كشفت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أن المجلس يعمل في الوقت الحاضر على التخطيط الاستراتيجي للتكيف والتعايش مع الوضع الراهن والتخطيط لرفع الجاهزية المستقبلية والاستعداد لما هو قادم، مؤكدة أن المرأة البحرينية ستستمر في تحمل أدوارها المتعددة والمتجددة لخدمة بلادها وحماية مكتسباتها مهما صعبت الظروف.
جاء ذلك خلال تقديم الأنصاري لندوة مرئية بعنوان "المرأة البحرينية في الأزمات.. قصة للتأمل والتقييم"، نظمها معهد البحرين للتنمية السياسية بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، شارك فيها ممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمات عربية وإقليمية ودولية إضافة إلى مسؤولين بحرينيين وأعضاء في السلطة التشريعية، وحضرها نحو 714 من المتابعين والمهتمين بقضايا المرأة من داخل البحرين وخارجها على مراحل.
واستعرضت الأنصاري خلال الندوة جوانب من السياق التاريخي الذي شكلّ شخصية المرأة البحرينية وأنضج دورها الوطني على مر التاريخ، وكيف استجابت للتحديات والأزمات وتطور دورها في تحمل المسئولية بشكل تصاعدي يتناسب مع تطور المجتمع، وتحدثت عن حضور المرأة الدائم لمواجهة الأزمات الصحية بجانب أخيها الرجل.
ولفتت الأنصاري إلى أن المرأة البحرينية أدارت شئون أسرتها ومجتمعها بحسب ما يحتمه الظرف الوطني، مشيرة إلى الدور المسؤول والفاعل للمرأة البحرينية الذي تمت بلورته في سياق حركة المجتمع وتنظيمه لنفسه، وبالتالي فإن المرأة البحرينية "بشخصيتها الجمعية" لم يتم التعامل معها ولم تتصرف كمكوّن مغيّب أو مهمّش، ولديها قدرة فائقة في التأقلم والتكيف مع الأولويات الوطنية في أوقات الشدة أو الرخاء. على حد سواء.
وأكدت في اللقاء الذي أداره الإعلامي إبراهيم التميمي أن أحد أهم العوامل التي مكنّت المرأة من مباشرة مسئولياتها بنوع من الاريحية سواء بتشجيعها ومساندتها، هي في الواقع مواقف الرجل البحريني، الذي لم يتردد في أن يكون للمرأة موقعها الطبيعي في السياق التنموي.
وقالت الأنصاري في حديثها خلال الندوة إن فيروس "كوفيد19" الذي اجتاح العالم لم يفاجئ مملكة البحرين ولم تقف بدورها موقف المتفرج من الأزمة وتمكنت خلال فترة قياسية من وضع وتنفيذ نموذجاً متكاملاً لإدارة الأزمة الصحية يرتقي لمستوى الحدث، ويرتكز على أسس الاستشراف العلمي واستباق الأحداث وسرعة القرار وطرح الحلول، مستند في ذلك على فعالية العمل الحكومي والمؤسسي، وسرعة التحول الرقمي في العمليات والخدمات، وصلابة النظام الصحي، مع التزام واضح بتدفق المعلومات ونشر الإحصائيات ومصارحة الرأي العام بالواقع . . دون تجميل أو تهويل.
وبينت الأنصاري أن المجلس وبتوجيهات كريمة من رئيسته، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، أستنفر كل جهوده وخبراته لمساندة أعمال فريق البحرين في خدمة المرأة البحرينية وأسرتها في ظل هذه الظروف، وبصورة تضمن أقصى درجات الاستقرار العائلي والوظيفي، ويتواصل العمل حالياً لمتابعة ما يلزم ضمن اختصاصات ومسئوليات المجلس.
وعرضت الأنصاري عددا من الأرقام والإحصائيات التي تثبت حجم وطبيعة مشاركة المرأة البحرينية في مختلف أوجه الحياة العامة، وكذلك مشاركتها الفاعلة في إدارة أزمة جائحة "كوفيد19"، وقدمت للمشاركين تصور مبدئي لطبيعة الدروس المستفادة من الأزمة، وكيفية الأخذ بها ضمن أعمال الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية التي لا تزال بحسب محاورها وتوجهاتها قادرة على استيعاب التحديات المستجدة أمام المرأة والأسرة البحرينية، وقالت "هناك الكثير من الدروس والعبر التي تأتي بها الأزمة ويجب علينا أن نرفع لياقتنا في استباق المخاطر ونبقي على مرونتنا في التخطيط والتنفيذ لمعالجة الأمر الواقع".
شجاعة في الصفوف الأمامية
وفي مداخلة له خلال الندوة، أكد سعادة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة، أن المجلس الأعلى للمرأة أثبت خلال جائحة "كوفيد19" مقدرة جديرة بالاحترام في مجال عمله على توفير دعم للأسرة والمرأة البحرينية، وذلك من خلال تقديم خدمات واستشارات ومساعدات نوعية. ولفت سعادته إلى أن المرأة البحرينية خاصة في الصفوف الأمامية أظهرت شجاعة كبيرة في التصدي لهذه الجائحة، وتحدث عن الحملات الخيرية التي نفذتها محافظة العاصمة بمساهمة فاعلة من 44 امرأة متطوعة.
