ناقش المؤتمر الطبي الشامل " صحة المرأة" الذي تنظمه القيادة العامة لشرطة أبوظبي ممثلة في إدارة الخدمات الطبية عددا من الموضوعات الطبية والأمراض المزمنة التي تشكل خطرا على صحة المرأة ضمن أعماله لليوم الثاني على التوالي في فندق روزود بأبوظبي من خلال ثلاث جلسات عمل .
ترأس جلسة العمل الأولى الرائد الدكتور محمد الريسي والدكتورة حنان الجغامي من الخدمات الطبية والدكتور بشير صالح من مستشفى الكورنيش وتم خلالها عرض ومناقشة 3 أوراق عمل الأولى قدمتها الدكتورة كاميليا كوتسوفا من المملكة المتحدة حول الجهود الدولية لمكافحة أمراض القلب وقدم البروفيسور ستيفن روبنسون من المملكة المتحدة ورقة عمل حول ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وتناولت الورقة الثالثة موضوع أمراض القلب لدى النساء قدمها الدكتور عبدالرزاق القدور من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ورأس جلسة العمل الثانية المقدم طبيب نجلاء أسعد طاهر اختصاصية الأمراض الجلدية بإدارة الخدمات الطبية رئيسة المؤتمر والبروفيسور ستيفن موريس ومورية القحطاني وتم خلالها مناقشة 3 أوراق عمل حول الأمراض الجلدية والاستخدام الأمثل للخلايا الجذعية لتجميل البشرة وتجميل مشاكل الجلد بواسطة البوتكس والفلير والنتائج المختلفة الناتجة عن الجراحات التجميلية في حال عدم أهلية المريض والطبيب لذلك قدمها الدكتور سابين زينكر من المانيا وتناولت الورقة الثانية المشاكل التي تؤثر على جمال المرأة ومظهرها وأسبابها والطرق الحديثة لعلاجها والتي أحدثت ثورة في عالم الطب من ضمنها أجهزة الليزر الحديثة.
واستعرض المؤتمر في الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور عمار الضامن والدكتور سابين زينكر والدكتور جوس سانشيز موضوع استعادة لياقة الجسم بعد الحمل باستخدام الأجهزة المتطورة وعمليات تجميل الصدر والجفون بعد سن اليأس وعقدت جلسات حوارية مع نخبة من الأطباء المشاركين ناقشوا خلالها أحدث ما توصل إليه عالم الطب في الليزر .
وعقدت ورش عمل تخصصية حول الأجهزة الحديثة كجهاز الفراكسل الذي يستخدم في تجميل وترميم الندب الناتجة عن حب الشباب والحروق وتجديد وترميم نضارة البشرة وترهلات الجلد الناتجة عن الحمل والولادة والتصبغات الجلدية الناتجة عن أشعة الشمس.
وقالت المقدم الدكتورة نجلاء أسعد طاهر رئيسة المؤتمر إن المؤتمر يتميز بشموليته وتنوع تخصصاته ولا يخص المرأة فقط حيث ناقش العديد من الأمراض القلبية والوعائية التي تشكل حاليا نسبة 30% من الأمراض الشائعة وقد ترتفع إلى 50% بعد سن اليأس ولما لهذه الأمراض من خطورة على صحة المرأة لافتة إلى وقوع 1000 حالة وفاة يوميا في العالم نتيجة لمشاكل الحمل والولادة.
وأكدت أن هذا المؤتمر سيغير من المفاهيم السائدة عن أن الأمراض القلبية والوعائية تصيب الرجال فقط بل إن المرأة عرضة للإصابة بهذه الأمراض.
وقالت الدكتورة ريم مطر المهيري اختصاصية طب الأسرة في إدارة الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي إن أهمية المؤتمر تكمن في تناوله للمشاكل المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية لدى النساء بصفة خاصة وعرض إحصائيات عن انتشار هذه الأمراض داخل وخارج الدولة مشيرة إلى تناوله موضوع السمنة التي تعتبر من أكثر المشاكل الشائعة في منطقة الخليج العربي استنادا إلى أحدث الاحصائيات التي تم تداولها في المؤتمر وطرق الوقاية وأحدث آليات المعالجة بواسطة الأدوية الطبية والتدخلات الجراحية والرعاية اللاحقة لما بعد العمليات لما لها من تبعات ومشاكل صحية واضحة كما استعرض أمراض الكلى وصحة الفم للمرأة الحامل وأحدث طرق معالجة ارتفاع دهنيات الدم "الكوليسترول" .
من جانبها ألقت الدكتورة رشيدة عباس استشارية طب النساء والتوليد بالخدمات الطبية الضوء على أسباب تراجع نسبة الخصوبة في منطقة الخليج العربي نتيجة لارتفاع نسبة سن الزواج والاهتمام بالتعليم أكثر من الإنجاب وارتفاع نسبة الوعي لإنجاب أطفال أصحاء.
وأوضحت أن آليات العلاج تتضمن التوعية المبكرة بكافة أنواع الأمراض المتعلقة بالصحة الإنجابية خاصة أن الدولة وفرت المراكز المتخصصة والمتطورة في الفحوص للوصول إلى الأسباب الحقيقية لمشاكل الخصوبة ووفرت أحدث الأدوية والعلاجات اللازمة لذلك.
وذكرت أن الدولة أولت اهتماما خاصا بالأمراض النسائية خاصة السرطانات وعلى رأسها سرطان عنق الرحم الذي يمكن إيقافه بالتطعيم والكشف عنه بواسطة المسحات الدورية مشيرة إلى استحداث الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي"نظام المسح الدوري" منذ عام 2010 كل 3 سنوات إجباريا لجميع منتسبات وزارة الداخلية حيث وصل العدد الذي تم إجراء المسح الدوري لهن 1500 منتسبة.
وأضافت أنه بالنسبة للحالات السالبة يتم فحصها وفقا لتوصيات هيئة الصحة العالمية في ما يتم تحويل الحالات المشكوك فيها إلى الجهات المختصة كما وفرت الخدمات الطبية التطعيم من سرطان عنق الرحم إلى جميع منتسبات الوزارة حتى سن 26 سنة.
وقال الدكتور بشير صالح استشاري الأمراض الباطنية للمرأة الحامل إن الأمراض الباطنية المصاحبة للحمل في ازدياد مضطرد وعلى رأسها مرض السكري في الحمل لافتا إلى أن ذلك يعد نتاجا طبيعيا لزيادة أمراض السكري في المجتمع حيث تتطلب مكافحة هذا المرض جهود كافة قطاعات المجتمع وليس العاملين في القطاع الصحي وحده بل منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والجمعيات النسائية باعتبار أن صحة المرأة هي صحة المجتمع والأجيال القادمة.
أرسل تعليقك