المنامه-البحرين اليوم
غيّب الموت قائد منتخبنا الوطني الأول ونادي المحرق لكرة القدم، المدافع السابق فيصل عبدالعزيز، عن عمر يناهز (53 عامًا)، إثر معاناة قصيرة مع المرض انتهت يوم أمس (الجمعة).
ويستذكر جمهور كرة القدم في البحرين لاعب المنتخب المرحوم فيصل عبدالعزيز بمزيد من الفخر والاعتزاز، خصوصًا جمهور المحرق الذي ظلّ اللاعب وفيًا له حتى نهاية مشواره في كرة القدم، وفي الحياة.
وخاض اللاعب تجربة وحيدة خارج أسوار نادي المحرق مع فريق الوكرة القطري، وذلك قبل نزوح لاعبي المنتخب إلى الدوري القطري، لكنه عاد لتمثيل المحرق ولم يغادره بعدها أبدًا.
وفي محطات الفقيد مجموعة من المواقف، منها استدعاء مدرب المنتخب الألماني سيدكا له في تشكيلة المنتخب لمباراة إيران في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006، وذلك في الفترة الثانية التي قاد فيها سيدكا المنتخب.
ورغم ابتعاده طويلاً عن تشكيلة المنتخب إلا أن سيدكا فضّل إعادته؛ إيمانًا بأهمية وجوده في التشكيلة اعترافًا بقدراته القيادية داخل وخارج الملعب.
ومن أهم المحطات حصوله على المركز الرابع مع منتخب الناشئين العام 1989 في اسكتلندا، وتأهله للدور الثاني بطلاً للمجموعة الأولى التي لعب فيها مهاجمًا، قبل أن يتحوّل فيما بعد إلى مدافع ويستمر حتى نهاية مشواره مع نادي المحرق والمنتخب.
الفقيد رحمه الله من مواليد 1968، وترعرع منذ التحاقه بفرق الفئات السنية بنادي المحرق، وبرز نجمًا واعدًا حتى تدرّج ووصول إلى الفريق الأول، لينظم إلى الفريق الذهبي الأول، ولعب مع نجوم المحرق من القدامى ومنهم حمود سلطان ومحمد صالح الدخيل، وإبراهيم عيسى وعدنان ضيف، وعادل العنايشة وهشام البلوشي، وغيرهم، واستفاد منهم حتى صقل موهبته وأصبح أحد نجوم كرة القدم في المحرق والبحرين.
كان الفقيد هادئ الطباع لا يُسمع صوته إلا عند خروجه عن حالته الطبيعية، خصوصًا في حال حدوث أخطاء في الفريق والحاجة إلى توجيه اللاعبين لاستعادة مستوياتهم، ويحظى اللاعب باحترام الجميع، فهو يكبرهم سنًا ويتمتع بأخلاق راقية تجعل احترامه واجبًا استنادًا إلى صفاته الطيّبة ومواقفه الجميلة.
كان الفقيد لا يحب المقالب، إلا أنه يقف متفرجًا عند حدوثها من زملائه، وفي المعسكرات التدريبية والبطولات لا يغادر غرفته التي يقطنها مع نجم خط الوسط راشد الدوسري، بل كان يستقبل اللاعبين في غرفته، ويحب مشاهدة التلفاز الذي يقطعه عند زيارة اللاعبين له.
ظل الفقيد مخلصًا لنادي المحرق ولم يخرج منه، وكلما سأله الجمهور عن وضعه الصحي، كانت إجابته «إذا كان النادي بخير فأنا بخير».
رحل اللاعب عن الدنيا لكنه سيظلّ ساكنًا في قلوب محبيه ومنتسبي الوسط الرياضي، وسيتذكّرون أجمل صفاته وأروع معاني الإخلاص وصفاء القلب.. «رحمك الله يا فيصل».
نسأل العلي القدير أن يسكن الفقيد فسيح جناته، ويلهم أهله وذوية الصبر والسلوان.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.
قد يهمك أيضا:
المهاجم السوري بركات ينضم إلى نادي "المحرق" البحريني
نادي المحرق البحريني يستنكر ما بثّته قناة "الجزيرة" من أكاذيب وتلفيقات
أرسل تعليقك