الشيخة جواهر تؤكد اهتمام الإمارات بإسعاد الطفولة عالميًا شكلًا ومضمونًا

دعت رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، إلى تنمية شعور الأطفال بالمسؤولية عبر الأعمال الفنية، وذلك من خلال تعبيرهم عن معاناة أقرانهم الأطفال حول العالم من الذين تقطعت بهم سبل الحياة المستقرة والآمنة.

جاء ذلك خلال افتتاحها للدورة الرابعة من "بينالي الشارقة للأطفال"، أول بينالي مخصص للأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي- ترافقها رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي والذي ينطلق بتنظيم من إدارة مراكز الأطفال في الشارقة بالتعاون مع إدارة متاحف الشارقة في متحف الشارقة للفنون والذي يستمر حتى 9 شباط / فبراير 2015 ويستعرض خلالها 550 عملًا فنيًا أنجزها أطفال ويافعون تتراوح أعمارهم بين 6-18عامًا من 11 دولة عربية وأجنبية .

وأعلنت الشيخة جواهر أنَّه وكما يعبر الأطفال عن واقعهم وأحلامهم وآرائهم فيما يحيطهم من أحداث اجتماعية ووطنية وغيرها، فإنني آمل أن يعبر الأطفال في رسوماتهم عن معاناة أقرانهم الأطفال الذين تقطعت بهم سبل العيش المستقر والحياة الآمنة بذلك ينمون عبر ثقافتهم وإبداعاتهم على التعبير عن القضايا الإنسانية الكبرى وينشؤون على الشعور بالمسؤولية بتوظيف مواهبهم لخدمة ثقافتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم.

واطلعت على الورشة الفنية التي أقيمت خارج متحف الشارقة للفنون كما قامت بالمشاركة في رسمة خاصة ضمن ورشة تنمية المهارات الموسيقية بواسطة الفن، حيث يعبر المشارك فيها عن شعوره من خلال الرسم بعد الاستماع إلى مقطوعة موسيقية معينة .

وتجولت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في قاعات البينالي التي توزعت على 32 قاعة رئيسية ضمن 6 أقسام تخصص كل قسم منها بإحدى أدوات الاستفهام مثل "أين - كيف - متى - من - ماذا - لماذا" التي تمثل شعار الدورة الحالية "أسئلة"، وثمنت الجهود المبذولة من قبل إدارة مراكز الأطفال بالشارقة وبينالي الشارقة للأطفال في تنظيم مثل هذه الفعالية، واستمعت إلى شرح مفصل حول الأعمال المعروضة قدمته مديرة إدارة مراكز الأطفال بالإنابة رئيسة "بينالي الشارقة للأطفال" ريم بن كرم.

وتابعت خلال الافتتاح مجموعة من أطفال مدرسة الشارقة البريطانية الدولية الذين كانوا يرسمون على الجدران الزجاجية ضمن ورشة "شخصيات عبثية" التي يعبر فيها الأطفال عن العديد من القضايا التي تشغلهم في المحيط الخارجي والمدرسة والأسرة والمشاعر الإنسانية المختلفة كما تفقدت العديد من الأجنحة الأخرى وتوقفت عند الأعمال الفنية التي نفذها الأطفال المصابون بالسرطان، واستمعت إلى تحليل لطبيعة الأعمال المعروضة قدمته المحللة والمستشارة النفسية الدكتورة أمل زكريا.

وخلال الجولة زارت الشيخة قاعة "بيئتي وبيتي" المتخصصة بدعم ثقافة الأطفال بأهمية الحفاظ على البيئة وتعزيز الصداقة البيئية كما ضمت القاعة مجموعة من المواد القابلة للتدوير قام الأطفال بتطويعها لتكون أعمالاً فنية متميزة، وشاركت سموها في زراعة بذرة إحدى الأشجار في خطوة لغرس هذه المفاهيم في نفوس الأطفال من خلال المشاركة في تنمية الثقافة الزراعية بواسطة الفنون.

وأوضحت أنَّ "بينالي الشارقة للأطفال" وهو يدخل مرحلته الرابعة يكمل منهاج التنمية الثقافية الإبداعية لدى الطفل، وهي تنمية تسهم في تشكيل المشهد الحضاري للمجتمعات المتطورة باستمرار، وأضافت أنَّ هذا الحدث العالمي الذي تحتويه الشارقة على أرضها يأتي ضمن اهتمام الشارقة بالطفل وبشؤون الطفولة كلها، فكل شأن له علاقة بحماية الطفل ورعايته والمحافظة على كيانه ووجدانه تجد الشارقة تسهم فيه بشكل فعال بتوفير ما يلزم من تحقيق هدف الحماية وهدف الرعاية، فما بين الهدفين يعيش الطفل في الإمارات متألقًا بالتعبير عن ذاته ومواهبه في حرية لا تخرج عن الالتزام بقيم التواصل مع من يكبرونه أو يصغرونه.