إشادة أممية رفيعة المستوى
فيما أعرب القائم بأعمال المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية الدكتور معز دريد عن إعجابه الشديد بنموذج المجلس الأعلى للمرأة في مملكة البحرين للحد من التداعيات السلبية لجائحة "كوفيد19" على المرأة البحرينية، وقال "نعرف من المنظورين الإقليمي والدولي أن مملكة البحرين تتميز في كثير من مجالات تقدم وتمكين المرأة، لذلك عندما بدأت الجائحة بدأنا بمتابعة ورصد المبادرات والبرامج ذات الصلة التي يقوم بها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين، وجهود الأمين العام السيدة هالة الأنصاري".
وقال د. دريد "نجد هناك فرصة كبيرة أمام خطط التعافي الوطنية في دول العالم للاسترشاد بالخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية، لا سيما في تركيز هذه الخطة على تكافؤ الفرص والخدمة المجتمعية وجودة الحياة وتبوء المرأة المراكز القيادية في الحياة العامة"، وأضاف "عند النظر إلى وضع المرأة حول العالم بسبب جائحة كورونا يجب التركيز على ما لدى البحرين من خبرات يمكن تبادلها مع دول العالم أجمع".
وتابع في سياق ذي صلة "المجال الآخر الذي يمكن للعالم أن يستفيد منه هو الخطوات المهمة التي قامت بها البحرين للتصدي للعنف ضد المرأة، والمبادرات النوعية التي اتخذتها مثل الاستراتيجية الوطنية لحماية المرأة من العنف الأسري، وإصدار القانون رقم (17) لسنة 2015 بشأن الحماية من العنف الأسري، وإطلاق قاعدة البيانات والاحصائيات الوطنية للعنف الاسري (تكاتف)"، مشيرا إلى أن ثمار تلك المبادرات تظهر جلية في الوقت الحالي في ظل العزل المنزلي بسبب جائحة "كوفيد19"، حيث باتت الكثير من الدول تعاني من ارتفاع ظاهرة العنف الأسري.
دور دبلوماسي بارز
الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى بن دعيج آل خليفة، وكيل وزارة الخارجية، تحدثت بدورها عن الجهود التي تقوم بها المرأة العاملة في وزارة الخارجية في إرجاع أكثر من ستة آلاف بحريني حتى الآن من خارج البحرين إلى وطنهم، إضافة إلى عمل عدد من الدبلوماسيات البحرينيات في عدد من العواصم على توفير كل ما يلزم للجاليات البحرينية في الخارج وتحقيق الهدف السامي الذي ينص على سلامة أي بحريني في أي دولة في العالم.
حضور بارز في القطاع الصحي
وتحدثت عضو مجلس الشورى وعضو معهد البحرين للتنمية السياسية الدكتورة ابتسام الدلال عن الحضور الكمي والنوعي للمرأة البحرينية في القطاع الصحي، وعرضت عددا من الأرقام ذات الصلة، ومن بينها أن نسبة المرأة وصلت إلى 70% من القوى العاملة في القطاع الصحي، فيما بلغت نسبة النساء القيادات في وزارة الصحة 73%.
اهتمام عربي بتجربة "الأعلى للمرأة"
فيما استهلت المستشارة ندى دروزه رئيسة قطاع العدالة والمساواة بين الجنسين بمركز المرأة في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا) حديثها خلال الندوة بالتأكيد على أهمية هذه الندوة التي يحضرها جمهور عربي واسع إضافة الى الجمهور البحريني، وقالت إن الأزمات تمثل اختباراً للنظم والمؤسسات، مشيرة إلى أن المجلس الأعلى للمرأة أبلى بلاءً حسناً خلال جائحة كوفيد19 ويؤكد على الخبرة الذي أكتسبها من واقع عمله والذي ظهر جلياً أثناء التعامل مع هذه الأزمة، مبدية اعجابها بتعامل البحرين مع الحدث والقيام بما يلزم للحد من الأضرار الاقتصادية والأسرية.
لا زيادة بحالات العنف الأسري في البحرين
إلى ذلك نوه رئيس المعهد الدولي للسلام بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا نجيب فريجي بكفاءة المرأة البحرينية في مواجهة جائحة "كوفيد19"، وقال "فيما تترك الجائحة الكثير من الدول والمجتمعات في حالة يرثى لها، نرى أن المجتمع البحريني هادئ ومستقر، ولم نشهد عنف أسري في البحرين، كما تمكن الطلبة والطالبات من مواصلة حصولهن على التعليم عن بعد".
وأضاف فريجي "لقد ارتقى المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي قرينة جلالة الملك إلى مستوى التطلعات، وما قام به المجلس من مبادرات يتعدى الجانب الإنساني والاجتماعي إلى الجانب التنموي ككل، حيث حافظت المرأة البحرينية على قدرتها على العودة لحياتها الطبيعية والمساهمة في التنمية بعد الجائحة".
جهود دعم المرأة برزت خلال الجائحة
كما اعتبر الدكتور عبد الرحمن جواهري رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات أن المرأة البحرينية في كافة القطاعات والمجالات وبشكل واضح في القطاع الخاص لم تكن لتتمكن من مواصلة العطاء والعمل والإنتاج كما هي الآن لولا جهود الدعم والتأهيل والتشجيع والتهيئة التي بذلتها مملكة البحرين ممثلة بمؤسسة المجلس الأعلى للمرأة طيلة السنوات السابقة، وأضاف "لا يمكن النجاح في تجاوز أي أزمة إلا إذا كان هناك استعداد وجاهزية مسبقة، لذلك تمكنا من التعامل مع هذه الجائحة بنجاح وأريحية".
قد يهمك ايضا
مصورون بحرينيون يدعون للمشاركة في مسابقة «قصتي بعدستي»
"الأعلى للمرأة" يعلن عن دراسة حول تجربة البحرين في تحجيم آثار "كورونا"
أرسل تعليقك