مدريد ـ لينا عاصي
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تناولت فيه العلاقة بين جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي لنادي "تشلسي" اللندني وديفيد مويس المدير الفني لفريق "مان يونايتد"، وقالت أن جوزيه مورينيو لم يضيع كثيرا من الوقت في محاولة إضعاف مكانة ديفيد مويس في الوقت الذي يستعدّ فيه الفريقان
لمباراتهما معا.
وتشير الصحيفة إلى أن "هناك تقارير تقول بأن مورينيو كان يرغب في تدريب مانشستر يونايتد قبل أن يقول السير أليكس فيرغسون كلمته ويفضل ديفيد مويس ليقوم بتدريب الفريق من بعده. ولكن مورينيو دائما ما يحاول أن ينفي تلك التقارير. وقد ابتسم مورينيو عندما سمع أحدهم يقول بان رجلاً بمثل حجم إنجازاته هو الأنسب لتدريب "أكبر فريق في العالم" ولكنه رد بكلمة "تشيلسي".
وكان مورينيو قد اعترف بثقافة الكذب في المؤتمرات الصحافية في عالم كرة القدم وقال "نحن نكذب". وهو يزعم أن فيرغسون كان قد قال له بأنه بصدد اعتزال التدريب وأنه قرر أن يبوح بهذا السر إلى مورينيو عندما كان مديرا لريال مدريد وذلك قبل أن يبوح به لعائلته أو أي فرد في "مان يونايتد".
وبالتأكد فإن فيرغسون سوف يرد على ذلك في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان "أليكس فيرغسون : سيرتي الذاتية" والتي سوف تصدر يوم 24 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وقبل أسبوعين من نشر كتاب "مورينهو في عالم كرة القدم" وبطبيعة الحال سوف تصطدم الجماهير بمزاعم والرد عليها.
لقد تحدث كلاهما عن الآخر على نحو مندفع. ويوما ما قال فيرغسون أنه ينبغي على مورينهو أن يسدّ فمه ويتوقف عن الكلام وقال ايضا أن مورينهو لا يحترم أحد في العالم إلا نفسه. وقد رد عليه مورينهو بقوله أن أليكس فيرغسون رجل ذكي ولكن مشكلته أنه يعتقد بأن الآخرين أغبياء.
أما عن علاقته بمويس فلم يكن هناك الكثير الذي يمكن ذكره سوى مشكلة تصريحاته ضد آندي جونسون في نادي إيفرتون، وقد هدد النادي بالشكوى إلى اتحاد الكرة الأمر الذي اضطر مورينهو إلى التراجع. كما أن مويس الذي كان يعمل مديرا فنيا آنذاك لإيفرتون قد بعث بخطاب إلى مورينهو يتمنى له حظا سعيدا عندما غادر تشيلسي.
ولم تكن هناك أكثر من ذلك بين الاثنين، والسبب في ذلك أن مباريات تشيلسي مع إيفرتون لم تكن تمثل مشكلة لمورينهو فعلى مدى ثماني مباريات بين الفريقين خلال فترة مورينيهو فاز تشيلسي خمس مرات وتعادلا ثلاث مرات.
وفي الآونة الأخير بدأت الأوساط الرياضية الإنكليزية ترى مورينهو وهو يبدأ أولى تعليقاته اللاذعة التي تستهدف مويس. وفي كل الأحول فإن الأمر يتطلب من الجميع أن يتنظر حتى يمر الأسبوع الثاني من هذا الموسم الكروي الإنكليزي.
وفي آخر مؤتمر صحافي لمورينهو سُئل عما إذا كان يتوقع استقبالاّ عدائياً من جمهور المان يونايتد بسبب محاولته إغراء واين روني للانتقال إلى تشيلسي ولكنه رد وبراءة الأطفال في عينيه بقوله "لماذا؟ هل هم يعادوني؟ إنني لم أقل إلى روني بأنها سيكون الاختيار الثاني لي. ثم تساءل مرة أخرى أهم بعد ذلك يعادوني؟
ثم قال مورينهو "نحن نريد أن نحصل على لاعب قال له مديره أنك سوف تكون خياري الثاني".
والواضح أن مورينهو يريد بذلك أن يقول مويس أخطأ وأنه يتحمل مسؤولية رغبة روني في الرحيل عن النادي، وأنه أولى بجمهور "مان يونايتد" أن يصب غضبه على مويس لا مورينهو.
وكان مويس قد أدلى بتصريحات ساذجة عندما قال أنه "في حالة إصابة روبين فان بيرسي فسنحتاج إلى روني. والتصريح في حد ذاته مهين لروني، ولكن من يقرأ بقية تصريحات مويس خلال المقابلة الصحافية التي أجريت معه في بانكوك يجد أن روني لايزال هو العنصر الرئيسي للفريق في نظره. الأمر الذي أثار لغطا كبيرا.
والواضح أن مورينهو يبدو وكأنه يحاول أن يصطاد في الماء العكر لاسيما وأن مويس لا يملك الحضور الذي كان يملكه سلفه أليكس فيرغسون.
وعندما سئل مورينهو عن علاقته بديفيد مويس قال أنه "لا يرتبط معه بعلاقة مثل تلك التي كانت ترطبه مع فيرغسون ولكنه ، كما يقول ، تربطه علاقة طيبة مع مويس وقال أنه بإمكانهما البدء في تكوين علاقة مثل تلك التي كانت بينه وبين فيرغسون".
وجرت عادة مورينهو أن يخلط السم بالعسل وهو يتحدث في مؤتمراته الصحافية، فهو يرحب بمويس ويثني عليه ثم يعقب ذلك بالتساؤل حول ما يكمن أن يفعله مدير فني ليس لديه خبرة أو لم يفز ببطولة مع نادي في بطولة أوروبا. وفي ظل ذلك يبقى السؤال هو: هل يصمت مويس إزاء ذلك أم أنه سيحتاج خلال هذا الموسم أن يكون عديم الاحساس؟
أرسل تعليقك