أبوظبي – صوت الإمارات
ليس كل ما يقدم على مواقع التواصل الاجتماعي يندرج تحت تصنيف الاستعراض أو تصوير الحياة اليومية؛ لكن يمكن استغلال هذه المواقع لتقديم أعمال تفيد المجتمع.. هذا ما يسعى الإعلامي الإماراتي، رافد الحارثي، لإثباته من خلال حلقات "دقيقة مع رافد"، التي يقدمها خلال شهر رمضان عبر حساباته على "إنستغرام" و"سناب شات" و"واتس أب"، ويهدف من خلالها إلى توظيف مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، بالخروج عن الاستخدام الشائع لدى كثير من الشباب.
وأوضح الحارثي ـن "حلقات (دقيقة مع رافد) تتضمن 15 حلقة لا تتجاوز مدة الواحدة منها دقيقة واحدة، أتناول فيها ظواهر أو ممارسات سلبية في المجتمع وأطرح علاجها، من خلال مشهد تمثيلي بسيط وفي إطار كوميدي". وأوضح أنه يعرض حلقة كل يومين عبر حساباته على تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً "لا أسعى في الحلقات التي أقدمها إلى تقديم مادة كوميدية لمجرد الضحك أو السخرية من تصرفات معينة، بقدر ما أهدف لمناقشة موضوعات وسلبيات في المجتمع وطرح حلول لها"، وأشار إلى أنه لا يطرح قضايا كبيرة، بل ممارسات إنسانية قد يقوم بها أي فرد في حياته اليومية من دون أن ينتبه إلى خطورتها على صحته، أو مضايقة الآخرين حوله، ومساعدة من يمارس هذه العادات أو التصرفات في التخلص منها.
وأرجع الحارثي عدم عرض حلقاته عبر شاشة تلفزيونية إلى ضيق الوقت، لافتاً إلى أن فكرة العمل راودته قبل رمضان بأسبوع واحد، ولذلك كان من الصعب تقديمها في برنامج تلفزيوني، لأن هذه البرامج تحتاج إلى تجهيزات وموافقة وإعداد فريق عمل، وغير ذلك من أمور تتطلب وقتاً، فاتجه إلى تقديمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن الحلقة من "دقيقة مع رافد" لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة، إلا أنها تحتاج إلى ما يراوح بين أربع وست ساعات من التصوير، بحسب ما أوضح الحارثي، مشيراً إلى أنه يتعاون مع مؤسسة "32 ميديا" في تنفيذ الحلقات، وهي مؤسسة إعلامية لشباب إماراتيين.
وذكر الحارثي، الذي حاز جائزة في الإخراج عن فيلمه الوثائقي "إطعام خمسمائة"، أنه لم يتوقع ردود الأفعال الواسعة التي تلقاها بعد بث الحلقات، وهي لم تقتصر على الإمارات فقط، فجاءت له ردود أفعال من السعودية والكويت وغيرهما من دول المنطقة. ولفت إلى أن ردود الأفعال التي وصلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسرع وأكثر انتشاراً منها عبر شاشات التلفزيون.
ونوه الحارثي إلى حرصه على تقديم "دقيقة مع رافد" في إطار يجمع بين الترفيه والتعليم، وبطريقة تلقائية وعفوية كأنه "يسولف" مع أصحابه وأصدقائه، وتفادي أسلوب النصح المباشر الذي يسيطر على كثير من المواد التوجيهية أو التعليمية التي تتضمن معلومات مفيدة، وهو ما يجعل المشاهد ينفر منها ويبتعد عنها.
وكشف أنه تلقى عروضاً من جهات حكومية لتقديم حلقات جديدة من "دقيقة مع رافد"، لتوضيح رسالة هذه الجهات والخدمات التي تقدمها للجمهور، إلى جانب نصائح إرشادية وتعليمية في مجال تخصصها، وكذلك تقديم قضايا وموضوعات اجتماعية مختلفة. وأردف أنه عقب شهر رمضان سيبدأ في الإعداد والتجهيز لموسم جديد من برنامجه.
وعن الصعوبات التي واجهته خلال تصوير وتنفيذ الحلقات؛ قال إن أهم هذه الصعوبات ضيق الوقت، والعمل في ظل ظروف صعبة، حيث اضطر "المونتير" إلى السفر فكان يقوم بإرسال الحلقات له عبر البريد الإلكتروني لينفذ لها المونتاج ثم يرسلها من جديد. كما أشار إلى صعوبة التصوير خلال شهر رمضان، وكذلك صعوبة الحصول على تصاريح للتصوير في الأماكن العامة، نظراً إلى ضيق الوقت؛ ما اضطره إلى تصوير المشاهد الخارجية أمام منزله.
أرسل تعليقك