دبي -صوت الإمارات
حالة جديدة من الوعي تعكسها مؤشرات المتابعة الجماهيرية، التي يمكن استشفاف بعض ملامحها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، دفعت باتجاه مزيد من الاهتمام بالبرامج عموماً، لتنافس بشكل كبير الدراما، التي لم يعد اسم النجم هو المروج الأهم لها، بل المضمون والفكرة، وصولاً لاستكشاف مزيد من ملامحها مع توالي عرض حلقاتها.
وقفزت البرامج بشكل ملحوظ إلى دائرة اهتمام المشاهدين، لكن اللافت أن بعض البرامج التي اعتادت أن تضمن لنفسها نصيب الأسد من إثارة الجدل الجماهيري، وأيضاً الاعلامي، قد خفت بريقها، لاسيما أن أصحابها باتوا يكررون أنفسهم، بل ووقعوا في الشَرَك السنوي ذاته، الذي سبق أن تعرضوا لحملات مقاطعة بسببه، وهو الابتذال، وخدش حياء المشاهدين، والسخرية اللاذعة من الضيوف.
وإذا كانت مقاييس شركات الدعاية والإعلانات تشير - بشكل مسبق - إلى أن أي عمل للفنان المصري الملقب بالزعيم، عادل إمام، سوف يكون في محل صدارة المتابعة والاهتمام، كما أن برنامج المقالب السنوي الذي يقدمه الممثل رامز جلال كل عام بأسماء مختلفة، سوف يضمن وجوداً مهماً في سياق الأكثر جدلاً ومتابعة، فإن جولة سريعة على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن استطلاع عينة عشوائية للمشاهدة، سوف تبرهن على العكس.
وعلى الرغم من حالة الإقبال الملحوظة على مشاهدة البرامج ذات الفكرة والمضمون الجيدين، مثل برنامج "قمرة" لأحمد الشقيري، وبرنامج "من الصفر" لمفيد النويصر، و"الإيمان والعصر" لعمرو خالد، و"لحظة" الذي يشهد أول إطلالة للكاتب الإماراتي ياسر حارب على شاشة "إم بي سي"، عبر برنامج علمي جماهيري، عقب خمس سنوات من تقديمه لبرنامج "ما قل ودل" على شاشتي دبي وأبوظبي، فإن بعض برامج المقالب الشهيرة، قد تحولت إلى تقليدية، وشهدت عزوفاً ملحوظاً في الاهتمام، مقارنة بحالات جدل كبيرة أثارتها في المواسم السابقة.
ويعد برنامج "رامز بيلعب بالنار" واحداً من أكثر البرامج التي تعرضت لهجوم، وانخفاض في الشعبية، على عكس النسخة الماضية "رامز واكل الجو" التي رغم وجود حملات لمقاطعتها بسبب احتوائها على الكثير من الألفاظ والإيحاءات المبتذلة، إلا أنها ظلت في دائرة اهتمام الجمهور حينها بقوة، حيث استمر رامز على النهج الساخر ذاته من ضيوفه، فضلاً عن حجم السباب الهائل، وعدم وجود مغزى من البرنامج، سوى تكرار المقالب مستغلاً شهرة ضيوفه.
وبعد سنوات من استعانة رامز جلال بأسد، من أجل إخافة ضيوفه، عاد هاني رمزي على قناة "الحياة" هذا العام للأداة نفسها، لكن في شكل مختلف، عبر برنامج المقالب "هاني في الأدغال"، ليقع في دائرة التكرار والسخرية نفسها من ضيوفه من المشاهير، فضلاً عن احتواء البرنامج على الكثير من الألفاظ الخارجة.
ويعد برنامج "صدمة"، الذي يبث على شاشة "إم بي سي" استثناء من نوعية برامج المقالب الساخرة، حيث يقدم البرنامج محتوى هادفاً، من خلال عرض ردة فعل الجمهور، حينما يشاهدون موقفاً لا يقره العرف أو التقاليد أو الذوق العام، وذلك في عواصم ومدن عربية عدة، بشكل متتابع، منها دبي والقاهرة والرياض وبيروت وبغداد، لتكون الرسالة الواضحة للبرنامج هي تشجيع السلوك الاجتماعي الإيجابي، وعدم السلبية تجاه مواجهة تلك المواقف.
ومن بين البرامج المحلية، التي حافظت على وجودها لمواسم متتالية عدة أيضاً برنامج "السنيار"، الذي يقدمه المذيعان: أحمد عبدالله وليلى المقبالي، وهو برنامج تراثي مباشر، يقدم المعلومة التراثية الموثقة، في أجواء تراثية متميزة، كما يقدم المذيعان: أيوب يوسف وإسماعيل عبدالله برنامج "عقب التراويح" على قناة "نور دبي"، محققين ميزة التواصل المباشر مع اتصالات المشاهدين، وتقديم المعلومة في أجواء مرحة أيضاً.
أرسل تعليقك