القاهرة ـ عمرو والي
استنكر عدد من السياسيين والحقوقيين في مصر فكرة استخدام الأطفال في تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين عبر اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة حيث تم تدشين حملة "مشروع طفل شهيد " لتنظيم مسيرات لأطفال يرتدون قمصان عليها كلمة مشروع شهيد جابت الاعتصامين،
مشيرين إلى أنها تعد متاجرة واضحة بهم وتعرضهم لمخاطر عدة في مناطق الاشتباكات.
ووصفوا الأمر بأنه جريمة وانتهاك لحق الطفل عبر إجبارهم على ارتداء الأكفان بما يخالف قانون الطفل المصري.
وقال الدكتور عماد جاد نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي لـ "العرب اليوم "، إنه من حق النساء والأطفال المشاركة في التظاهر في الفعاليات الخاصة كلها بجماعة الإخوان المسلمين معرباً عن رفضه الزج بهن في مناطق الاشتباكات بشكل متعمد.
وأضاف أن الزج بهم بهذا الشكل يعد متاجرة بالدماء في سبيل الكرسي والسلطة، والدفع بهم في دائرة العنف مضحية بهم بغية سلطة لن تعود لأنهم سقطوا بإرادة شعبية متسائلاً كيف يمكن لطفل أن يعي ما يحدث في البلاد بشكل جيد وكيف يمكن أن يرتدي طفل الأكفان ويكتب عليها مشروع شهيد .
واستنكر الناشط السياسي حازم عبد العظيم عبر" العرب اليوم " استخدام جماعة الإخوان للأطفال في مواجهة أفعال العنف التي تحدث خلال اعتصامهم للمطالبة بعودة مرسي، واصفا إياه بأنه أبشع انتهاك لحقوق الطفل على مستوى العالم.
وأضاف عبد العظيم من الضروري على منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" للتدخل بشأن حماية حقوق الطفل الذي ينتهكها الإخوان خلال اعتصامهم وإدانتهم على ما يفعلونه من دفع الأطفال دون سن 12 في أحداث العنف.
وقال الناشط الحقوقي محمود البدوي المحامي لـ " العرب اليوم " أن تواجد الأطفال في تلك الظروف هو متاجرة بهم واستغلال لهم بالمخالفة للقوانين التي تحرم وتجرم ذلك تماما، وبالمخالفة لقانون الطفل 12 لسنة 1966 المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، وكذا بالمخالفة لقانون مكافحة الإتجار بالبشر 64 لسنة.
وأضاف البدوي ظاهرة استغلال الأطفال من قبل جماعة الإخوان تكررت في مسيرات انتخابية في انتخابات البرلمان السابق والمنحل، وكذلك ظاهرة سلاسل الأطفال على الطريق من حملة صور مرشح الجماعة السابق في انتخابات الرئاسة الدكتور مرسي مشدداً على ضرورة أن تعي القيادات أنهم يعرضون حياة الأطفال لمخاطر عديدة .
وأضافت أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس الدكتورة هبة عيسوي، لـ "العرب اليوم" ، استخدام الإخوان لأطفالهم يعد جريمة لأنه يتم استخدامه كضحية لكسب العطف أو الحص أبعاده ونتائجه مشيرة إلى أنه يمكنه في هذا السن تعلم مبادئ الإسلام السمحة أو التدريب على أعمال العقل والتفكير والتدبر.
وأوضحت أن ما تفعله قيادات الإخوان المسلمين من استخدام الأطفال في مسيرات للتظاهر تحت مسمي مشروع شهيد هو نوع من تدمير الذات لامتلاك الطفل وعقليته لينشأ على مبدأ السمع والطاعة فقط .
وتابعت " مشاركة الطفل في مظاهرات لا مشكلة فيه بل على العكس يعمل على تفتيح مداركه لأهمية المشاركة السياسية في المجتمع ولكن الكارثة هنا هو قيام الإخوان باستخدام الأطفال في توصيل رسالة مفادها سنضحى بأطفالنا لعودة مرسي .
دان مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان حملة "مشروع طفل شهيد" حيث قامت جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها بتسيير مظاهرة سياسية قوامها من أطفال معظمهم لم يتجاوز 10 سنوات ليس هذا فحسب بل أنهم البسوا الأطفال أكفانهم و اطلقوا المسيرة تحت عنوان "مشروع طفل شهيد".
وأضاف المركز في بيان صحافي له أن الاتفاقات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص تجرم استخدام الأطفال في النزاعات السياسية والنزاعات المسلحة.
وولفت البيان إلى أن ما قامت به جماعة الإخوان المسلمين هو جريمة متكامله للاتجار بالبشر حيث تم إجبار الأطفال على الانخراط في مسيرات ومظاهرات سياسية إضافة إلى إجبارهم على ارتداء ملابس الموتى.
كما جدد المجلس القومي للطفولة والأمومة في بيان صحافي له الثلاثاء، استنكاره لاستمرار مسلسل استغلال الأطفال من قبل جماعة الإخوان، معربًا عن أسفه لانتهاك حقوق الأطفال، واستغلالهم في النزاعات المسلحة لتحقيق مكاسب شخصية مناشداً باتخاذ اللازم نحو الخروج الجبري للأطفال من منطقة رابعة العدوية، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل يهدد منظومة حقوق الطفل في مصر وهو ما يجرمه قانون الطفل.
أرسل تعليقك