مع تولي صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد مسند الإمارة تبدأ الكويت حقبة جديدة، يستكمل فيها سموه مسيرة الآباء والأجداد من حكام الكويت الكرام الذين قادوا سفينتها إلى بر الأمان والازدهار، وحافظوا عليها من كل الأمواج والتقلبات المحيطة بها.
لاشك أن جميع فئات المجتمع الكويتي لها أمنيات وتطلعات خلال هذه الفترة التي ستبدأ فيها البلاد حقبة جديدة، وفي هذا الإطار، تحدث نجوم الفن في الكويت من أجيال مختلفة لمعرفة ماذا يريدون من قيادات الكويت في ظل العهد الجديد، إذ طالب عدد منهم بتأسيس جائزة تحمل اسم صاحب السمو الراحل الشيخ صباح الأحمد، لتساهم في تخليد اسم أمير الإنسانية مدى الحياة.
ودعوا إلى رفع سقف الحريات، وإنشاء دور المسارح الجديدة والمجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا، وتخفيف يد الرقابة على الأعمال الفنية، والخروج بالدراما من دائرة المشاكل الاجتماعية التي تدور فيها منذ سنوات، وتقديم أعمال جريئة تستعيد للكويت ريادتها، لافتين إلى ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعيدا عن المجاملات في التعيينات التي أثرت على أداء القطاعات المختلفة. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال الفنان داود حسين: "بداية نترحم على أميرنا الراحل (أبو الإنسانية) الشيخ صباح الأحمد تغمده الله بواسع رحمته"، مضيفا "أناشد القيادة الجديدة تأسيس جائزة سنوية باسم أمير الإنسانية، لأنه كان وزيرا للإرشاد والأنباء أو وزيرا للإعلام بالمسمى الحالي، ووضع اللبنات الأولى لتحقيق قفزة إعلامية غير مسبوقة، إذ كانت لسموه مساهمات فاعلة ثقافية وأدبية في العصر الذهبي للإعلام الكويتي، فنريد أن تكون جائزة صباح الأحمد فاعلة ومؤثرة ومحفزة، وهذا اقتراح أتمنى أن يجد قبولا لدى المسؤولين، لأن هذه الجائزة تحمل اسما عزيزا وغاليا علينا جميعا، أسكنه الله فسيح جناته".
وأضاف حسين: "كما أتقدم بالتهاني إلى صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الذي يستكمل مسيرة الآباء والأجداد من حكام الكويت العظام الذين أسسوا دولة حديثة ينعم أهلها بالرفاهية، وبهذه المناسبة نتمنى أن يكون هناك مزيد من الحريات في طرح المواضيع الدرامية على الشاشة أسوة بالدول المجاورة".
وأكد أن "الفنان الكويتي يتمتع بالرقابة الذاتية، ويحرص على وطنه وتقدمه، ولن يقدم سوى الأفضل، وما يخدم الفن الكويتي ويرتقي به ويقدمه بصورة ناصعة أمام الآخرين والدول الأخرى، فنحن شعب مثقف وواعٍ وقادر على تقديم الأفضل، لأن الدراما أصبحت تدور في فلك المشاكل الاجتماعية والعائلية والعلاقات بين الأسر، والشركات والخسائر والمكاسب، ولا تستطيع أن تغادر هذا الإطار، فالجمهور ملّ من التكرار والتشابه".
وأشار إلى أن "المزيد من الحرية سيمنحنا التطرق إلى موضوعات جريئة في قضايا أخرى أشمل، والجرأة هنا لا تعني الخروج عن تقاليد وأعراف وأخلاقيات المجتمع الخليجي المتوارثة، بل تعني فتح آفاق جديدة في الدراما بهدف الارتقاء بالأذواق والسلوكيات، والمساهمة بشكل جدي في إلقاء الضوء على مشاكل المجتمع، ومحاولة طرح الحلول أو وضع اليد عليها بهدف التنوير والبحث عن حلول، فبعض الأعمال الفنية المصرية طرحت قضايا مهمة تم من خلالها تعديل بعض القصور في القوانين أو سلوكيات المجتمع، فالدراما يمكن أن تلعب دورا مهما في المجتمع وتنويره والحفاظ عليه".
