طائلة كما أن تقسيم الدوائر يغطي مساحة واسعة قد لا يستطيع تغطيتها وأضاف كل تيار يرى الأمور من منظوره الخاص فالمؤيد للنظام الفردي يرى أنه سيمنع الإخوان من الترشح والدخول للبرلمان القادم ومن يفضل نظام القوائم يرى أنه يحد من عودة الفلول والأموال الفاسدة بالإضافة إلى ضمان الأحزاب والحركات السياسية ولفت الحريري إلى أن الأجواء الحالية لا تساعد على قيام حياة برلمانية سليمة بسبب الشعب المصري الذى يعاني من الفقر والمرض والثقافة السياسية والانتخابية ويرى الدكتور رفعت السيد القيادي في التجمع في حديثه لـ "مصر اليوم " أن النظام الفردي بمثابة كارثة لأنه لا يضمن تمثيل الأقباط أو النساء أو الشباب في المجلس المقبل، مشيراً إلى أنه سيؤدي إلى تدمير الحياة الحزبية وأضاف أن النظام الفردي يحصر الاختيارات في نظام متحيز لكبار رجال الأعمال والعائلات، وسيكرر مشهد برلمان 2005 ذاته ويمنح الفرصة لمن لهم نفوذ وعلاقات فقط.
أرسل تعليقك