لندن ـ سامر شهاب
تراجعت معدلات الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 40 % في 16 عاماً فقط وذلك بفضل تزايد استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول. وساعد وصف أدوية ضغط الدم أيضا في انهيار وانخفاض هذه المعدلات بين كبار السن، وهم الأشخاص الأكثر عرضة لآثارها المدمرة. وتم إحراز تقدم كبير في علاج المرضى الذين
يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم. ستة ملايين بريطاني يتناولون أدوية لخفض ضغط الدم، وبالإضافة إلى ذلك، أكثر من ثمانية ملايين يتناولون الستاتين لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، مما يعني أن هذه الأدوية هي أكثر عقاقير يتم وصفها للمرضى في بريطانيا.
واستجاب كثير من المرضى الأكبر سنا أيضا لحملات الفحوص الطبية، وإجراء تغييرات لنمط حياتهم مثل تخفيض نسبة استخدام الملح في طعامهم. ونتيجة لذلك، انخفضت حالات السكتات الدماغية من 247 لكل 100،000 شخص عام 1995، إلى 149.5 شخص عام 2010 ، وفقا لباحثين في كلية كينغز في لندن. وقال رئيس مجلس إدارة جمعية "ضغط الدم Blood Pressure" الخيرية في المملكة المتحدة البروفيسور جراهام ماكجريجور، إن معدلات السكتة الدماغية شهدت هبوطا في أنحاء المملكة المتحدة نتيجة الاعتماد على علاجات أفضل. وأضاف "لدينا الآن أدوية ضغط الدم أفضل ويتم استخدامها على نحو أكثر فعالية، وأضاف "كان يتم وصف دواء واحد من قبل، ولكننا نعرف الآن أنها تعمل بشكل أكثر فعالية في تركيبتها، وأنها غالبا ما تكون أكثر قبولا لدى المرضى، وتتميز بأن لها آثارا جانبية أقل، بحيث يتناولونها ولا يتركونها في خزانة الأدوية، والستاتين يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 30 إلى 40 في المائة، لذلك فهي تلعب دورا أيضا، ولكننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، "وقال إن الدراسة أظهرت وجود نسبة كبيرة من السكتات الدماغية كان يمكن الوقاية منها.
وأضاف "أن كل مريض ينتهي به الحال إلى جناح السكتة الدماغية هي لائحة اتهام آسف يدل على فشلنا لمساعدته للوقاية منها". وقال المحاضر في الإحصاءات الطبية في كلية كينجز كوليدج لندن والمؤلف الرئيسي لهذا البحث، الدكتور يانزهونج وانغ، إن "هذه الدراسة التي تبحث السكتة الدماغية هي الأكثر شمولية في المملكة المتحدة، وتظهر انخفاض بنسبة 40 في المائة من السكتة الدماغية خلال 16 عاما، وهي أخبار جيدة'، السكتات الدماغية تؤثر على قرابة 152 ألف بريطاني كل عام، وغالبا ما يكون سببها ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستويات الكولسترول. وينصح بشكل روتيني المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بتغيير نمط حياتهم وتناول كميات أقل من الملح، وفقدان الوزن، والتقليل من شرب الكحول، وتناول المزيد من الفاكهة والخضروات وممارسة التمارين الرياضية.
الدراسة، التي نشرت في دورية "السكتة الدماغية" الطبية قامت بتحليل سجلات لـ4،245 مريضا يعيشون في جنوب لندن ممن أصيبوا بالسكتة الدماغية لأول مرة في الفترة بين عامي 1995 و 2010 . لكن من المحتمل تطبيق النتائج على بقية البلاد، وذلك وفقا لقول الباحثين. قال الدكتور وانغ "انخفضت المعدلات في الرجال، والنساء، ومجموعات ذوي البشرة البيضاء وأولئك الذين تتراوح أعمارهم أكثر من 45 عاما. لكنها لم تنخفض بين الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 عاما والجماعات ذوي البشرة السوداء". وأضاف "أسباب ذلك ليست واضحة تماما ولكنها قد تكون بسبب ارتفاع السكر و السمنة في هذه الجماعات، إذا لم يتم عكس هذا الاتجاه يمكن أن نواجه قلقا كبيرا في الصحة العامة حيث أن العجز على المدى الطويل ، نتيجة السكتة الدماغية، سيشكل ضغطا على خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية."
ويدعو الباحثون إلى بذل جهود أكبر لتحديد الشباب المعرضين للخطر، بما في ذلك المرض المصابين بالسكر. وقال البروفيسور "توني رود" المؤلف المشارك في الدراسة "' من الضروري أن نبدأ في فهم أسباب الاختلافات في ذلك وكيف يمكننا معالجتها. دون هذا نحن نتجه فقط لرؤية اتساع في نسبة التفاوت الصحي بين سكان المملكة المتحدة'.
أرسل تعليقك