المنامة-البحرين اليوم
لا أدري كيف تذكرت قبل أيام الصديق العزيز الفنان البحريني عبدالله الجزاف "رحمه الله"، الذي توفى في مارس من العام 2003 بعد معاناة طويلة مع المرض، إذ كنت أتصفح كتابا عن المسرح البحريني، واستوقفتني مسرحية "الفشت" التي شارك فيها الفنان الراحل، وكانت من أجمل وأروع العروض المسرحية التي قدمها مسرح الجزيرة في التسعينات، وكانت من إخراج جمال الصقر، وتمثيل مجموعة كبيرة من الفنانين لا يتسع المجال لذكرهم.لقد كان الفنان عبدالله الجزاف ولمن يعرفه معرفة كاملة ممثلا كبيرا بكل ما تحمله الكلمة من معنى رغم وفاته مبكرا، إذ توفي وهو في سن 42 عاما، ولعل أبرز ما يميزه هو عبقريته الخاصة في التعامل مع الأدوار التي تسند إليه، ورؤيته العجيبة للأحداث والحوارات.
وكل عمل كان يشارك فيه سواء في المسرح أو التلفزيون يعتبر تجربة فريدة من نوعها، واذكر انه قال لي (رحمه الله) على أيام تصوير مسلسل "تالي العمر" في النصف الثاني من التسعينات، حينما التقيته في إحدى الندوات أو الأمسيات الفنية لا أذكر تحديدا "أعرف ستسألني عن المسلسل، لله الحمد أنا سعيد بما أقدمه وأحاول إعادة واكتشاف خلق جديد لكل شخصية تسند لي".رحم الله الفنان العزيز عبدالله الجزاف، وأرى من الواجب أن نستعرض سيرته الفنية لأبناء الجيل الجديد الذين ربما لا يعرفون من هو، أو قد سمعوا معلومات قليلة عن هذا الفنان المتميز.
الجزاف كان أحد أعضاء مسرح الجزيرة البارزين، التحق بالمسرح العام 1978 وقدم العديد من الأعمال المسرحية المحلية مع مسرح الجزيرة، من أهمها: مسرحية "ممثل الشعب"، "كان يا ما كان"، "الدانة"، "الفشت"، ومسرحيات الأطفال "أبناء الوطن"، "بستان الكرز"، "المرحوم" وغيرها من المسرحيات، ومن أبرز أعماله التلفزيونية مسلسل "الكلمة الطيبة"، "ليل البنادر"، "تالي العمر"، "سعدون"، "آخر الرجال"، "أخوة الشر" وغيرها.أصدقاؤه ومحبوه يوصفوه بما يلي، يقول الفنان جمال الصقر: كان فنانا ملتزما ومحافظا على الصلاة والفرائض، ولم يكن متعصبا حتى في اختيار أدواره. كان عبدالله الجزاف في بعض الأعمال مديرا للإنتاج يقود العمل وينظمه.
وبدوره يقول الكاتب القدير حمد الشهابي: لقد استطاع الفنان الراحل عبدالله الجزاف أن يمثل موقعا مميزا في أدواره، ليس في المسلسلات والمسرحيات فحسب، وإنما حتى في قلوب المتفرجين والفنانين أصدقائه؛ كونه يحمل قلبا كبيرا وروحا تنطلق من موقع الصفاء والطيبة والمحبة لكل من يعرفه. الجزاف إنسان تعلم كيف يمد يده للخير، وكيف يربط قلبه مع الآخرين. فهو إنسان لا يبخل بما تجود به نفسه لكل من حوله.وكان هذا الرأي للفنان سعد الجزاف، المرحوم إنسان يبحث عن ذاته، وهو بذلك يعبر عن الروح الإبداعية والتوجه الصحيح للفنان من خلال ما تربى عليه ونهله من أول عمل مسرحي اشترك فيه إلى آخر عمل قدمه. كان رجلا مخلصا في علاقاته الاجتماعية والفنية، وكان يرغب دوما في توطيد علاقاته مع الجميع، ويبتعد عن المهاترات غير المجدية التي لا تخدم الفن وتعتبر مضيعة للوقت والجهد.
ذلك كان الفنان عبدالله الجزاف (رحمه الله)، الذي حمل رسالة الفن الصحيح ولو امتد به الزمن لغاية اليوم لكان من الكبار والرموز الفنية في وطننا العربي الكبير.
قد يهمك ايضا
مهرجان البحرين السينمائي يفتح باب استقبال الأفلام
مهرجان البحرين السينمائي يحدد موعد إطلاق دورته الأولى
أرسل تعليقك