واشنطن - رولا عيسى
واشنطن - رولا عيسى
قال عالم رائد في علم النفس إن خلط الكحول مع مشروبات الطاقة للحصول على طاقة أكبر يمكن أن يكون أكثر ضررا مما تقول البحوث حاليا. وحسب البروفيسور بيتر ميلر فإن الأندية التي تخلط الفودكا مع مشروبات مثل ريد بول الواسع الشعبية قد تنخدع بالطمأنات التي تبثها الدراسات المختبرية التي لا تعكس الآثار الحقيقية لخلط هذا المشروبات سوياً. ويضيف أن هناك مخاوف متنامية بشأن الأضرار التي قد تنشأ من خلط
الكحول ومشروبات الطاقة وما يمكن أن تحققه من مستويات عالية من التسمم'. وتظهر استطلاعات الرأي أن ثلاثة من أصل أربعة طلاب فى جامعات في أوروبا والولايات المتحدة تتناول بانتظام مثل هذه التركيبات. وقال أستاذ مساعد علم النفس في جامعة ديكن في أستراليا البروفيسور ميلر " الدور الذي تلعبه مشروبات الطاقة يتم بحثه، وغالبية العمل البحثي يتناول فقط آثار خلط المستويات المنخفضة من الكحول مع مشروب الطاقة. وأضاف أنه على الرغم من أن بعض الباحثين قد انتهوا إلى أننا لا ينبغي أن نشعر بالقلق إزاء المخاطر، إلا أن كثيرا منها يتم تمويلها من قبل صناع ريد بول. وفي المؤتمر الذي عقد أخيرا في أستراليا ، أربعة من أصل خمسة باحثين قدموا بحوثا عن الكحول ومشروبات الطاقة تلقوا دعما ماليا من ريد بول. هكذا يقول البروفيسور ميلر، الذي يقوم بالكتابة في المجلة الطبية البريطانية (BMJ ).لقد تلقوا تمويلا لحضور المؤتمرات العلمية الدولية، وكلهم خلصوا إلى أنه لا يوجد دليل على أن الجمع بين مشروبات الطاقة والكحول يؤدي إلى زيادة الشرب أو يسبب أي ضرر . ومع ذلك، فإن الدراسات التي تبحث في الربط بين أشكال معينة من السلوك وبين خليط من مشروبات الطاقة والكحول، تظهر أن هؤلاء هم أكثر عرضة لاستهلاك كميات أكبر من الكحول و الانخراط في أعمال عدوانية.وقال البروفيسور ميلر كنت قلقا لأن البحث لا يمثل المستويات الحقيقية للاستهلاك في العالم الحقيقي، لأن الدراسات المخبرية تقتصر على اختبار آثار مشروبات كحولي واحد مع مشروب واحد للطاقة، وتقول إنهما سويا يعادلان فنجاناً من القهوة القوية.وأضاف أن قرابة % 40 من الناس في شوارع مدن استراليا في ليلتي الجمعة السبت يشربان بكثافة، وربعهم على الأقل يشرب أكثر من عبوتين من مشروبات الطاقة. وأضاف "لقد قلت فشلت البحوث الحالية في إثبات أن التأثير المنبه لهذا الدمج يزيد من خطر الإصابات والضرر الناجمين عن تعاطي الكحول". وقال البروفيسور ميلر "لكن النتائج المطمئنة جاءت أساسا من الباحثين الذين يتحدثون في المؤتمرات حيث لا يدرك الجمهور مدى ما يتمتع به رعاة هذه الصناعة من نفوذ " . وأضاف 'أنا لا أعني هنا أن هناك علاقة سببية، ولكن مجرد نوع من الربط. فهناك مخاوف بشأن الدور الذي تلعبه ريد بول، خصوصا في دعم المؤتمرات التى يعقدها باحثون تكون نتائج أبحاثهم مناسبة لهم. وجود المتحدثين نفسهم في المؤتمرات كافة في أنحاء العالم والتي تمولها شركة ذات مصالح مالية قوية يثير تساؤلات عن اللياقة وعن نتائج الأبحاث التي من الممكن أن تستخدم بوصفها استراتيجية للتسويق التجاري". والباحثون المستقلون هم فقط من قالوا إن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتقييم هذه المخاطر.وقال البروفيسور ميلر ' فمن الأهمية بمكان أن يكون الجمهور على ثقة من نتائج البحوث بشأن هذه المنتجات. وعلى منظمي هذه المؤتمرات أن يتأكدوا ما إذا كان الباحثون في هذه المشروبات قد تلقوا أي دعم أو تمويل أومنح لحضور تلك الاجتماعات و المؤتمرات".
أرسل تعليقك