أشار تقرير "آفاق جديدة لصناعة البلاستيك في دول مجلس التعاون الخليجي" الذي أعده الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) بالتعاون مع شركة الاستشارات العالمية (نيكسانت)، إلى أن النمو الهائل الذي يشهده قطاع صناعة البلاستيك التحويلية في أسواق منطقة الخليج العربي سيساهم في دعم جهود تنويع اقتصادات أسواق المنطقة، إضافة إلى التغلب على تقلبات السوق التي تشهدها العديد من القطاعات الاقتصادية حول العالم.
ويقدم التقرير الذي تم نشره بالتزامن مع انطلاق فعاليات النسخة السادسة من منتدى جيبكا لصناعة البلاستيك التحويلية 2015، والذي تستضيفه دبي في الفترة بين 11 و12 كانون الثاني / يناير الجاري، رؤية شاملة لصناعة البلاستيك في المنطقة، حيث يشير إلى أن معدلات إنتاج خامات البلاستيك (البوليمر) في دول مجلس التعاون الخليجي قد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً نتج عنه طفرة كبيرة في حجم الصادرات إضافة إلى النمو المطرد في الطلب المحلي.
وتعد صادرات دول المجلس من البوليمر أحد أكبر الصادرات غير النفطية وتشكل إيراداتها نحو 35% من مجمل إيرادات الصادرات الخليجية غير نفطية.
ويشير التقرير إلى أن تركيز كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة في قطاع صناعة البلاستيك التحويلية ولما لها من دور في زيادة القيمة المضافة وخلق فرص عمل واعدة لمواطني الدولتين.
وأكد أمين عام الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا):الدكتور عبد الوهاب السعدون،" تهدف المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح من الدول الرائدة في مجال تصدير منتجات البلاستيك، مما سيساهم في توفير 17 ألف فرصة عمل في هذا القطاع. بينما تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً بالعاصمة أبوظبي نمواً متسارعاً كمحور أساسي لنشاطات صناعة البلاستيك التحويلية في المنطقة."
وأضاف الدكتور السعدون: " يعد التركيز على تحسين قطاع البتروكيماويات بشكل متكامل لدعم التنوع الاقتصادي لدول الخليج العربي من التوجهات السائدة في المنطقة." متوقعا أن يكون التحول نحو صناعات البلاستيك التحويلية الدور الرئيس في مواجهة التحديات القادمة ضمن التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، وذلك خاصة مع الانخفاض الحالي لأسعار النفط العالمية."
وأضاف الدكتور "سيساهم التركيز على صناعة البلاستيك التحويلية في رفع نسب الصادرات، مما سيولد المزيد من فرص العمل الجديدة وإضافة قيمة أعلى للاقتصادات المحلية، والتي أصبحت من أولويات حكومات المنطقة".
ويشير التقرير إلى العلاقة المباشرة التي تربط بين إجمالي الناتج المحلي ونمو الطلب على منتجات البوليمر.
وأوضح الدكتور عبدالوهاب السعدون: " يعد ارتفاع الطلب على منتجات البوليمر مؤشرا قويا للنشاط الاقتصادي المتنامي".
واختتم " تصل نسبة ما توفره الأسواق الخليجية من مجمل الطلب العالمي على منتجات البلاستيك إلى 7%".
وتابع "إن نمو الناتج إجمالي المحلي في المنطقة إلى جانب ارتفاع عدد السكان والمستويات الحالية المنخفضة من استهلاك البوليمر للفرد والتي تصل إلى 14 كيلوجراماً فقط، تشير إلى تسارع مستويات النمو في أسواق الخليج العربي."
وطبقاً لما أورده التقرير، فإن نمو خامات البلاستيك (البوليمر) في المنطقة مرتبط بشكل وثيق بإنتاج خامات التغذية الأثيلين والبروبلين حيث يتم استهلاك 70% من مجمل إنتاج الأثيلين في الشرق الأوسط لإنتاج البولي إيثيلين فيما يتم استهلاك 91٪ من البروبيلين لإنتاج البولي بروبيلين.
وتعد المملكة العربية السعودية أكبر منتجي البوليمر في منطقة الشرق الأوسط وبنسبة 56% من مجمل إنتاج المنطقة، مع الإشارة إلى الزيادة المطردة للطاقة الإنتاجية التي تشهدها المنطقة لدعم عمليات التصدير والصناعات الجديدة المعتمدة على البلاستيك.
ويشهد الطلب الإقليمي على البولي إيثيلين الذي يستخدم بشكل أساسي في صناعة التعبئة والتغليف، تزايداً بمعدل سنوي تراكمي نسبته 5.2 منذ عام 2008، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 6.2٪ مع حلول عام 2018.
يشكل الطلب على البولي بروبلين المستخدم في ألياف المنسوجات وأفلام التصفيح الحراري BOPP، في منطقة الشرق الأوسط كذلك ما يقدر بـ7٪ من مجمل الطلب العالمي. حيث من المتوقع أن يسجل هذا القطاع في الأسواق الخليجية خلال الأعوام الخمسة المقبلة نمواً بنسبة بـ7٪، وذلك لما تشهده هذه الأسواق من جهود تطوير صناعاتها التحويلية.
أرسل تعليقك