ولفت إلى أن "هذه الحرية ليست جديدة علينا بل كانت موجودة في السابق حينما قُدمت أعمال مثل (دقت الساعة وحامي الديار، وباي باي عرب، وباي باي لندن، وحرم سعادة الوزير، وممثل الشعب) وغيرها من الأعمال المهمة"، مشيرا إلى أن "الجماهير تطالب دائما في المجالس والمنتديات بتقديم مثل هذه الأعمال التي كانت تتميز بالطرح الجريء، فنقول لهم نحن أيضا نتمنى، لكننا ملتزمون بقرارات الرقابة".
الإعلام واجهة الكويت
من جهته، قال الكاتب المسرحي والأمين العام لرابطة الأدباء خالد عبداللطيف رمضان: "نتمنى في العهد الجديد أن يضع أصحاب الخبرة والمهارات الإعلامية في المراكز القيادية بوزارة الإعلام، لأن الإعلام هو واجهة الكويت في الخارج، فيجب أن يكون متميزا وفاعلا ونشيطا كما كان في سنوات ماضية في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، إذ كان من أفضل أجهزة الإعلام العربية، فيجب أن تهتم الحكومة الجديدة بإعادة ترتيب وزارة الإعلام".
وأكد رمضان أنه "يجب الالتفات إلى العمل الثقافي، فالثقافة تمثل القوة الناعمة لدولة الكويت الصغيرة بحجمها الكبيرة بعطائها وإمكاناتها البشرية، فهو بحاجة إلى دعم ومؤازرة، فالأجهزة الثقافية يجب أن تدعم بالكفاءات المميزة التي تتحمل المسؤولية في هذه المرحلة، لأنها تأثرت كثيرا بالتعيينات (البراشوتية) لأشخاص لا يملكون الكفاءة العلمية أو الخبرة المعرفية في المجال الذي وضعوا فيه، وترتب على ذلك تخلف العديد من الأجهزة في كل قطاعات العمل بالدولة، خصوصا في الإعلام والثقافة، ويجب تدارك الأمر، وترتيب الأمور، ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب".
أمير الطيبة
بدوره، قال الفنان محمد العجيمي "كل الأماني الطيبة لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، ونسأل المولى عز وجل أن يسدد خطاه لرفعة هذا الوطن واستمرار مسيرته المزدهرة فهو أمير الطيبة، ومعروف عن سموه دماثة الخلق، وهو أيضا راع للفن والشباب والرياضة، وداعم لهم بشكل كبير، فهو يعرف همومنا ومشاكلنا وقضايانا".
وأضاف العجيمي "عندما كان سمو الأمير وزيرا كان متواصلا معنا، ويحضر المناسبات المختلفة، فنتمنى أن تزيد مساحات الحرية في عهده، وأن تفتح لنا أبواب المسارح وتشيد مباني مسرحية جديدة، فالفن يحتاج إلى وقفة كبيرة من الدولة، لكي يستعيد ألقه وتميزه، فقد كانت الريادة للكويت لسنوات وعقود طويلة بسبب مساحة الحرية التي كنا نتمتع بها".
وأعرب عن أمله أن "تعود هذه المساحات لكي ينطلق المبدع الكويتي إلى آفاق رحبة في أعماله محافظا في الوقت ذاته على الأعراف والأخلاقيات التي يعرف بها الإنسان الكويتي"، مؤكدا أن "الكويت تستحق أن نبذل لها كل غال ونفيس من أجل ازدهارها وعودة ريادتها، فنحن في سباق مع الزمن لنواكب كل المستجدات التكنولوجية والعلمية. والكويت محفوظة بأمر الله لطيبة شعبها وقياداتها".
الفنان الكويتي
أما الفنانة عبير الجندي فقالت: "أتمنى أن يعود المسرح إلى سابق عهده، وأن يعود التلفزيون إلى إنتاج الأعمال الدرامية من جديد"، في حين أعربت الفنانة منى شداد عن أملها أن "يكون هناك اهتمام أكثر بالفنان الكويتي لكي يستعيد ألقه وتفوقه".
وقال الفنان والمنتج باسم عبدالأمير: "أتمنى الاهتمام أكثر بالفن؛ لأنه يثري حياتنا، ويهذب سلوكيات المجتمع فهو يحتاج إلى التفاتة من الدولة لتطويره ودعمه".
وذكر الفنان والمخرج نجف جمال "نتمنى دعم المؤسسات الفنية الكويتية وزيادة دور العرض المسرحي وتطويرها، وتخفيف يد الرقابة على الأعمال الفنية"، في حين قال رئيس مجلس إدارة فرقة مسرح الخليج العربي الفنان ميثم بدر: "نأمل دعم المسارح الأهلية".