كما تفقدت الشيخة جواهر القاعة المخصصة لعرض الأعمال الفنية لأطفال مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، واستمعت إلى شرح عن الأعمال الفنية التي قدمها كل طفل عن عمله الفني، وتوجهت إلى القاعة التي أقيمت فيها ورشتين فنيتين نظمت الأولى من قبل إدارة رياضة المرأة للتعريف بأنواع الرياضات وأهميتها بطريقة فنية وورشة أخرى لدعم مهارات الأطفال حول صناعة الطعام الصحي، كما زارت سموها قاعة "صندوق الفرح" الذي احتضن ورشة عمل الفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي والتي تخصصت بدعم توجهات الأطفال الفنية في تزيين الصناديق الخاصة بحاجاتهم المختلفة بطريقة فنية جذابة.

واطلعت على قاعة "ما هو وقتك المفضل" التي ضمت لوحات فنية لأعمال تصور مشاعر الأطفال حول الوقت وأهمية المحافظة عليه من أجل بناء المستقبل المشرق وورشة "دخونك" التي تختص بتنمية حاسة الذوق لدى الأطفال وتعكس شعورهم من خلال الرسوم الفنية وورشة "بيئة" التي تنظمها شركة بيئة لدعم التوعية البيئية للأطفال.

وبينت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي أنَّ "بينالي الشارقة للأطفال" في دورته الرابعة يعتبر من أهم مفاتيح الثقافة التي تكسب الطفل معرفة شاملة بما يجري حوله فيعبر عنها بريشة موهبته، معربة عن أملها في توسيع فعاليات البينالي المستقبلية بضم المزيد من الأطفال قائلة: "آمل أن ينضم إلى الأطفال المشاركين الكثير غيرهم ليشتركوا في جماعات جميلة ورائعة تحلق في عالم الفن التشكيلي الجميل" .

ووجهت في ختام الجولة بأهمية قيام الجهات المسؤولة على تنمية الإبداع لدى الأطفال للوصول إلى آفاق الفن الحقيقي قائلة "على المؤسسات المسؤولة عن توجيه الصغار وتنمية مواهبهم أن يرشدوهم إلى سبل الإبداع الصحيحة وإلى استخدام الأدوات الفنية المناسبة التي يصلون بها إلى آفاق الفن الحقيقي، بما يحمله نتاجهم من موضوعات وأشكال تعبيرية لافتة ومقدرة من قبل المتلقين".

من جانبها، صرّحت رئيسة إدارة مراكز الأطفال في الشارقة بالإنابة رئيسة "بينالي" الشارقة للأطفال، ريم بن كرم، قائلة "نشعر بالفخر والاعتزاز بما وصل إليه بينالي الشارقة للأطفال من بعد عالمي يستقطب الأعمال الإبداعية للأطفال من حول العالم وينطلق بها إلى مجالات أكثر تألقا وتميزا، وما كان هذا الإنجاز ليتم لولا دعم ورعاية الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي سنعمل على تطبيق توجيهاتها السديدة وتحويلها إلى استراتيجيات عمل مهمة للمرحلة المقبلة، وذلك من أجل أن يتسع نطاق البينالي بشكل أكبر ويأخذ دوره ليكون حدثا رائدا لدعم مهارات الأطفال الفنية".

يشار إلى أنَّ الأعمال المعروضة في بينالي الشارقة للأطفال بلغت 550 عملًا تتمحور حول الخيال والعلوم والأساطير والقصص والفنون والتكنولوجيا والتصميم والفلسفة والبيئة والهندسة واللغات والسيرة الذاتية واليوميات .

وتوزعت الأعمال الفنية المشاركة على 11 دولة عربية وأجنبية، استأثرت دولة الإمارات بالعدد الأكبر منها بواقع 428 عملاً، ثم جمهورية تشيكيا ب45 عملاً فنياً، فالأردن ،17 وباكستان ،16 وكوريا الجنوبية ،12 ومصر ،11 والسودان ،9 والولايات المتحدة الأميركية ،7 و2 من جنوب إفريقيا و2 من أستراليا، وعمل واحد لسورية.