لندن ـ كاتيا حداد
حذّرت منظمة الصحة العامة البريطانيّة من القفزة المذهلة في عدد الوفيات بسبب أمراض الكبد، الناجمة عن زيادة استهلاك المشروبات الكحولية، مشيرة إلى أنَّ الدراسة الإقليمية الأولى كشفت أنّ نسبة الوفيات ارتفعت إلى 40% على مدى الـ12 عامًا الماضية، مبرزة تضاعف النسبة عند الرجال أكثر من السيدات.
وبيّنت رئيس فريق البحث البروفيسور جوليا فيرن، أنَّ "تغيرات مواعيد عمل الحانات، ومعدل الاستهلاك الأعلى للكحول، يرتبطان مباشرة بارتفاع معدل الوفيات السريع والصادم".
كشفت الدراسة عن "الفجوة الكبيرة بين الشمال والجنوب، حيث أنَّ أربعة أضعاف من الشباب البالغين في بلاكبول يموتون بهذا المرض، وهو ما بلغ 58.4 لكل 100 ألف شخص، أما في بيدفوردشير 13 لكل 100 ألف".
وأظهرت النتائج وجود فروق معنوية في معدل الوفيات في أنحاء البلاد، بسبب أمراض الكبد، كما أنَّ السبب الرئيسي للموت في ازياد كبير في بريطانيا، بينما يتراجع في باقي أوروبا، فضلاً عن التباين في معدل الوفيات، فهناك اختلافات كبيرة في حالات دخول المستشفى بسبب أمراض الكبد.
ووصف خبراء الصحة في المملكة المتحدة الوفاة بأمراض الكبد بمثابة الوباء المتنامي، فهو يقع في المرتبة الخامسة بعد أمراض القلب والسرطان والسكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي.
وارتفع، بين عامي 2001 و2012، عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب أمراض الكبد في بريطانيا من 7831 إلى 10.948، بزيادة 40%، في حين أنَّ 5% من أمراض الكبد تعود إلى اضطرابات المناعة الذاتية.
وترجع أمراض الكبد إلى ثلاثة عوامل رئيسة، هي الكحول والسمنة والتهاب الكبد الفيروسي، حيث أوضحت فيرن أنَّ "مرض الكبد من أولويات الصحة العامة في البلاد لأنه سبب في ضياع حياة الشباب دون داع، لاسيما أنَّ أسباب الوقاية منه آخذة في الارتفاع، ولكن الحسبات تبيّن أنَّ 37% من الوفيات بأمراض الكبد سببها الكحوليات، ولذلك يجب علينا بذل المزيد من الجهد لرفع مستوى الوعي وطنيًا ومحليًا، وهذا هو السبب في أنه من المهم لدى الجمهور والمتخصيين فهم دورهم".
وأضافت "بين عامي 2001 و2003، وعامي 2010 و2012، ارتفع متوسط عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم سنويًا بسبب مرض الكبد في بلاكبول، وارتفعت النسبة من 58% إلى 64%، فيما كان معدل دخول المستشفيات بسبب الكحول أعلى بكثير من المتوسط في بريطانيا لكل من الذكور والإناث".
وأشارت إلى أنَّ "مرض الكبد يتطور بصمت، وتظهر علامته الواضحة وأعراض تغيراته لا رجعة فيها، وبالتالي فإنَّ تحديد الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر أمراض الكبد لهم الحق في الرعاية الصحية الأولية، وهي خطوة حاسمة أولى، فبعض الناس المتوفين بسبب أمراض الكبد لم يدركوا إصابتهم إلا في مراحل متأخرة جدًا، في حين أنَّ أعمارهم من الممكن أن تصبح أطول، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحفاظ عليها".
وأوضحت أنَّ "مرضى الكبد يأتون من الفئات المهمشة مع الإقامة غير المستقرة، والعديد منهم لا يستطيع تحدث الإنجليزية، وأخرين يجدون صعوبة في الحضور أو الالتزام بالعلاج، بسبب الإدمان على الكحول أو المخدرات".
ورحب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الكبد البريطانية آندرو لانغفورد بمستوى التفاصيل التي قدمها التقرير، مبرزًا أنهم "قدّموا أدلة لا تقدر بثمن، وأوضحوا للسلطات المحلية والعيادات ومهني الصحة العامة، كيفية زيادة الوقاية والتشخيص المبكر والرعاية والعلاج في الوقت المناسب"، معتبرًا أنّه "بذلك سيتم بدء علاج الكبد في أنحاء البلاد والحد من ارتفاع الوفيات في سن صغيرة بسبب أمراض الكبد".
يذكر أنَّ النواب البريطانيّين حثّوا حكومة كاميرون، في آذار/مارس الماضي، على مواجهة العواقب الكارثية، الناتجة عن تجاهل عبء أمراض الكبد، حيث يجب اتخاذ إجراءات للحد من هذه الزيادة، وتتضمن توصيات السعر الأدنى للعلاج، وتنسيق نهج وطني للوقاية من المرض، فضلاً عن ضمان رعاية أفضل والتشخيص المبكر.
أرسل تعليقك