أكد عدد من المواطنين المتعافين من فيروس كورونا (كوفيد 19)، وبعض مخالطي عدد من الحالات القائمة، أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية واتباع كافة الإرشادات الصحية والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة له دور هام في تقليل عدد الحالات القائمة لفيروس كورونا، مشيرين الى أن زيادة أعداد الحالات مؤخرًا دليل على التهاون والتراخي في تطبيق الإجراءات، لافتين إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الجهود الوطنية الكبيرة لفريق البحرين والكوادر العاملة من مختلف الجهات في الصفوف الأمامية التي وضعت مصلحة
المواطنين والمقيمين وسلامتهم نصب الأعين.وكشف المتعافون من فيروس كورونا وعددا من المخالطين الذين خضعوا للحجر الصحي الاحترازي عن الصعوبات التي واجهتهم خلال هذه الفترة مع تحملهم للمسئوليات والالتزامات سواء على الصعيد الشخصي أو على محيط العائلة، مؤكدين على ضرورة توخي الحذر وعدم التهاون في الإجراءات الاحترازية التي تضمن عدم الإصابة بالفيروس، حتى لا تمر على أحد مثل هذه الصعوبات.وقد تحدثت المواطنة زينب حسن سرحان عن تجربتها في الحجر الصحي الاحترازي مع أبنائها البالغ عددهم 6 أطفال، حيث
أنه بعد إصابة زوجها بالفيروس تم إعلامهم بأنهم حالات مخالطة ويجب أن يخضعوا للحجر الصحي الاحترازي، وأشارت إلى أن الضرر النفسي هو الضرر الأشد نتيجة الابتعاد عن الأهل، معتبرة أنها مرحلة جدا صعبة مع التزامها بمسؤوليات 6 أطفال وتوفير جميع متطلباتهم اليومية.وكشفت بأنه بسبب مخالطة زوجها لأفراد عائلته الذين يسكنون في بيت واحد تم تشخيصه كحالة قائمة بعد إصابته بالفيروس وتم نقله للعزل والعلاج في محجر سترة، ما شكل عبئا كبيرا عليها وعلى أطفالها. ولكن جهود وزارة الصحة ومتابعتهم كانت طوق نجاة،
خصوصًا في المتابعة الحثيثة للحالة الصحية وتوفير المواصلات لنقلها مع أطفالها بواسطة سيارات مخصصة لنقل الحالات القائمة وعوائلهم من وإلى مراكز الفحص، والذي وصفته بأنه أمراً عظيماً وجهداً يستحق الشكر.من جانبها كشفت صفاء حسين حاجي عن تجربتها مع أطفالها بعد إصابة زوجها بالفيروس ووضعهم تحت الحجر المنزلي، حيث وصفتها بالتجربة القاسية وغير الهينة، قائلة إنها شعرت بحالة نفسية صعبة، خاصة مع وجوب أن تكون متيقظة طوال الوقت لمراعاة متطلبات 3 من الأطفال المصابين بالفيروس وملاحظتهم حتى لا يقوموا بنقل
العدوى لشقيقهم غير المصاب. وتابعت قمت بعزل كل طفل على حدة وكنت أوفر لهم جميع متطلباتهم اليومية في ظل صعوبة التزامهم بالإجراءات الاحترازية الذي يتطلب لبس الكمامات والقفازات والتعقيم المستمر، وكذلك عدم قبولهم الأكل الصحي لدعم مناعتهم وعلاجهم مثل المشروبات الساخنة والخضروات والفواكه. إضافة إلى ضرورة مراقبة الوضع الصحي للأطفال من مؤشرات حيوية مثل ارتفاع درجات الحرارة والتنفس أو أي أعراض أخرى.وبينت حاجي بأن هذه الصعوبات التي واجهتها ليست بسيطة ولا قليلة، لذلك يجب عدم استصغار الأمور،
ويجب التقيد بالإجراءات الاحترازية والوقائية ولبس الكمام وعدم الخروج إلا للضرورة، مع الحرص على التباعد الاجتماعي، فهي إجراءات تسهم في تقليل التعرض للفيروس بشكل كبير، كما يجب عدم التهاون في التجمعات أو اللقاءات وتجنبها قدر المستطاع.وفي السياق ذاته تحدث عبد الله جاسم، متقاعد، عن تجربته التي يراها نتيجة تقصيره وتهاونه في عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية، مؤكداً أهمية التدابير الوقائية والالتزام بها وذلك بلبس الكمام وتعقيم الأيدي، والتباعد الاجتماعي فهم مفتاح السلامة، كما يجب عدم نبذ المتعافين، فالاحتواء والتعامل
