أبوظبي – صوت الإمارات
بمشاهد إنسانية صادقة ومؤثرة، تعكس تفاعل المجتمع الإماراتي بمختلف فئاته وتعاطفه مع القضايا الإنسانية، يطل برنامج "قوافل الخير" على مشاهدي قناة الشارقة بثوب جديد، يُعزز قيم الخير ويحث على مساعدة المحتاجين. ويهدف البرنامج في نسخته الثالثة إلى تسليط الضوء على الجهود الإنسانية التي تقوم بها جمعية الشارقة الخيرية، على الصعيدين المحلي والدولي. وتأتي حلقات هذا العام بشكل مختلف نظراً لكونها تتزامن مع إعلان الإمارات 2017 عاماً للخير.
ويقدم البرنامج للمشاهدين صورة متكاملة للفرق الإيجابي الذي أحدثته الجمعية في حياة ملايين الأشخاص، في أقاصي إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، ليكون بذلك بذرة للتشجيع على فعل الخير، ومطمئناً وباعثاً للراحة في نفوس المشاركين بأعمال الخير من خلال مشاهدتهم نتائج عملية لما قدمته أياديهم البيضاء.
وتتضمن الحلقات العديد من المشاهد الإنسانية المؤثرة، التي تترجم معاناة شعوب كثيرة مع الفقر والمرض والأميّة، وتُشجع المشاهدين للتفاعل مع هذه الأوضاع، بالإضافة إلى العديد من المغامرات والتحديات الكبيرة التي يتضمنها، وتعكس بصورة جلية تفاني أعضاء فريق عمل الجمعية، وتحملهم المشاق في سبيل رسم البسمة على وجوه المحتاجين.
وأوضح مدير القطاع الإذاعي بمؤسسة الشارقة للإعلام مقدم البرنامج، حسن يعقوب: "إن "قوافل الخير" يعكس مضموناً إعلامياً هادفاً، يتناسب مع طبيعة المجتمع الإماراتي وعاداته وتقاليده التي تستمد أصالتها من ديننا الحنيف، ويسلط البرنامج الضوء على أهم ما تقدمه جمعية الشارقة الخيرية ليكون هذا البرنامج بذرة للتشجيع على فعل الخير".
وأشار يعقوب إلى أن من أهم مميزات البرنامج أن فكرته الأساسية تقوم على عرض مشروعات ومساعدات فاعلي الخير، كبناء مدرسة أو مسجد، أو مساعدات عينية متنوّعة، كما يعرض بعض الحالات الإنسانية وكيف تم التعامل معها، وكيف غيّرت مساعدات الناس في الإمارات حياة أولئك المحتاجين.
وحول تنوع التصوير بين الصحارى والأنهار والجزر المختلفة حول العالم، أكد يعقوب أن هذا يدل على مجهود الجمعية للوصول لكل محتاج وفي أبعد منطقة، حيث تنوعت المشاريع التي تمت زيارتها من آبار ارتوازية ومدارس ومساجد، وتم التصوير بأجهزة وتقنيات حديثة عالية.
وعن أهم الصعوبات والتحديات التي قابلها فريق عمل البرنامج تحدث يعقوب، قائلاً: "عانينا كثيراً خاصة أثناء تصوير بعض الحلقات في أماكن ومواقع عدة، من بينها على سبيل المثال، عندما كنا في بوركينا فاسو، إذ أرسلت الحكومة معنا فرقة حماية، وأكدنا لهم أن الأمر لا يتطلب ذلك، لكنهم أبلغونا بأن الحكومة حريصة على سلامتنا، إذ وقع قبل تلك الفترة إطلاق رصاص على سياح في منطقة جيبو، التي تبعد عن العاصمة واجادوجو نحو أربع ساعات باتجاه الجنوب، إذ سنقوم بالتصوير هناك، وقتل منهم 30 سائحاً، وظللنا طوال الذهاب والعودة في حالة قلق، ولكن لم يحدث شيء".
واستطرد يعقوب عن قصة قرية زارها فريق العمل في النيجر، قائلاً: "أطلقوا عليها اسم القرية الحبيسة إذ لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال النهر، وقمنا بتصوير حلقة كاملة هناك، على مدار يومين، وكانت لدينا مساعدات للقرية، وحملناها في قارب وانتظرنا بعض الوقت، ولكن لم نستطع الحركة للوصول إليها، إذ قالوا لنا: لن تدخلوها اليوم لأن فرس النهر يعترض طريقنا فهو أحياناً يستوحش وقد يهجم على القارب، وقتل خمسة أشخاص في المكان نفسه قبل فترة، ولا بد من الانتظار، لكن إلى متى، فقالوا حتى يغادر، أو موافقة حراس النهر، وهو اعتقاد لديهم يتعلق بوجود قوى خارجية، وبالفعل انتظرنا حتى جاءتنا الموافقة وأنجزنا مهمتنا".
وما زال الكلام على لسان يعقوب الذي ذكر واقعة أخرى أثناء زيارته وفريق عمل البرنامج إلى بوركينا فاسو، قائلاً: "شاهدنا بيتاً لأرملة فقدت زوجها وأبناءها، ودفنتهم مقابل البيت كي يبقوا حاضرين معها وشهوداً على كل تفاصيل الحياة، وقد كانت تعيش في غرفة واحدة من الطين أو شبه غرفة آيلة للسقوط، وهذه الحالة لم تكن في الحسبان عندما زرنا القرية كي نوزع المساعدات، لكن عندما شاهدناها وسألنا عنها وجدنا أنها تستحق المساعدة، فخاطبنا الجمعية التي درست على الفور الحالة وقررت أنها تستحق مساعدة عاجلة، وتم العمل على تنفيذ ذلك، إذ قامت الجمعية بترميم البيت وصيانته وإضافة الكثير مما يستحقه خلال يوم واحد، ما أدخل البهجة على تلك الأرملة".
ولفت يعقوب إلى أن تقديمه لبرنامج "قوافل الخير" على مدار عامين متتاليين قد أضاف له الكثير على المستوى الشخصي والمهني، مؤكداً أن هذا ليس حاله فحسب بل تغيير أصاب كل فريق العمل، ويتابع قائلاً: "لقد أحسسنا أكثر بالمعاناة التي تعرض لها أجدادنا في الإمارات قبل ظهور النفط، لقد شعرنا بهم أكثر عندما رأينا معاناة الشعوب في مختلف الدول الفقيرة، وأعترف بأنني وجدت صعوبة في بداية العمل بالبرنامج حيث تعودت على التقديم من خورفكان وكلباء ذات الطابع الهادئ أو من خلال استوديوهات برنامج الخط المباشر، ولكن مثل هذه البرامج تضيف لمهنية الإعلامي وتعطي الحافز لإنجاز المزيد من البرامج المنوعة والمختلفة للمشاهدين، ومهما تحدثت عن أعمال جمعية الشارقة الخيرية وكانت الصورة التي نراها من خلال جهاز التلفزيون جميلة إلا أن الواقع أجمل".
أرسل تعليقك