وبدورها، قالت الكاتبة المسرحية تغريد الداود: "لقد تشرفت بتكريم صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد عندما حصلت على جائزة الدولة التشجيعية قبل عامين، ولمست في سموه هذا الدعم والاهتمام بالعناصر الشابة الكويتية والمشروع الثقافي".
سقف الحريات
وفي هذا السياق، اشتكى الفنان القدير جاسم النبهان ما تعانيه الرقابة في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن سقف الحريات انخفض كثيرا أخيراً، ويحتاج إلى دعم صاحب السمو.
وأضاف النبهان أنه في السابق كان يتم تنفيذ مسرحيات جريئة وقوية ضمن عروض المسرح الجاد، وتحظى تلك العروض بالمشاهدة والإعجاب والتأييد من الأمير الراحل، ومنها "دقة الساعة"، ولكن المشكلة تأتي في أن هذه العروض التي حققت نجاحا مدويا لا تعرض على الشاشة لتذهب في طي النسيان دون أن يراها أحد.
وتمنى النبهان أن تعود المسرحيات القوية والعروض الجادة للساحة من جديد برعاية سامية مؤكد أن سموه لا يقل عن سابقيه في دعم الفن والحركة الفنية واختيار عناصر مخلصة تساعمك في هذا لمصاب الأليم.
دعم وتأييد
بدوره، أكد الفنان القدير محمد جابر الشهير بالعيدروسي شعوره بأن سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لن يقصر مع أولاده الفنانين، فدعم الحركة الفنية الكويتية سمة آل الصباح دون اختلاف، آملا أن يستمر هذا الدعم والتأييد للفن والفنانين.
وأضاف العيدروسي أن سمو الأمير الراحل كان يولي اهتماما كبيرا بالفنانين ومطالبهم منذ أن كان وزيرا للإعلام، مستطردا: "كان يدعونا إلى مجلسه ويسألنا سموه ماذا تريدون وما مشكلاتكم وماذا ينقصكم، وكان يقول لنا أنا أحبكم، وكان يوصينا بالعمل بإخلاص، فقد كان يؤمن بالفنان ودور الفن في الداخل والخارج".
وأشار جابر إلى آخر لقاء جمعه بالأمير الراحل وسمو الأمير نواف الأحمد في عرضه المسرحي بفندق الجميرة منذ 4 سنوات في إحدى المناسبات الفنية، حيث قدم عرضا مسرحيا بمشاركة الفنان النبهان والمطرب نبيل شعيل الذي حضر بأغنياته.
وأضاف: "بعد العرض سلمنا على سموهما، وأعربا عن إعجابهما بالعرض وخاصة العروض الكوميدية التي تبهج الناس"، مضيفاً: حينها قال سمو الأمير الراحل كلمته الشهيرة "ما نبي الزعل"، إيمانا منه بأهمية الفن في الترفيه عن الجمهور، مما يؤكد حرصهما معا على دعم الفن والمسرح.
الإنتاج الإعلامي
عنوان فرعي
من جانبه، طالب الفنان عبدالرحمن العقل بعودة الدعم للمنتج الكويتي وللحركة الفنية لتحظى بحرية الكلمة والنص، فالعديد من النصوص الجيدة تفقد فرصتها للحياة عند باب الرقيب.
وأكد العقل أن الرقابة أمر مهم لا محالة، ولكن الرقابة الذاتية يجب أن تأخذ حقها وحريتها في الحكم على الأمور بدلا من وأد نصوص جيدة وتعطيل الحركة الفنية دون دواعٍ حقيقية.
وأضاف أن سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد يتحمل أعباء كثيرة كالتركيبة السكانية وأزمة كورونا وغيرها الكثير من الملفات الشائكة، ولكن هذا لن يعوق دعم الفنان والمنتج وتحقيق الجو الهادئ الذي يضمن القدرة على الإبداع والمنافسة.
الإنتاج الإعلامي
من ناحيته، أعرب المنتج محمد المعوشرجي عن أمله أن يحظى الفن في عهد صاحب السمو بذات الدعم الذي حظى به في عهد الأمير الراحل، وخاصة في ظل تراجع حركة الإنتاج الدرامي في السنوات الأخيرة.
