أسوة ببلدان أجنبية تستفيد من خدمات السياحة الداخلية، قرر عماد أسمر إطلاق مبادرة "بلدك سياحتك" لتنشيط الموسم السياحي في لبنان.
اختار أسمر 14 بلدة ومدينة لبنانية ليضعها ضمن لائحة طويلة تسلّط الضوء على ميزات كل منها. ويروج لهذه المواقع مجموعة من الفنانين الذين أخذوا على عاتقهم تقديمها كل على طريقته، لجذب اللبنانيين المقيمين كما السياح العرب والأجانب.
وكما بلدات البترون وأنفه وبشري في شمال لبنان، تضمّ هذه اللائحة مدينة صور وبلدة جزين في الجنوب. ومن المدن والبلدات الأخرى التي تتضمنها المبادرة دوما، وعنجر، وبسكنتا، وضهور الشوير، وزحلة وغيرها.
ويقول عماد أسمر صاحب الحملة ومنفذها في حديث "هذه الفكرة تراودني منذ فترة لأن لبنان لم يأخذ حقه. بلدان كثيرة محيطة بنا تعرف كيف تسوق لمنتجعاتها ومواقعها الأثرية ولمدنها وطبيعتها، فيما تغيب هذه الخدمات عن خارطة لبنان السياحية. صحيح أن هناك مبادرات خجولة تجري في هذا السياق ولكنها لم تكن شاملة بما فيه الكفاية، كما لم يسوق لها بالطريقة اللازمة".
وحسب عماد أسمر فإن اختيار 14 مدينة وبلدة لبنانية لإدراجها في هذه الحملة جاء من مبدأ الكشف عن ميزات سياحية يجهلها كثير من اللبنانيين.
"قلة من الناس سمعت مثلًا بمنطقة "جيتيه" في بشري. وهي تلة مرتفعة تقع بين السماء والأرض ومطلة على منظر طبيعي خلاب. "إنّها تشبه إلى حد بعيد بتضاريسها تلك التي حفظناها من فيلم (ليون كينغ) الشهير والتي يقف عليها الأسد، واستخدمها منتجو هذا العمل السينمائي على ملصقه الترويجي. كذلك بالنسبة لبلدة دوما وعنوانها الهدوء والاسترخاء. وهي نموذج للقرية اللبنانية الأصيلة المغطاة بيوتها بالقرميد".
ومن المناطق التي تروج لها هذه المبادرة بلدة أنفة الواقعة على الساحل الشمالي والمعروفة بـ"سانتوريني لبنان". "وسط هذه المنطقة وداخل البحر، يمتد لسان أرضي صغير يقارب قلعة أنفة الأثرية بطول 400 متر وعرض 50 مترًا تسكب عليه الشمس أشعتها عند الغروب. وتشكل مشهدية رائعة يمكن لزائرها وهو وفي وسط المياه أن يستمتع بلوحتها".
فنانون لبنانيون تحمسوا لهذه المبادرة ووافقوا على المشاركة فيها من دون أي شرط. "سيكونون بمثابة سفراء سياحة يحكون في مقاطع مصورة عن الخدمات والمعالم وبيوت الضيافة التي تتضمنها كل مدينة أو بلدة يمثلونها". يقول عماد أسمر في سياق حديثه: "سيجري عرض هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة".
الفنان جورج خباز ابن بلدة البترون يتولى الترويج لها، فيما يتولى الفنانون غي مانوكيان ومايك ماسي وسامي كلارك ونيقولا مزهر الترويج لبلدات عنجر وأنفة وضهور الشوير وجزين. ويعلّق عماد أسمر: "هناك باقة من الإعلاميين تشارك أيضًا في هذه المبادرة أمثال منى أبو حمزة عن بلدة الباروك وجوزف طوق عن بشري ونخلة عضيمي عن بلدة كفردبيان".
وتشير سندريلا مجاعص المسؤولة التنفيذية عن المبادرة في حديث لـ"الشرق الأوسط" إلى أنّ "وزارة السياحة اللبنانية تدعمنا في هذه الخطوة التي تقام تحت رعايتها. وأردناها أن تمد لبنان وأهله بالطاقة الإيجابية التي يحتاجونها في هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى. أمّا البلديات فتلعب دورًا كبيرًا، إذ تقع عليها مهمة الإشراف على خدمات سياحية تقدمها مناطقها كي تبدو بأفضل حلّة".
مطاعم ومقاهي وفنادق وبيوت ضيافة ستجند قدراتها لإنجاح هذه المبادرة التي تمتد على طول موسم الصيف، أي لغاية نهاية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.
أمّا العنوان العريض الذي تحمله هذه المبادرة فهو "صيفيتك بلبنان هذه السنة". ويوضح عماد أسمر: "رغبنا في تسهيل الأمر على اللبنانيين المقيمين كما المغتربين. فمن هم في لبنان لن يكون السفر متاحًا إلّا لقلة منهم. فلماذا لا يستفيدون من طبيعة بلادهم ويتعرفون على مناطقها السياحية؟ فهم في الوقت نفسه يحركون العجلة الاقتصادية ويساهمون في رفع منسوب مداخيل سكان هذه القرى والبلدات، التي تقدم خدماتها المتنوعة في مجالات الضيافة والطهي والرياضة وغيرها".
"أنا مصيّف بلبنان" ستكون العبارة التي سيستخدمها غالبية اللبنانيين في موسم الصيف وتكون العنوان الأساسي لهذه الحملة. "جميع المناطق السياحية المندرجة على لائحة (بلدك سياحتك) ستكون بمتناول الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونعمل على نشرها في البلديات. ومعها سيتسنى للسائح اختيار المنطقة التي يريدها ويطّلع على الخدمات المتوفرة فيها، كي يحجز مكانًا في ربوعها مع الأصدقاء أو أفراد عائلته". يختم عماد أسمر لـ"الشرق الأوسط".
قد يهمك ايضا
9 شركات طيران عربية تعود إلى العمل مع رفع حظر" كورونا"
تقرير يُظهر أن مطاعم ألمانيا تئن في زمن انتشار وباء "كورونا"
أرسل تعليقك