نحن لا نكتب أقدارنا ولكن ربما نستطيع أن نصنع قصصاً في حياتنا في خضم الحياة ومعتركها قد يطرق أبوابنا زائر ثقيل لا نستطيع صده لكننا نتكيف مع قدومه فالحياة مليئة بالمنعطفات الجميلة أحيانا والقاسية أحيانا أخرى فعلينا التحمل.الى الحوار مع محاربة السرطان الشابة جويرية الشوملي.كيف بدأ المرض معكِ؟في عامي الثاني عشر بدأ المرض يتسلل إلى جسدي وكنت آنذاك أشعر بالإرهاق والألم لفترات طويلة مع اصفرار في الوجه وعدم الرغبة في الطعام ودائما نائمة في فراشي.توجهت إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات ولكن التشخيص
الخاطئ بين أنني مصابة بمرض الكبد الوبائي وان شفائي هو بتناول الحلويات. علما ان السرطان يتكاثر بالحلويات و السكريات حتى انه تم عزلي عن الاخرين بسبب انه مرض معدي. و كوني طفلة فالحلويات و السكريات مغرية في ذلك العمر و بعد مرور شهرين في محاولة كشف المرض ذهبت الى الطبيبة و اخذت عينة من النخاع لإجراء الفحوصات ليتضح أني مصابه بسرطان الدم اللوكيميا. وحينها لم تخبرني الدكتورة بالمرض مباشرة و لكنني سمعت والدتي تتحدث في الهاتف عن هذا المرض و تخبر احدهم انني مريضه بهذا المرض فذهبت لوالدتي و
صارحتها انني اعلم انني مصابة بمرض السرطان.كنت لا أعلم شيئا عنه إطلاقاً ثم حضرت الطبيبة وأخبرتني عن كيفية علاج هذا المرض واعراضه واخبرتني انني سوف أفقد شعري ودموعي انهمرت وكيف طفلة في هذا العمر لا يوجد على راسها شعر. بعد علاج استمر سنتين في البحرين عاد المرض مرة أخرى ليهاجمني احتجت لجرعات اقوى فكان علاجي في الخارج. وكنت احتاج الى متبرع من العائلة كي يتبرع لي بالنخاع كي أتوجه الى سنغافورة للعلاج.ما هو شعورك بعد عودة المرض لك وما الصعوبات التي واجهتك؟الصعوبة التي
واجهتني في البداية هو انه يجب ان آخذ النخاع من أحد افراد عائلتي، واخي الكبير بغربة دراسية ولا نستطيع اخباره ان المرض عاد الي، واختي حامل واختي الأخرى متزوجة ولديها طفلة.والان لا املك سوى اخي الصغير فكيف سوف نقنعه ان يتبرع لي وهو في هذا العمر. عندما ذهب ليأخذوا منه جرعه من الدم ولكنه كان خائفا ولكن قاموا بإقناعه أنك إذا كنت تحب جويرية فتبرع لها وسوف تتشافى اختك.ماهي مضاعفات المرض؟تختلف المضاعفات من جسم الى اخر يبدأ بتساقط الشعر وهو المعروف بين الناس نتيجة العلاج الكيميائي والمناعة التي
تحمي الانسان تكون تحت الصفر.كنت اشعر انني جثة ملقية على الفراش ولا أستطيع ان اخرج من باب المستشفى او حتى باب غرفتي بسبب ان مناعتي ضعيفة لكن في اثناء هذه المضاعفات كان هناك امل والم، لكن أكثر ما أثر فيني من المضاعفات هو فقداني للنظر.كيف فقدت النظر؟ اصابني فايروس في عيني بسبب ضعف المناعة عندما عدت للمنزل استيقظت من النوم و لكن كنت لا أرى سوى أشياء تتطاير نزعت النظارة ولكنني أرى ذات الشيء اغمضت العين التي أرى بها الأشياء التي تتطاير. بعدها استوعبت انه هناك شيء ما لكنني لم اخبر
والدتي خوفا ان تأخذني الى المستشفى ويتم تنويمي، لكن عندما ازداد الموضوع قمت بإخبار والدتي و ذهبنا الى المستشفى و اخبروني عن الفايروس و انني احتاج الى عملية حاولوا اعطائي ادوية و مغذيات مباشرة في العين ولكن لم تكن هناك فائدة فوضعوا جهاز في عيني يقوم بضخ الدواء من تلقاء نفسه بعد اجراء العملية فقدت النظر ثلاث أيام. ولكن الحمد لله عاد لي النظر ربي في عين واحدة الحمد لله على كل حال.كيف يمكن ان يكون هناك امل والم في نفس الوقت؟ الألم كنت أتألم من الكيماوي الذي كان يدخل جسدي وكنت أقول لهم لماذا تقومون
بعلاجي انا بالنهاية سوف اموت كنت انسانة سلبية بسبب الألم كنت أفكر في الوقت الذي سوف اموت فيه. لكن عند عودة المرض قررت انه يجب ان أكون اقوى لأنني عرفت العلاج وما هو المرض فيجب ان أكون قوية كي اتخطى هذا المرض.الامل هو عندما كانت تصل نبضات قلبي الى ٢٠ وادخل الى العناية القصوى يوجد لدي امل بالشفاء وعندما أكون جثة فوق الفراش أملي كان عندما أقوم بالاستماع الى سورة البقرة.من هم الأشخاص الذين قاموا بمساندتك وتشجيعك؟الفضل الأول لله سبحان و تعالى بعد ذلك للام القوية الصبورة التي كانت
تقويني و تدعمني في كل وقت و أيضا يأتي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رأس الشخصيات التي أدين لها بالفضل حين منحني وسام الكفاءة من الدرجة الثانية ثم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه الذي ساعدني كثيراً في علاجي بالخارج وقد أهديته أول نسخة من كتابي (يوميات طفلة ستقهر السرطان بإذن الله) كما لا أنسى دعم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الدائم لي وسفراء البحرين الذين لقبوني بسفيرة أطفال مرضى السرطان في الوطن العربي ما هي المؤسسات التي دعمت مسيرتك؟وزارة
الصحة الكويتية التي لقبتني بسفيرة الأمل وجمعية (أمنية طفل) التي لها دور كبير في مساعدتي ومساعدة مرضى السرطان فضلاً عن تجاوب وزارة التربية والتعليم في الحملة التي أطلقتها في الإنستغرام وتسهيل الدراسة لمرضى السرطان في البحرين ووزارة الإعلام التي أهدتني لقب أفضل شخصية مؤثرة في البحرين كيف بدأت قصة الكتابة؟قبل إصدار كتابي كنت أكتب في تويتر وكان هدفي عندها فقط أن أغير نظرة المجتمع عن مرض السرطان فأنا كنت أخشى أن يعرف أحد بإصابتي لأن الناس كانت تعاملني بالشفقة وكأن هنا ستكون نهاية حياتي بعدها كنت
أرى مرضى في سنغافورة في فتره علاجي هناك رأيت أولياء الأمور يبيعون منازلهم فقط من أجل معالجه طفلهم فهنا شعرت بالحزن على حالهم وحمدت الله على النعم فقررت مساعده الجمعية بإصدار الكتاب وأن أخصص ريع كتابي بالكامل لعلاج مرضى السرطان في البحرين.
قد يهمك ايضاً
عيسى بن سلمان ينقل تعازي العاهل البحريني وولي العهد في وفاة ناصر الصباح
حمد بن عيسي يعقد جلسة مباحثات مع عبد الله الثاني
أرسل تعليقك