بشكل طبيعي معهم أمر مطلوب.وعن تفاصيل تجربته مع فيروس كورونا، قال عبدالله: "ارتفعت حرارتي وأصبت بأعراض كالزكام، والكحة الجافة، فبادرت بالذهاب للمركز الصحي مباشرة، وبدأت المتابعات الصحية وخلال 16 ساعة ظهرت النتيجة وتم تأكيد إصابتي كحالة قائمة، وخضعت للعزل لمدة 10 أيام. ومن أشد الأمور أثرًا في نفسي هو الابتعاد عن أسرتي، فكم هو مؤسف عدم القدرة على التواصل مع أفراد أسرتك بحرية، ومع الأسف فقد تسببت في نقل العدوى لكل من زوجتي وابني، من هنا وجب التأكيد على أهمية عدم التأخر في طلب
المساعدة الصحية عند الشك بالإصابة وظهور أي عرض غير طبيعي، والتعامل مع الفيروس منذ بدايته".وأضاف عبدالله: "علمتني تجربتي مع فيروس كورونا قيمة الصحة وبينت لي أهمية الحفاظ عليها وتجنب كل ما قد يتسبب بالمرض، وأشكر وأثمن عاليا جهود الطاقم الصحي، فمملكة البحرين، وبتوجيهات من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، أكدت حرصها على تقديم أفضل الخدمات الصحية والعلاجية، إذ
يظهر تميز مملكة البحرين في جهودها للحفاظ على الصحة واعتنائها بالإنسان الأمر الذي افتقرته دول أخرى حول العالم، والتي تتطلب في المقابل عدم الاستسهال في إجراءات الحذر، وعدم التقصير في مسؤولية الأفراد التي تحدث الفارق الكبير في المجتمع، فتطبيق الإجراءات الاحترازية لا يكلف الكثير بينما التعامل مع الفيروس يكلف ميزانيات ويستنزف طاقة الكادر الطبي ويضر بنفسية وصحة الإنسان نفسه".وقالت فاطمة محمد، سيدة حامل في الأشهر الأولى تعمل موظفة، أصابها الفيروس بسبب اختلاطها مع الناس في أجواء العمل دون التقيد
بالإجراءات الاحترازية اللازمة، "كموظفين نأخذ حذرنا كثيرا أثناء تأدية عملنا، ولكن يظل احتمال الإصابة موجودًا، وقد أصبت بالفيروس وأدخلت المستشفى لأسبوعين تلقيت خلالها العناية الطبية اللازمة، فقد كنت حاملاً في شهوري الأولى الأمر الذي تطلب عناية فائقة، ومن هنا أتقدم بهذه الرسالة لكل المواطنين والمقيمين بضرورة الحذر والالتزام التام بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، فمسؤولية التقليل من نسبة الفيروس مسؤولية يتحملها الجميع، ولابد من الحذر مرارًا وتكرارًا للحد من هذه الجائحة التي كلفتنا الكثير من الجهد والتعب".وثمنت
فاطمة جهود مملكة البحرين وتوجيهات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا والتي تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الإجراءات الاحترازية التي تضمن التعامل الأمثل مع الجائحة، وقالت إن المجتمع البحريني أمامه مسؤولية كبيرة اليوم في القيام بدوره المطلوب والتقليل من نسبة الحالات القائمة، مبينة قدرة الناس ووعيهم الكبير على الالتزام بكل ما من شأنه تقليل نسبة الحالات القائمة التي يجب أن تقل شيئا فشيئاً، معتبرة أن تحقيق رقم الصفر في عدد الحالات اليومية هدف وطني يجب على الجميع السعي لبلوغه في أسرع وقت.
قد يهمك ايضاً
روسيا تسجل 481 وفاة ونحو 23.5 ألف إصابة بكورونا خلال 24 ساعة
فاوتشي يؤكد أن هدف بايدن تطعيم 100 مليون نسمة خلال 100 يوم قابل للتطبيق
أرسل تعليقك