سيدني ـ أسعد كرم
كشفت دراسة إحصائية حديثة أن كلاً من استراليا ونيوزيلندا أصبحتا من بين دول العالم الاكثر تقدماً من حيث انتشار البدانة فيها. والمعروف أن استراليا كانت من بين أكثر الدول المعروف عنها جمال المظهر وقوام الناس فيها.
وتقول نتائج تلك الدراسة أن معدلات البدانة في تلك الدولتين، قد ارتفعت ثلاثة أضعاف
خلال العقود الثلاثة الماضية، وتتزامن تلك الزيادة مع الزيادة الحادة التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية خلال نفس الفترة تقريبا. وتقول أحدث الإحصائيات أن ما لا يقل عن نسبة 60 بالمئة من البالغين في استراليا ونسبة 25 بالمئة من أطفالها، يعانون من البدانة وأن أوزانهم تزيد عن المعدلات الطبيعية.
وقد جاءت تلك الإحصائيات في تقرير صدر عن الأمم المتحدة هذا الشهر، والذي يقول "ان المكسيك والولايات المتحدة تتصدران ارتفاع معدلات البدانة في العالم المتقدم ويليهما بفارق ضئيل كل من استراليا ونيوزيلندا."
ويقول التقرير "أن السكان في العديد من الدول المتقدمة يزدادون وزنا، وأن هذا ليس بالأمر المستغرب في ضوء انتشار سلوكيات مثل عدم الحركة والمشروبات السكرية والأغذية الجاهزة". ووفقا لما جاء بالدراسة التي أجرتها منظمة "التعاون والتنمية الاقتصادية"، فإن نسبة 66 بالمئة من سكان نصف الدول المتقدمة يعانون من البدانة ويزيد وزنهم عن المعدل الطبيعي.
وتقول الدراسة "أن معدلات انتشار البدانة تبدو أسرع في استراليا مقارنة بغيرها من البلدان الصناعية المتقدمة". وعلى الرغم من أن معدلات البدانة قد شهدت مؤخرا ارتفاعا في الولايات المتحدة إلا أن القائمين على الدراسة يتوقعون بأن يستمر ارتفاع معدلات البدانة في استراليا في كل الفئات العمرية لفترة مقبلة لا تقل عن عشر سنوات".
وتقول السلطات الأسترالية أن هذا الميل نحو البدانة يكلف خزانة البلاد عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، بسبب انخفاض معدلات انتاجية الفرد والتعقيدات الصحية المباشرة الناجمة عن ذلك. وتقول السلطات الصحية في استراليا أنها تكافح من أجل إيجاد سبل للحد من ارتفاع معدلات البدانة في البلاد.
يذكر أن الحكومة الاسترالية قد رصدت مبالغ لتمويل برامج وطنية لتعليم أطفال المدارس مظاهر النمو السليم والاعتماد على الأغذية الطازجة، وتشجيع البالغين على استبدال المصاعد الكهربية بالصعود على الدرج، واستبدال الشيكولاته بالفاكهة. كما أن الحكومة تدعم ماليا عمليات جراحة خفض الوزن للمرضى بالبدانة. وهناك حملات إعلامية وإعلانية ضد الإفراط في تناول المشروبات السكرية. تطالب هذا الحملة بفرض ضرائب على تلك المشروبات. وتعرض تلك الحملات مخاطر الكرش من خلال صور غرافيك مؤثرة. وتقول أن البدانة تقربك من أمراض القلب والسكر والسرطان.
المعروف أن استراليا أنها واحدة من البلدان المصدرة للسكر الخام في العالم وأنها تصدر نسبة تزيد عن 80 بالمئة من انتاجها من السكر الخام الذي يعود إليها في شكل سكر مكرر وأن معدلات استيراد واستهلاك السكر المكرر في تزايد.
أرسل تعليقك