وأضاف المعوشرجي أن الفن يحتاج لنظرة حانية من سموه، لتعديل العديد من الأوضاع المغلوطة ومنها ضعف الإنتاج الحكومي، مطالبا بعودة الإنتاج بقوة لتلفزيون الكويت وتفعيل وتنشيط دور المنتج المنفذ، بصورة أكبر لتعود الكويت لسابق عهدها.
وأكد أن المنتج الكويتي يحتاج الدعم المادي والفني، للخروج بأعمال درامية تليق بتاريخ الحركة الفنية في الكويت، ومنها ضرورة إنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي على طراز عالمي تليق بمكانة الكويت كهوليوود للخليج.
وشدد على أن وجود مدينة للإنتاج الإعلامي على أرض كويتية سيحقق انطلاقة غير مسبوقة في مجال الفن والإعلام الكويتي، وسيرفع عن كاهل المنتج أعباء عدة أهمها البحث المستمر عن مواقع تصوير مناسبة للأعمال وإيجارها المرتفع الذي يؤثر بالطبع على ميزانية وجودة العمل.
وأشار إلى أن أزمة النصوص التي تعانيها الدراما يعود جزء كبير منها إلى تعسف الرقابة وعدم اعتمادها على أصول فنية علمية سليمة، مما يعرق العمل الفني وجودته بصورة كبيرة.
وزير فنان
من جهته، قال الفنان نصار النصار إن الفنانين يحلمون بارتفاع سقف الحريات وعدم التضييق عليهم في الرقابة ومستويات الإبداع الفني.
واشتكى النصار بطء الإجراءات بوزارة الإعلام مما يعوق المنتجين والعمل الفني ككل، وذلك دون مبرر مقبول، لأن أكبر مشكلة تعانيها الجهات المسؤولة عن مراقبة الفنانين تتمثل في أن المسؤولين لم يعملوا بالفن ولم يكتسبوا خبرته، وهم يتعاملون مع الفنانين من منطلق إداري يختلف كليا عن واقع المهنة ورسالتها بالحياة.
وطالب بأن تشهد الفترة المقبلة تعيين وزير للإعلام يكون فنانا أو إعلاميا كالفنان الكبير والوزير الأسبق محمد السنعوسي الذي كان مخرجا ومنتجا عالميا وشارك في أعمال ضخمة كـ "الرسالة"، و"أسد الصحراء"، مع المخرج العالمي السوري الراحل مصطفى العقاد وحين تولى حقيبة الإعلام بذل جهداً كبيراً يشهد له الجميع.
التطور التكنولوجي
من جانبه، أعرب المخرج حمد النوري عن أمله أن يشهد العهد الجديد لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ظهور رؤى جديدة تواكب العصر والتطور التكنولوجي في المعدات الفنية وتكنيك التصوير وأجهزة الدعم الفني والإخراجي لتحقيق صورة فنية وإعلامية كويتية مشرفة.
وأكد النوري أن عودة العصر الذهبي للدراما والإعلام الكويتي هي أمنية كل العاملين بهذا القطاع، فضلاً عن الجمهور الذي استاء من تراجع مستوى الدراما الكويتية بالسنوات الأخيرة وعزف عن مشاهدة التلفزيون بقوة في انتصار واضح لمنصات العرض الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي رغم حداثتها.
وذكر أن الصحوة الفكرية والنهضة الثقافية ستدعمان تصدر الكويت المشهد الإعلامي من جديد، بهوية عربية وإسلامية وبجهود وكوادر وطنية لا ينقصها سوى الدعم والتخطيط الجيد للاستفادة من مقدراتها وإمكاناتها الكبيرة.
وأشار إلى ضرورة إحداث تغيير جذري وشامل وجاد للأنظمة والقوانين الإدارية التي تعرقل مسيرة العمل الفني داخل أروقة وزارة الإعلام، والتخلص من القوانين التي تقيد حرية الفكر والإبداع الفني، وأن يتم استبدالها بقوانين حية ومرنة تخدم المشهد الفتي وتتيح للأجيال الشابة فرص متكافئة كالتي حصل عليها جيل الكبار.
وقال النوري إن الاهتمام بالفن والإبداع هو اهتمام بصورة الكويت أمام العالم والتي يعكسها الفن بقواه الناعمة، ويتأتي ذلك بأفكار من خارج الصندوق لمواكبة التطور الهائل في تكنولوجيا التصوير الفني.
قد يهمك ايضاً
الكويت تستقبل أميرها الـ16 والشيخ نواف الصباح يؤدّي اليمين الدستورية
ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميرًا لدولة الكويت
أرسل تعليقك